اللبن الرائب والزبادي

تختلف مسميات بعض منتجات الألبان في بلادنا العربية. ففي مصر نقول “الزبادي”، بينما يُقال عنها “لبنة” في بلاد أخرى، ونقول “رايب” بينما تُطلق هذه الكلمة في أماكن أخرى على الزبادي، وهكذا.  

منذ طفولتي، لم أكن أستسيغ شرب اللبن (الحليب)، وإذا ما أُجبرت على شربه، تتحول معدتي وقولوني إلى ساحة قتال، وقد ينتهي بي الأمر بالتقيؤ. لذلك، ولتعويض جسدي بالكالسيوم الذي حرمت منه في الحليب، أصبحت أحاول تناول وشرب أطعمة بديلة تحتوي على اللبن، مثل الزبادي، والأرز باللبن، والكاكاو، وغيرها.  

ثم نصحني الطبيب بعد معاناتي مع معدتي وقولوني نتيجة تناول الأدوية المضادة للالتهاب والمسكنة للألم، قائلاً:  

“عليكِ باللبن الرايب، فالعديد من أطباء الجهاز الهضمي ينصحون بتناوله، فهو يُبطن جدار المعدة والقولون.”  

ومنذ ذلك الحين، أصبحت معدتي وقولوني في خير حال.وبالفعل، بدأت أشرب اللبن الرايب يوميًا، خاصة في المساء قبل النوم. كما أنني بدأت أجعل أولادي يشربونه بإضافة الفانيليا أو الفاكهة له. والحمد لله، نفعني ذلك معهم، إذ إن اثنين منهم لديهما حساسية من منتجات الألبان ولا يأكلان أي نوع من الأجبان، مثلًا.

كما قمت بإضافته إلى سلطة البطاطس بالمايونيز. بدلًا من استخدام كمية كبيرة من المايونيز، أضع اللبن الرايب وأضيف معه ملعقة صغيرة فقط من المايونيز.

فيما يلي بعض من مقالات مفيدة عن:

الزبــــــــادي واللبن الرائب

تؤكد الدراسات العلمية أن اللبن الرائب يساهم في التجدد الدائم والحيوية الثابتة وجمال المظهر وسلامة الأجهزة من الأمراض. إذ يحتوي على معظم الفيتامينات الهامة والمادة الدهنية فيه سهلة الهضم. يعرف اللبن المصنوع من الحليب بإضافة الروبة أو الخمائر اللبنية المنتخبة “باللبن الرائب” وهو المعروف باسم “اليوغورت” في اللغة التركية .

وقد عرف عند العرب منذ زمن بعيد وأصبح للبن الرائب عدة أسماء عربية مثل اللبن الزبادي أو الحاذر أو الحامض والخبيط والعيران، وورد ذكره في أسفار العرب وفي أحاديثهم، والأسماء التي وردت في لغتهم له أكبر دليل على معرفتهم. وكذلك الأطباء العرب تحدثوا عنه وعن فوائده العلاجية والغذائية، ومما قالوا فيه: ان اللبن الرائب ليس فيه من الحدة التي كانت في الحليب ولذا فإنه ينفع المعدة الملتهبة لأنه أبرد.

وهو أيضاً يقوي المعدة ويقطع الاسهال، ويخصب البدن ويفتح الشهية ويسكن الحرارة، وهو جيد لمعالجة القلاع عند خلطه بالعسل ويدهن به الفم للصغار.. وقد بينت الدراسات والأبحاث التي أجريت على اللبن الرائب أهميته العلاجية حيث وجد أنه يتلف جراثيم العصبات القولونية في المعدة الأمعاء كما يفيد في حالات التهاب الكبد والكلى وضعفها وتخمرات المعدة حيث انه طارد للغازات، كما يدر البول ويكافح الحصى في المثانة والكلى ويذيب الرمال.وللبن الرائب أيضاً فوائد هامة في عمل أجهزة الهضم وفي حالات تصلب الشرايين والوهن. ويلعب الروب دوراً عظيماً في تهدئة الأعصاب ومحاربة الأرق كما يجمل الوجه ويطري الجلد.

