
قراءة نقدية لرواية ميراث الخوف للكاتبة أمينة الزغبي
بقلم الأستاذة / شروق مجدي

توافرت في هذه الرواية عناصر العمل الروائي من زمان, ومكان, وصراع و أحداث. كما أبدعت الكاتبة في وصف المكان، فقد وصفت منطقة سبورتينج ومنظر العمارة, المحلات وشارع بورسعيد, شاطئ المنتزة و الكبائن والشاليهات وصفًا ساحرًا . يتضح مدى تأثر الكاتبة بمدينتها الجميلة الإسكندرية مما أضفى على عملها طابعًا خاصًا، حيث العاطفة والخيال ، على نحو ما كان من رومانسية أشعار جبران خليل جبران الذي تأثر بأجواء لبنان بلده الساحرة الجميلة.
اتسمت مشاعر الكاتبة بالحنين للماضي و جاء وصفها و كأننا نعيش زمنا آخر غير زمننا هذا. جذب العنوان ” ميراث الخوف ” انتباهي ؛ إذ يحكي يوسف عن جده الذي أعلن إسلامه وغير اسمه من آريس إلى عبدالله . و جاءت الرواية في قالب إجتماعي ، أضفت عليه الكاتبة طابعًا خاصًا حيث تميز أسلوبها بالتشويق و الاسترسال ، و قد احتوت الرواية على صراعات كثيرة مثل صراع بين الزواج والوحدة والأحلام التي تطارد يوسف ،بطل الرواية، ورؤية جده في المنام فهو خائف عازف عن الزواج لكن غلبته العاطفة وهنا نستطيع القول أن الحظ حليف يوسف لقلبه الطيب أو ربما لحسن اختياره، و كذلك الصراع بين الغربة والبقاء في الوطن كما وضعت أصابعها على كثير من المشاكل الأسرية مثل الاغتراب والسعي وراء المادة وإهمال الأهل وعدم التواصل معهم إلا من خلف الشاشة وفرض سطوة الأم على ابنها وخنوع الأبناء, لكن يمكن القول ان عاطفة مدام فوقية تغلبها لكونه ابنها الوحيد واعتماد الأبناء على الاهل وعدم تحملهم المسؤولية. وموقف دكتور أحمد مع أولاده وتربيته الإيجابية لهم ليكونوا أسوياء. ونرى أن الرواية واقعية منحتنا إحساسًا بالدفئ والحب رغم أنهم الأبطال ليسوا من عائلة واحدة. انتهت الرواية بنهاية سعيدة ذكرتني بالأفلام العربية القديمة. كما استخدمت الكاتبة أسماء لها سينيائية مثل يوسف وهو اسم عبري الأصل معناه يمنحه الله وقد منحه الله حب الناس ونقاء قلب وزوجة صالحة. آريس رب الحرب عند اليونان غير اسمه إلى عبدالله ليكون عبد الله الواحد. وتوحيدة يعبر عن الوحدة وصورت الصراع بين الكلام والاندماج والعزلة والصمت.