عودة مدينة كانوب إلى الحياة : من سجلات التاريخ و روائعه
بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور –
(كبير باحثين بدرجة مدير عام بوزارة السياحة والآثار -مصر)
7/11/2024
قبل أن ياتى الإسكندر الأكبر إلى السواحل المصرية عام 332قبل الميلاد ،كانت هناك مدينة صغيرة و لكنها نابضة بالحياة ( شرق الاسكندريه حاليا -منطقة أبى قير) اسمها كانوب و قد استمدت اسمها من أحد فروع نهر النيل السبعة في قديم الزمان . هذه المدينة كانت تنتعش بالحياة لأنها إحدى موانئ الصيد المهمة والصناعات المتميزة كصناعة المعادن والفخار وصيد الأسماك وبداخلها أحياء تجارية كاملة مثل حي هيراكليون ومنطقة دينية أطلق عليها تانيس وبها معبد للمعبودة إيزيس . استمرت مدينة كانوب من الأسرة السادسة والعشرين (العصر الفرعونى) القرن السابع قبل الميلاد وحتى بداية العصر الإسلامي(القرن السابع الميلادي) مرور بالعصرين البطلمي والروماني وفجاءة حدث زلزال مدمر للمدينة واختفت عن الوجود داخل البحر على أعماق تتراوح ما بين سبعة أمتار وعشرين مترًا. تم اكتشاف هذه المدينة الغارقة والتي تقبع تحت مياه منطقه أبي قير البحرية منذ آلالاف السنين حتى نهايه القرن العشرين . كُتب لكانوب العودة مرة أخرى للحياة، وذلك عن طريق بعثة فرنسية (المعهد الأوربي للآثار البحرية ) بقيادة فرانك جوديو بمشاركة وزارة الآثار وشباب من باحثي الآثار الغارقة … و سنوافيكم في المقال القادم بمزيد من التفاصيل عن هذه المدينة الأثرية المذهلة و ما تم الكشف عنه من آلالاف القطع الأثرية المنتشلة من قاع البحر و لنا مع كل منها حكاية .