وقد ظهر من تحليل اللبن الرائب أن فيه:

82% ماء – ,68% سكر اللبن الأكتوز – 6% دهون – ,45% بروتين – ,048% من حامض اللبن – ,06% من الأملاح المعدنية.كما يحتوي على فيتامينات أ، ب، ج، د.يقول علماء التغذية أن نسبة طول العمر بين سكان بلغاريا والقوقاز والأناضول هي أعلى نسبة في العالم قد ترجع إلى أن معظم طعام هذه الشعوب الأساسي هو اللبن الرائب الذي أعطى لأجسامهم القدرة على التجدد الدائم والحيوية الثابتة وجمال المظهر وسلامة الأجهزة من الأمراض نظراً لاحتوائه على قيم غذائية عالية، فهو يحمل في تركيبه أغلب المعادن اللازمة للجسم.. كما ان المواد البروتينية التي تدخل في تكوينه ذات القيمة الحيوية العالية.. وان المادة الدهنية التي فيه سهلة الهضم.كما يضم اللبن الرائب معظم الفيتامينات المعروفة القيمة الحيوية والضرورية للجسم فهو غني بفيتامين “أ” ومجموعة فيتامين “ب” المركب.. ونسبة ليست كبيرة من فيتامين “ج” .. كما أنه ذات قيمة سعرية حرارية لا بأس بها.

وبمقارنة اللبن الرائب طبياً بالحليب نجد أن الأول يمتاز باحتوائه على حامض اللبن وهذا يساعد على قتل ما فيه من جراثيم، ولذا فإنه ذا فائدة عظيمة في القضاء على الغازات السامة بالجسم، ولأن الجراثيم الضارة لا تستطيع البقاء في حامض اللبن.واللبن الرائب يساعد في تخفيف الوزن ولهذا يدخل في أنظمة النحافة فهو يحتوي على نسبة بسيطة من السعرات الحرارية. ومن ناحية أخرى يحتوي على نسبة البروتين العالية التي تحفظ عضلات الجسم والوجه قوية.

ونظراً لأهمية فيتامين “ب” والموجودة في اللبن الرائب للشعر والبشرة والعينين فإنه يعتبر “عامل الجمال والحيوية”.كما يساعد على مقاومة الجوع بين الوجبات .. وينصح باعطاء اللبن الرائب إلى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الأمعاء.. وعسر الهضم.. والامساك والاسهال والتهابات المعدة والامعاء ويفيد ايضاً اللبن الرائب المصابين بضعف الاعصاب والأرق.ولما كان لهذا اللبن الرائب من الأهمية والقيمة الغذاذية العالية فإنه يعطى للأطفال الصغار من عمر عشرة أشهر وأيضاً الذين يعانون من الحساسية للحليب. 

