الآثار الغارقة والمتحف المصري الكبير
بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور- كبير باحثين بدرجة مدير عام – وزارة السياحة والآثار-مصر
تشارك الآثار الغارقة بأكثر من أربعين قطعة أثرية مختلفة الأشكال والأحجام والمواد مابين أحجار ومعادن وفخار ، حيث بدأت أعمال نقلها منذ أكثر من خمس سنوات لعرضها بالمتحف المصري الكبير، الذي افتتح منذ أيام قلائل.
هذا اليوم كان يرتقبه الأثريون منذ فترة. وفي هذا المقال سوف أتحدث هنا عن أهم القطع الآثار الغارقة المشاركة في المتحف المصري الكبير،وهي تمثالين لملك وملكة من العصر البطلمى وكذا تمثال المعبود حابى من نفس العصر.
نبدأ أولا بتمثال الملك:-
تمثال من الجرانيت الوردي لأحد ملوك البطالمة على الطراز الفرعوني يرجع إلى الفترة ما بين القرن الثاني إلى الأول قبل الميلاد، ويعد هذا التمثال أحد التماثيل العملاقة التي تم العثور عليها أثناء الحفائر التي قامت بها بعثة المعهد الأوروبي للآثار البحرية برئاسةفرانك جوديو بالتعاون مع الإدارة العامة للآثار الغارقة في موقع أطلال مدينة هيراكليون الغارقة، والذي يبعد مسافة ستة ونصف كيلومترات من خط الساحل لخليج أبى قير البحري، كانت المدينة تشرف على مصب الفرع الكانوبى وهو أحد فروع النيل قديماً.
وكانت أيضاً ميناء مهم على نفس الفرع وعلى البحر المتوسط ومحطة لتحصيل الرسوم الجمركية المفروضة على السفن التجارية الوافدة من اليونان و دول شرق البحر المتوسط، وبالتالي كانت تتمتع المدينة بقدر كبير من الازدهار الاقتصادي القائم على النشاط التجاري في المقام الأول.
تم الكشف عن التمثال عام 2001 وكان مكسورًا ومقسمًا إلى خمسة أجزاء و تم انتشاله و نقله للمتحف البحري بالإسكندرية حيث تم إجراء عملية الصيانة والترميم ثم حفظه في مخازن الإدارة العامة للآثار الغارقة حيث تم تجميع أجزاءه تمهيدًا لعرضه مكتملا.
وهو يعتبر من أكثر التماثيل البطلمية الضخمة والمكتملة بالطراز الفرعوني التي تم العثور عليها بمصر، يظهر التمثال عاري الصدر واليدان مضمومتان إلى الجانب، ويرتدى زي بسيط يخلو من أي زخارف حيث تظهر النقبة الملكية التي ثبتت حول جسم الملك بحزام، ويعلو رأسه التاج المزدوج المزين بالكوبرا من الأمام.
وقد تم عرض التمثال في العديد من المعارض الخارجية وحاليًا يعرض بالمتحف المصري الكبير.
الأبعاد :الارتفاع: 5 متر -الوزن: 5.5 طن
تمثال الملكة:
تمثال من العصر البطلمى يصور ملكة واقفة في هيئة الآلهة (Aset) و مرتدية التاج المكون من قرنين يتوسطهما قرص الشمس، وترتدى أيضاً رداءاً ضيقاً شفافاً يبدأ عند الكتف وينتهى عند القدمين ويوجد حزام حول الوسط على شكل شريط منعقد ويتدلى طرفيه من الأمام بشكل طولي، التمثال مهشم إلى أربعة أجزاء بدايةً من التاج والجزء الأمامي من الرأس والجسم حتى الساقين بالقدمين، وفاقد جزء من الركبة اليسرى وكذلك الذراع بالكتف الأيمن بأكمله، تم نقله حيث تم إجراء عملية الصيانة و الترميم ثم تجميعه في مخازن إدارة الاثار الغارقه
ارتفاعه: حوالى 5 متر
وزنه: 4 طن تقريبا تمثال (حابي) إله فيضان النيل و رمز الخصوبة في مصر القديمة:-
التمثال من الجرانيت الوردي يصور إله النيل حابى ويرجع إلى العصر البطلمى وهو ثالث التماثيل العملاقة و يصور التمثال إله النيل بشكله التقليدي الذى وهو ويحمل على يديه مائدة القرابين التي ترمز إلى الخيرات التي يهبها النيل للبلاد، ويعد هذا التمثال من أكبر وأضخم التماثيل التي تصور الإله حابى في الفن المصري القديم، ووجوده في مدينة هيراكليون حيث الميناء على المصب الكانوبي ربما يعكس الدور الذى يمثله النيل في هذه المنطقة وأنشطة الحياة المختلفة فيها والتي تعتمد عليه سواء الزراعة أو الصيد أو الملاحة ومياه الفيضان التي تمد الأرض بالخصوبة.
– وقد وجد التمثال مكسورًا وأجزاءه متناثرة
– وتم ترميمه وتجميعه
– الأبعاد:
الارتفاع: 5,40م
الوزن: 6 طن.
وهكذا شاركت الإسكندرية فى أكبر صرح حضاري بالعالم لتنادي بوجود ملوك مصر العظماء وتربط بين الماضى والحاضر فى هذا الحدث الضخم استمتعوا ببلدكم العظيم وتحيا مصر أم الدنيا وستظل أم الدنيا.

كتبت فاوفيت
الاسكندرية جميلة اكثر بعيونك وستظل مصر ام الدنيا كل التحايا والاحترام