
" السنون التي تثمر امرأة”
بقلم الكاتبة/ وفاء داري

ها هي
في الضفة الأخرى من الخريف
لا تنتظر ربيعًا مصطنعًا…
بل تكتفي بأن تُزهر وحدها
من داخل صمتٍ ينبت فيه المعنى..
كما تنبت الحكمة من تعب الحواس
امرأةٌ..
تشبه ارتباك الشعر حين يلمح ظلًّا
في المدى ولا يدركه
امرأةٌ إذا مشت…
تكسّرت اللغة خلفها
وتلعثم المجاز
يقولون:كبرتْ
فلا يُمسّ حضوره إلا بالتجلّي.
أما أنا..
فأصغي لصوت النضج
حين يهمس في صدع القلب
العشق، يا سادة..
لا يفهمه إلا من اكتملت فيه الفصول
هي ليست أنثى…
بل أرشيفُ الضوءِ في ذاكرةِ الظلال
في حنينها طفولةٌ تتلوّن
وفي بكائها..
كبرياء دموع لا تسيل
بل تنحتُ وجوهًا في جدار الروح
عنفوان وشموخ
حين تحب..
تتوهّج كما تتوهّج الحقيقة
حين تخرج من فم فيلسوف
هي القصيدة
التي نسيت أن تتكلّمَ..
فاكتفت بالرمز
هي الزهرة التي لا تُقطف…
جميلة كسلامٍ لم يأتِ بعد
قويّة كذاكرة وطن
رقيقة كحلمٍ خائف
عنيدة كالموج
ثابتة كأثر في الصخر
نظرتها مدافئ خفيّة
تشتعل على مهل
في تكوينها.. تُربك جليد الوقت
امتزجت الحضارات
إغريقية المدى
فرعونية الطقس
بابلية النبض
شامية المذاق
مغربية الكرامة والذوق
خليجية المرفأ
قدسية الأصول
وحين تبتسم..
تتّسع السماء
وتدور الكواكب
كما لو أنّ مركز الكون
عاد ليحمل قلبًا ناضجًا
اسمه: امرأة.
وفاء داري/فلسطين
أشكر الفنان والخطاط راكان الصمادي على خط عنوان القصيدة.
كما أشكر الفنان التشكيلي غازي انعيم على لوحته التعبيرية.