هل اللبن الرائب مفيد لك حقا ؟ يحب الرياضيين اللبن الرائب لأسباب واضحة. فهو مناسب، ولذيذ، ومغذي. وبينما تعدك ستة أونسات منه بحماية قلبك، ورفع نظام مناعتك، وتحسّين هضمك. فمقارنة مع كوب من اللبن الحليب، فاللبن الرائب يحتوي على كالسيوم أكثر من الحليب (بقدر 450 ملليغرام مقابل 300 ملليغرام). وهو مصدر جيد من فيتامين دي، والبوتاسيوم، وفيتامين ب 12.وتعتبر البكتيريا الموجودة في اللبن ال رائب والتي تسمى “بروبيوتيكس” نوعا جيدا من البكتيريا لأنها تساعد على الهضم، كما تعطيه نكهته المنعش التي تساعد على الحماية ضدّ البكتيريا غير الصحّية. تساعد بروبيوتيكس على تخفيف و منع أعراض الإمساك، ومرض الأمعاء التحريضي، وأمور أخرى متعلقة بالمعدة. يقول فابيو كومانا، مدرب تمارين فسيولوجي بالمجلس الأمريكي و متخصّص في المغذيات الرياضية، “بينما تعتبر المواد المغذية في اللبن الرائب جيدة لكلّ شخص، فأن مزيج الكربوهيدرات والبروتين يعتبران غذاء مثاليا للعدائين. قبل التمرين، تمنع نسبة بروتين الكربوهيدرات السكّر من دخول مجرى الدمّ بسرعة، حتى لا تتحطّم وتحترق بسرعة، وبعد التمرين، تساعد نسبة البروتين ذاتها عمل العضلة، بينما يساعد البوتاسيوم على استبدال المنحلات الكهربائية الهامة.” ولكن قبل أن تمسك بعلبة اللبن بالشوكولا والغرنولا. أنظر إلى المعلومات الغذائية فقد تكتشف أمور مفزعة وغير سارة: يمكن ان تحتوي علبة اللبن على كميات خطيرة من السكّر والدهون المشبعة. تقول الدكتورة ماريون نستلة، دكتوراه، أستاذة بعلوم التغذية في جامعة نيويورك، في كتابها (ماذا تأكل 2006)، “سواء كان اللبن يستحق هالة الصحة هذه، مسألة تحتاج إلى الدراسة.”yogurtالمشكلة الحلوّة:
بنفس قدر الخطر الذي قد تحتويه الصلصة الغنية بالدهون على السلطة، يمكن للسكّريات أن تخرب سمعة الزبادي الطيبة والمفيدة. فعصير سكّر الذرة والأشكال الأخرى من المواد الحلوّة يمكن أن تضاعف محتوى السكّر في اللبن. وغالبا ما تصنع نكهات الفاكهة من مركز عصير الفاكهة، وليس الفاكهة الحقيقية، الأمر الذي يزيد من نسبة السكّر بدون إضافة مواد مغذية. كما وجدت الأستاذة نستلة بأن السكريات المضافة تشكّل أكثر من 50 بالمائة من السعرات الحرارية في العديد من الألبان التي تستهدف الأطفال. ولا تضيف السكريات الإضافية السعرات الحرارية فقط، بل يمكن أن تزعج المعدة أيضا. “فالألبان الغنية بالسكّر يمكن أن تشكل مشكلة للناس الذين يعانون من حساسية الجهاز الهضمي وفقا لجمعية السكري الأمريكية.اختيار الزبادي بدون الكثير من الاضافيات أمر صعب، حتى لأولئك الذين يقرئون ملصقات المكونات الغذائية. لأن غرامات السكّر على العلامة تتضمّن لاكتوز سكّر الحليب الذي يمكن أن يفسّر بحدود 12 غرام لكلّ ستّة أونسات. والمنتجون غير مجبرون على إخبارك إذا كان السكّر الفائض من مصدر صحّي، مثل الفاكهة المضافة، أو غير صحّي، مثل عصير سكّر الذرة والفواكه المركزة. (وتحتوي الأنواع القليلة أو المنخفضة بالسكّر نموذجيا على حوالي سبع غرامات لأنها تصنع من حليب أقل ؛ لذا، فهي قليلة باللاكتوز). ويوصي أخصائيو التغذية بتناول الألبان التي لا تحتوي على أكثر من 30 غرام من السكّر لكلّ ستّة أونسات. تقول جين هورلي , أخصائية تغذية في مركز العلوم في المصلحة العامّة , مجموعة صحة لاربحية في واشنطن، دي. سي، “ثلاثون غرام تفصل بين المادة المفيدة والمادة غير المفيدة”.ولا يعتبر السكّر المشكلة الوحيدة المحتملة للزبادي. فبعض الأنواع تحتوي على مواد دهنية تعيق عمل الشريان. دقق في الملصق الغذائي للتأكد من انه لا يحتوي على أكثر من 1.5 غرام من الدهن المشبع لكلّ ستّة أونسات. تقول هورلي “انتبه إلى الأصناف التي تحتوي كلمة ‘ كريم’ ، فهي تبعد خطوة واحدة فقط عن الآيس كريمالحقيقة الناصعةإن أفضل اختيار ، بالرغم من أنه قد لا يعجبك هو: “اللبن الرائب السادة. فهو يحتوي على كمية أكثر من البوتاسيوم مقارنة مع الأنواع المنكّهة (حوالي 450 ملليغرام مقابل 300)، وطالما كنت تختار أصناف قليلة الدسم أو خالية من الدهن، فيمكنها أن تساعدك على التقليل من الدهن والسعرات الحرارية من الأطباق الأخرى. ولا تيئس. فالرائب لا يعني أن طعمه سيئ، إما إذا كنت تحبه بنكهات مختلفة فيمكنك إضافة الفواكه الطازجة، وبعض البندق، حتى بعض المواد الحلوّة. مثل القليل من العسل أو السكّر، على الأقل ستعرف بالضبط كمية السكر التي ستتناولهامن ناحية أخرى يعتبر اللبن المجمّد، ، أفضل من الآيس كريم الغني بالدهون، لأنه يحتوي على بكتيريا حيّة أكثر ويوفر بديلا مغذّيا.”اللبن المثالي” ابحث عن:• (لكلّ ستّة أونسات، ابحث عن الأصناف القليلة الدسم أو الخالية من الدهن)• أبحث عن ختم وجود ثقافات بكيترية حيّة ونشيطة، أيّ إدّعاء بأنها تحتوي على بروبيوتكس مجرد دعاية تجارية لا أكثر من 180 سعر حراري. بعض نكهات الفانيلا قد تحتوي على سعرات حرارية أكثر من نكهات الفاكهة بسبب السكّريات الإضافية.• لا أكثر من 1.5 غرام من الدهن المشبع. “الحد اليومي من الدهون المشبعة يجب أن لا يتعدى 20 غرام  لا أكثر من 30 غرام من السكّر ، على الأقل 20 بالمائة من الكالسيوم اليومي. يمكن أن تقلل السكّريات الإضافية والمكونات هذه الكمية ملليغرامات من البوتاسيوم

