إسكندرية كمان وكمان
بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور- كبير باحثين بدرجة مدير عام- وزارة السياحة والآثار- مصر
بعد ما اتكلمنا فى مقال سابق عن مساجد مدينتى الجميلة الاسكندرية واستعرضنا مدينة كانوب أصل مدينة الإسكندرية ثم بناء الإسكندر لمدينة الإسكندرية واتكلمنا عن تخطيط المدينة اللى تم الانتهاء منه فى عصر بطلميوس الثانى و أن مدينة الاسكندرية كانت محاطة بسور وثمانية أبواب رئيسية كذلك كانت مدعمة بتحصينات وأبراج قد أعيد استخدامها العصر الإسلامي.
وأثناء الحملة الفرنسية على مصر قام الفرنسيون بترميم الحصون وبناء طوابٍ جديدة، وفي عهد محمد علي باشا، عهد إلى المهندس الفرنسي جاليس_بك ترميم الحصون القديمة وبناء حصون جديدة إلى أن بلغت في عهده 25 طابية كما ذُكر في القائمة التي وضعها حسن باشا الإسكندراني ناظر البحرية المصرية عام 1848. وهى كالتالي:
طابية الفنار
طابية الفنار الصغيرة
طابية التراب (الهلالية) وتقع بحلقة السمك بالأنفوشي
طابية الاسبتالية الجديدة
طابية الاسبتالية القديمة
طابية الأطة (وتعني الجزيرة باللغة التركية، وكان العامة يطلقون عليها طابية الأضا) الأنفوشي (السواحل)
قلعة برج الظفر (والمرجح أنها قلعة قايتباي كما ذكر الأمير عمر طوسون في كتابه سنة 1882)
طابية ظهر منزل الفرنسيس
طابية المفحمة
طابية مسلة فرعون
طابية قبور اليهود القديمة
طابية قبور اليهود الجديدة
طابية برج السلسلة طابية باب شرقي
طابية السلمية
طابية المكس
طابية القمرية
طابية أم قبيبة (أم كبيبة)
طابية الملاحة القديمة
طابية الملاحة الجديدة
طابية صالح أغا
طابية باب سدرة
طابية كوم الدكة
وسار إبراهيم باشا علي نهج والده محمدعلي، فزود الطوابي بالعسكر والأسلحة وأنشأ عباس حلمي الأول قلعة مقابر اليهود (السلسلة) وقلعتي أبي قير والعجمي، وقام الخديوي إسماعيل بتسليح الطوابي بمدافع (أرمسترونج) اشتراها من إنجلترا.
وسوف نتحدث عن كل طابية من طوابي الإسكندرية بإذن الله على قدر المستطاع لأن معظمها تهدم واندثر .
وفى هذه الحلقة أخترت الطابية الحمراء و طابية النحاسين. (طابية مقابر اليهود وده المسمى القديم حيث أنها مسجلة حاليا فى وزارة السياحة والاثار بطابية النحاسين) حيث تقع فى محيط إشرافي على منطقة وسط الإسكندرية للآثار الإسلامية الآن
وطابية النحاسين
تقع بمنطقة حدائق الشلالات القبلية وهى طابية أثرية بناها محمد علي باشا في بدايات القرن التاسع وأطلق عليها طابية قبور اليهود لمجاورتها لمقابر اليهود ، وهي تقع على مساحة 627 مترا. وكانت تمثل نقطة دفاع حصينة عن مدينة الإسكندرية كما كانت مصنعًا للآلات النحاسية الخاصة بالجيش مثل الدروع والخوز وبعض الأسلحة والأواني والمهمات لذا أطلق عليها طابية النحاسين هى تطل على شارع السلطان حسين وهى عبارة عن مبنى مستطيل الشكل يتكون من طابقين، وله أربع واجهات والواجهة الرئيسية هى الواجهة الجنوبية وتتكون من طابقين الطابق الأول وبه أربع فتحات ويفتح فى الطابق الثانى خمس فتحات مستطيلة والمدخل الحالى يفتح جهة الشرق ويؤدى إلى صحن مكشوف يجاوره من الجهةالجنوبية الشرقية سلم يؤدى إلى السطح. وحالياً تستخدم كمقر لإدارة التوثيق الأثري. حدود الطابية هي الحد البحري مركز الشباب – الشلالات، والحد القبلي شارع السلطان حسين كامل سابقاً، والحد الشرقي 20 متر من حدود الأثر أما الحد الغربي 5 متر من حديقة مركز شباب الشلالات.
الطابية_الحمراء:
أنشئت في عهد محمد علي في بداية القرن ال 19 الميلادي لتكون أحد الثغور التي تحمي شواطئ مصر الشمالية من الغزاة و سميت بالحمراء نتيجة الدماء التي سفكها أهالي القري المجاورة للدفاع عن مصر، و يُقال أنها سُميت بهذا الاسم أيضا نظرًا لوجود كمية كبيرة من شقف الفخار الأحمر بها.
و تقع شمال مركز أدكو و تتميز بموقعها على خليج ابي قير من الجهة الشمالية وطريق أدكو – رشيد من الجنوب و تحدها شبه جزيرة ادكو و تحيط بها شركات البترول من الناحية البحرية و الشرقية.
ولهذه الطابية موقع مميز حيث يحيط بالطابية سور من أعلى المبنى حافة التل من ثلاث جهات عدا الجنوبية. ولكن للأسف تهدم منها جزء كبير. أما حدود الطابية :- الحد القبلي والغربي شركة “ويبكو” للبترول وبينهما شارع يمثل حرم الطابية والحد البحري والشرقي شركة “بتروجيت”وكانت أيضا مدعمة بمدافع ارمسترونج ولا يزال هناك بقايا لهذه المدافع بالطابية وأشرفت بنفسى على أعمال الحفائر فيها عام ١٩٩٠، وهكذا نرى الإسكندرية المحصنة فى جميع أنحاءها لتثبت أنها المدينة الحضارية السياسية الثقافية الدينية الاجتماعية الحربية البحرية الجميلة عروس البحر المتوسط.