“ أوكلما اشتهيت اشتريت؟”… رحلة في مواجهة الاستهلاك

صورة واتساب بتاريخ 1446 10 26 في 14.56.13 8265cba0

“ أوكلما اشتهيت اشتريت؟”… رحلة في مواجهة الاستهلاك

بقلم الكاتبة / سوزان جويلي 

صورة واتساب بتاريخ 1446 10 26 في 14.54.48 79294b7e


في عالم تُغرقه الإعلانات وتغويه المغريات، يأتي كتاب “أوكلما اشتهيت اشتريت؟” للكاتب السعودي محمد عمر الجعيدي ليوقظ وعينا بأسلوب مباشر وسلس. لا يقدّم الكتاب مجرد نقد للشراء المفرط، بل يعرض لنا خريطة طريق لفهم النفس البشرية في تعاملها مع المال والرغبات.


فكرة الكتاب:


يركز الكتاب على معالجة ظاهرة الاستهلاك المفرط التي يعاني منها كثير من الناس، ويطرح تساؤلا جوهريا: هل نشتري ما نحتاجه فعلا؟ أم ما تريده نفوسنا لحظيا؟

يأخذنا المؤلف في رحلة نقدية لثقافة الشراء العشوائي، ويبين كيف أصبح الاستهلاك وسيلة للهروب من المشاعر، أو لإثبات الذات، أو حتى لملء فراغ داخلي.


الهدف من الكتاب:


يهدف الكاتب إلى توعية القارئ بضرورة ضبط الإنفاق وإدارة الرغبات، مؤكدا أن الحل لا يكون بالحرمان المطلق، بل بالفهم والتحكم. كما يشجع على تبني أسلوب حياة بسيط، يركز على الأولويات الحقيقية لا على الانجراف وراء الموضة أو التقليد.



أهم المحاور التي تناولها:

١- الرغبة والاستهلاك:

يشرح الكاتب كيف تتحول الرغبة العابرة إلى عادة استهلاكية مزمنة، ويُظهر كيف يستغل التسويق هذا الضعف الإنساني.

٢- الهوية والشراء:

يناقش العلاقة بين الشراء والهوية، وكيف نظن أن ما نقتنيه يعرّف من نكون، في حين أن القيمة الحقيقية لا تُقاس بالماديات.

٣- الحرية المالية:

يقدم نصائح عملية للعيش ضمن حدود الدخل، ويحث على التخلص من الديون، والادخار، واستثمار المال بحكمة.

٤-التربية الاستهلاكية:

يلفت النظر إلى خطورة تربية الأبناء على ثقافة “اشترِ ما شئت”، ويشدد على أهمية غرس قيم القناعة والانضباط في النفوس منذ الصغر.


أسلوب الكاتب:


تميز أسلوب الجعيدي بالوضوح والاختصار، بعيدا عن التنظير، بل استخدم لغة الحياة اليومية، وأمثلة قريبة من الواقع، مما جعل الكتاب سهل القراءة، عميق الأثر. كما حرص على تقديم جرعة من التحفيز الذاتي دون أن يكون واعظا أو ناقدا للناس.


اقتباسات من الكتاب:

   •   “الرغبة لا تُشبع بالشراء، بل بالفهم.”

   •   “ما تشتريه اليوم قد يصبح عبئًا غدًا.”

   •   “القناعة ليست فقرًا، بل حكمة في زمن الإغراءات.”


الخاتمة:


“أوكلما اشتهيت اشتريت؟” ليس مجرد عنوان، بل صفعة فكرية توقظنا من سبات التسوق العشوائي. إنه دعوة للتأمل في دوافعنا الاستهلاكية، والتوقف عن جعل المال وسيلة للهروب من أنفسنا. هذا الكتاب جدير بأن يُقرأ، بل أن تُعاد قراءته، لأنه ما لا يقدّم حلا فقط، بل يُعيد طريقة التفكير وتشكيلها  في الأمور المادية والرغبة والحرية.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *