السعيّ
بقلم الكاتبة/ فاطمة قوجة
السعي دليل العزيمة … وطريق إلى الكرامة … وسرّ من أسرار الوصول
السعي كيف يمكننا فهم ذلك المضمون…؟
السعي هو جوهر الحياة وسرّ التقدّم، وهو السبيل الذي يسلكه الإنسان الطموح ليحقق أحلامه ويصل إلى أهدافه، فالسعي ليس مجرّد حركة عابرة أو جهد عادي، بل هو تعبير عن الإرادة الحقيقية والرغبة الصادقة في التغيير والتحسين والوصول، وقد حثّت الأديان والشرائع السماوية على السعي، وجعلته من أعظم القيم التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، ففي القرآن الكريم قال الله تعالى: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى”، وهذا يؤكد أن الإنسان لا يُكافأ إلا بقدر ما يسعى، وأن عمله وجهده لن يضيع مهما بدا بسيطًا أو غير ملحوظ، بل سيراه الله ويجزيه عليه، وقد فهم الناجحون في الحياة هذا المبدأ جيدًا، فلم يعتمدوا على الحظ أو الظروف، بل أدركوا أن السعي والاجتهاد والمثابرة هي الأساس الذي تُبنى عليه الإنجازات العظيمة، وإنّ الناظر في سير العظماء من علماء وقادة ومخترعين يجد أنهم جميعًا سعَوا بجد، وضحّوا بأوقاتهم وراحتهم، وتحمّلوا الصعاب، فصنعوا بذلك الفرق، وغيروا وجه التاريخ، والسعي لا يقتصر على طلب المال أو النجاح الدراسي فقط، بل يشمل كل مجالات الحياة، فمن يسعى لتربية نفسه وتزكيتها فقد سعى في سبيل الله، ومن يسعى لإصلاح ذات البين، أو لخدمة مجتمعه، أو لإعانة المحتاجين، فقد أدّى رسالة عظيمة في هذه الحياة، وكلما زاد سعي الإنسان بإخلاص وإتقان، زادت بركة جهده، وأصبح أثره ممتدًا وعميقًا، ولا يعني السعي أن النتائج ستكون فورية أو مضمونة دائمًا، بل قد يُبتلى الإنسان بالتأخر أو الفشل المؤقت، ولكن ذلك لا ينقص من قيمة سعيه شيئًا، فالمهم أن لا يتوقف، وأن لا ييأس، وأن يواصل السير بثقة وأمل، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز”، وهذا الحديث النبوي الشريف يجمع خلاصة مفهوم السعي، فهو يأمرنا بالحرص على ما فيه نفع، ويحثّنا على الاستعانة بالله، وينهانا عن العجز والتكاسل، لأن العاجز لا يحقق شيئًا، ولا يغيّر شيئًا، ومهما كانت الظروف صعبة أو الطريق طويلًا، فإن الساعي بعزيمة صادقة، وتوكل على الله، لن يضيع سعيه، وسيصل بإذن الله إلى ما يتمناه، وربما يعوّضه الله بخيرٍ مما كان يرجو، فالسعي باب للنجاح، ووسيلة للرزق، وطريق للرضا، وعنوان للإنسان المجتهد، فلا تظن أن أحدًا نال المجد وهو نائم، ولا تتوقع أن تأتيك الأحلام وأنت جالس دون حركة، فقم واسعَ، وابذل جهدك، ولا تنظر إلى صغر خطواتك، بل انظر إلى عظمة الطريق الذي تمشيه، وتذكر دائمًا أن كل خطوة تقرّبك، وكل تعب يؤهّلك، وكل إخلاص يرفعك، وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، فاسعَ ولا تتوقف، فإن السعي حياة.
“السعي نصف النجاح، والاستمرار نصفه الآخر”
السعي… طريق المجتهدين نحو النجاح
يُعدّ السعي من أعظم القيم التي يُبنى عليها الإنسان الناجح، وهو أساس كل إنجاز عظيم في هذه الحياة. فالسعي لا يعني مجرد الحركة أو العمل، بل هو الإصرار على الوصول، وبذل الجهد، والتقدم بثبات نحو الأهداف، مهما كانت الصعوبات والعوائق.
لقد خلق الله الإنسان ووهبه العقل والقدرة، وأمره بالسعي والعمل، لا بالتكاسل والانتظار. قال تعالى في محكم كتابه:
“وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى” سورة النجم: 39-40 وهذا يدل على أن الإنسان لا يُكافأ إلا بقدر ما يعمل ويسعى، وأن لكل مجتهد نصيبًا، وأن ثمرة الجهد لا تضيع.
إن السعي يشمل كل مجالات الحياة: السعي في طلب العلم، والسعي في طلب الرزق، والسعي في إصلاح النفس، والسعي في الخير وخدمة الآخرين. وكل هذه الأمور تحتاج إلى الصبر، والجد، وعدم الاستسلام للفشل أو اليأس.
كم من أناسٍ كانوا فقراء أو بسطاء، لكنهم سعوا وتعبوا، حتى أصبحوا من العلماء، أو الناجحين، أو النافعين لأمتهم. ولو لم يسعَ الطالب في دراسته، لما تفوّق، ولو لم يسعَ العامل في عمله، لما أتقن، ولو لم يسعَ الإنسان في عبادته، لما ارتقى في إيمانه.
السعي لا يتعارض مع التوكل على الله، بل إن التوكل الصحيح هو أن تسعى وتأخذ بالأسباب، ثم تترك النتيجة لله، راضيًا بما قسمه لك.
كما قال النبي ﷺ:
“احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز.” رواه مسلم
السعي… طريق النجاح وبذرة الأمل
يُعدّ السعي من القيم الإنسانية العظيمة التي حثّت عليها الأديان، واعتبرها العقلاء من أعمدة النجاح والتقدّم في حياة الفرد والمجتمع. فالسعي ليس مجرّد حركة، بل هو بذلٌ للجهد، واستثمارٌ للوقت، وتحمّلٌ للمسؤولية في سبيل بلوغ غاية نبيلة أو هدف سامٍ.
معنى السعي…؟
السعي في اللغة يعني المشي بسرعة، أو العمل الدؤوب في طلب شيء ما. وهو لا يقتصر على الحركة الجسدية فحسب، بل يشمل كل أشكال الجد والاجتهاد، سواء كان في طلب العلم، أو الرزق، أو إصلاح النفس، أو خدمة الآخرين.
وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى:
” وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى” النجم: 39-40 في هذه الآية تأكيد على أن الإنسان لا ينال من الخير إلا بقدر ما يسعى إليه، وأنّ سعيه لن يضيع، بل سيُعرض عليه ويُجزى به.
أهمية السعي في حياة الإنسان
السعي هو الوقود الحقيقي لكل طموح، فمن غير سعي، يبقى الحلم مجرّد أمنية عابرة لا ترى النور. وهو الذي يفتح أبواب الرزق، ويقرّب المرء إلى أهدافه، ويمنحه شعورًا بالكرامة والاستقلال. في حياة العلماء والمخترعين والمبدعين، نرى أثر السعي واضحًا، فقد أمضوا ساعات طويلة في العمل والدراسة والتجريب، حتى بلغوا ما بلغوا من إنجازات خدمت البشرية جمعاء.
“السعي دليل العزيمة، وطريق إلى الكرامة، وسرّ من أسرار الوصول”
السعي… طريق المجتهدين نحو النجاح
يُعدّ السعي من أعظم القيم التي يُبنى عليها الإنسان الناجح، وهو أساس كل إنجاز عظيم في هذه الحياة. فالسعي لا يعني مجرد الحركة أو العمل، بل هو الإصرار على الوصول، وبذل الجهد، والتقدم بثبات نحو الأهداف، مهما كانت الصعوبات والعوائق.
لقد خلق الله الإنسان ووهبه العقل والقدرة، وأمره بالسعي والعمل، لا بالتكاسل والانتظار. الإنسان لا يُكافأ إلا بقدر ما يعمل ويسعى، وأن لكل مجتهد نصيبًا، وأن ثمرة الجهد لا تضيع.
إن السعي يشمل كل مجالات الحياة: السعي في طلب العلم، والسعي في طلب الرزق، والسعي في إصلاح النفس، والسعي في الخير وخدمة الآخرين. وكل هذه الأمور تحتاج إلى الصبر، والجد، وعدم الاستسلام للفشل أو اليأس.
كم من أناسٍ كانوا فقراء أو بسطاء، لكنهم سعوا وتعبوا، حتى أصبحوا من العلماء، أو الناجحين، أو النافعين لأمتهم. ولو لم يسعَ الطالب في دراسته، لما تفوّق، ولو لم يسعَ العامل في عمله، لما أتقن، ولو لم يسعَ الإنسان في عبادته، لما ارتقى في إيمانه.
السعي والإيمان
يرتبط السعي في الإسلام بالإيمان ارتباطًا وثيقًا، فالإنسان مأمور بأن يسعى ويأخذ بالأسباب، ثم يترك النتائج على الله تعالى، كما قال النبي ﷺ: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز. فالسعي هنا مقرون بالتوكل، لا بالتواكل. فالمؤمن لا يجلس منتظرًا الرزق أو النجاح دون جهد، بل يسعى ويجتهد، ثم يرضى بما قدّره الله له.
أثر السعي في المجتمع
عندما يسعى كل فرد في المجتمع لإتقان عمله، وخدمة الناس، وبناء نفسه، فإن المجتمع بأسره يتقدّم، وينمو، ويحقق الاكتفاء والازدهار. فالمجتمعات لا تُبنى بالكسالى، بل بالعاملين والمجتهدين والمثابرين. يتبيّن لنا أن السعي ليس مجرّد فعل فردي يقتصر أثره على صاحبه، بل هو قوّة خفية تُحدث التغيير في المجتمع بأسره. فحين يسعى الفرد بإخلاص نحو العلم، أو الرزق، أو الإصلاح، فإن جهده لا يتوقف عند حدود ذاته، بل يتعداه ليُسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا، أكثر إنتاجًا، وأكثر إنسانية. فالأمم لا تنهض بالخُطَب، بل بخطى الساعين، ولا تبنى الحضارات بالكلمات، بل بعزائم أولئك الذين قرروا أن يتحرّكوا حين تراجع الآخرون.
السعي هو الذي يزرع في المجتمع ثقافة العمل بدل الاتكال، والإبداع بدل التكرار، والهمة بدل الركود. كل طبيب يسعى لتطوير علمه، وكل معلم يسعى لإيصال رسالته، وكل مزارع يحرث أرضه بعرق الجبين، وكل شاب يسعى لتحسين نفسه، إنما يضيف لبنة في صرح مجتمعه، وإن بدا جهده بسيطًا في ظاهره. فالمجتمعات القوية لا تُبنى على جهود خارقة لأفراد قلائل، بل على سعي متواصل، صادق، ومتراكم لجماهير الناس.
والسعي الحقيقي لا يُقاس بسرعة الوصول، بل بصدق النية، واستمرارية الجهد، وعمق الأثر. ومتى ما أصبح السعي ثقافةً جماعية، أصبح المجتمع أكثر قدرة على تجاوز أزماته، ومواجهة تحدياته، وتحقيق تطلعاته.
لذا، إذا أردنا أن نرتقي كمجتمعات، فعلينا أن نُحيي في أنفسنا قيمة السعي، وأن نُعلّم أبناءنا أن المجد لا يُوهب، بل يُنتزع بالسعي الطويل، وأن المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع بالخطى التي لا تتوقف.
“كلّما سعيت أكثر، اقتربت أكثر مما تريد.”
خاتمة
إن السعي هو مفتاح لكل باب مغلق، وهو الطريق الذي لا بدّ أن يسلكه من أراد أن يغيّر واقعه، ويحقق طموحه. ومن يسعَ بصدق، فإن الله لا يخيّب سعيه، وإن طال الطريق. فاسعَ… وثق أن لكل مجتهد نصيبًا
وهكذا، نُدرك أن السعي ليس مجرد حركة نحو هدف، بل هو جوهر الوجود الإنساني، وامتحان حقيقي للروح قبل الجسد. فالسعي هو ما يمنح للحياة معناها، وللطريق قيمته، وللوصول مذاقه. هو الترجمة العملية للأحلام، والمرآة التي تنعكس عليها نوايانا، وصدق عزيمتنا، وصبرنا في وجه الانكسارات.
في رحلة السعي، لا تكون الغاية وحدها كافية، بل الكيفية التي نسير بها، ما نحمله في قلوبنا من نُبل، وما نزرعه في الدرب من خير، هو ما يُشكل حقيقة الإنجاز. كم من ساعٍ لم يصل، لكنه خلد أثرًا، وكم من واصل لم يسعَ بحق، فضاع المعنى من إنجازه.
لقد خلقنا الله بطبيعتنا كائنات تبحث، تحاول، تسعى دون كلل، لأننا وُجدنا لننمو، لا لنبقى في أماكننا. والسعي ليس مقصورًا على الرزق فقط، بل هو أوسع من ذلك: هو طلب العلم، هو إصلاح النفس، هو البحث عن السلام الداخلي، هو بذل الجهد في تربية جيل، في بناء وطن، في تحسين العالم من حولنا، ولو بقدر يسير.
وإن كنا لا نملك دومًا نتائج سعينا، فإننا نملك النية، والإخلاص، والثبات. وتلك وحدها كفيلة بأن ترفع مقام السعي، وتجعله في ميزان الرفعة والكرامة. يقول تعالى في كتابه الكريم: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى.”، وما أصدق هذا الوعد الإلهي الذي يُطمئن القلوب بأن لكل مجتهد نصيبًا، ولكل ساعٍ جزاءً، ولو بعد حين.
فلنواصل السعي، لا لأنه يضمن لنا الوصول فحسب، بل لأنه يضمن لنا الحياة بمعناها الحقيقي. فالساعي حيٌّ حتى وإن عرقلته الظروف، والساكن ميّت، وإن أحاطته كل الفرص.
إن السعي قيمة عظيمة يجب أن نغرسها في أنفسنا … لأن من أراد النجاح، لا بد أن يسعى له بجدّ.
فلا نجاح بدون جهد، ولا مستقبل بدون تعب … فاسعَ نحو هدفك، واسعَ لتطوير ذاتك، واسعَ لرضا ربك … فإنك بإذن الله ستصل.
إن السعي قيمة سامية، لا يعرف جوهرها إلا من ذاق لذّة التعب في سبيل الحلم. فالحياة لا تهب نجاحًا لمن يجلس على مقاعد الانتظار، بل تمنح مجدها لمن يخطو بثقة، رغم التعب، رغم العثرات، ورغم صمت الأيام الطويلة. السعي هو تلك الشعلة التي تبقي القلب حيًّا، مهما ثقلت الدروب، ومهما تأخّر الوصول.
هو الإيمان بأن كل جهدٍ صادق لا يضيع، وأن كل خطوة صغيرة تفتح طريقًا جديدًا نحو النور. فاسعَ، ولا تلتفت للخلف، واسعَ لتطوير ذاتك، واسعَ لرضا ربك، واسعَ لأن في السعي معنى الحياة نفسها. وكلما ظننت أن الطريق طال، تذكّر أن الله لا يخذل من جدّ وسار بقلبٍ مخلص. فاسعَ، وكن واثقًا بأنك — بإذن الله — ستصل.
فما دام في القلب إيمان، وفي الخطوة نية صادقة… فالوصول قدرٌ محتوم. واصل سعيك، فربّ خطوةٍ صغيرة تفتح لك أبوابًا لم تكن في الحسبان. وفي نهاية الطريق، سيعلم الساعي أن كل تعبٍ كان يستحق، وأن الوصول لم يكن إلا ثمرة يقين. اسعَ، وابتسم، ودع أثرَك الطيّب يُخبر عنك حين تصل. فالسعي في سبيل الخير لا يضيع، والنجاح يُكتب بأيدي المجتهدين وحدهم.