أما  الزبادي، قال د. جابر توفيق اخصائي الباطنة: لقد ثبت علمياً أهمية اللبن الزبادي بالنسبة للمرضى وذلك لسهولة هضم البروتين به كما أن حامض اللبن (الاكتيل) الموجود باللبن الزبادي يجعل الكالسيوم الموجود في الطعام أكثر قابلية للامتصاص، كذلك يساعد على عدم تعفن الغذاء داخل الأمعاء، وعلى عدم حدوث اضطرابات بها مثل الإمساك والإسهال وغيرها من الأمراض المعوية.

وأيضاً ثبت أن البكتريا الموجودة في اللبن الزبادي تعمل على وضع كمية هائلة من فيتامين “ب” في القناة الهضمية ويمتص هذا الفيتامين في الحال وينتشر خلال الجسم كله.

وقال: قد اجريت بعض الدراسات في انجلترا على اللبن الزبادي وقد صرَّح العلماء بقولهم: إن الزبادي يعد مصدراً رائعاً للفيتامينات والمعادن والبروتينات ولذلك فهو مفيد جداً للذين يخضعون لنظام غذائي صارم “الرجيم” كما يفيد تناول الزبادي بعد العلاج بالمضادات الحيوية، حيث إن المضاد الحيوي يقتل جميع البكتريا الموجودة بالجسم، سواء الضارة أو المفيدة، ولذا فتناول الزبادي يعوض المعدة عما تفقده من بكتريا مما يساعد في هضم الأغذية عموماً.

فقد ثبت أن البكتريا المفيدة للمعدة توجد في الزبادي، وهي بكتريا حامض اللاكتيل التي تساعد على تخليق بعض الفيتامينات وتخليق البروتين للوصول للاحماض الامينية مما يساعد على هضم الطعام، بما تفرزه من انزيمات فضلاً على استطاعة البكتريا الموجودة في الزبادي من تطهير المعدة وقتل الطفيلات.

وأضاف: أيضاً تبين أن الزبادي يفيد الأشخاص الذين لا تسمح أمعاؤهم بشرب اللبن الطبيعي، فيصابون عند تناوله بالإسهال وذلك يرجع إلى طبيعة هؤلاء الأشخاص الذين لديهم حساسية من اللاكتوز “سكر اللبن” الذي لا يتحلل إلى جلكوز وجلاكتوز مما يتسبب في نمو بعض أنواع البكتريا التي تكوّن غازات بالمعدة وتسبب الإسهال.

 وبالهناء والشفاء