الفشل لا يعني السقوط بل هو بداية النجاح..

صورة واتساب بتاريخ 1446 12 22 في 15.32.30 6a0d44a1

الفشل لا يعني السقوط بل هو بداية النجاح..

بقلم الكاتبة/ فاطمة قوجة-الإمارات  

صورة واتساب بتاريخ 1446 12 22 في 15.27.27 9304b50b


(من عمق التحديّ يولد الأمل)


الفشل لا يعني السقوط..

 بل هو خطوة أولى على طريق النجاح

 كل عظيم مر بلحظات تعثر

 وكل ناجح ذاق طعم الخسارة قبل أن يصل إلى القمة

 الفشل يعلّمنا، يصقلنا، ويمنحنا القوة لننهض من جديد

 لا تخف من الفشل، بل اجعله معلمك، واصنع منه سلّمًا تصعد به نحو أحلامك.


الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو البداية الحقيقية لكل إنجاز عظيم، كم من حلم بدأ بسقوط، وكم من نجاح وُلد من رحم المحاولة والخطأ…!

 الفشل لا يعني أنك ضعيف، بل يعني أنك تحاول، وأنك تملك الشجاعة لتقف مجددًا، لا تسمح له أن يُطفئ نورك، بل اجعله وقودًا يُشعل فيك الإصرار.. فالعظماء لم يولدوا ناجحين، بل تعثروا، ثم نهضوا، ثم مضوا حتى كتبوا أسماءهم في صفحات المجد.

المحاولة لا تعني السقوط، بل هي بداية النجاح، هي الدرس الأول في مدرسة الحياة.. كثيرون يظنون أن الفشل والمحاولة نهاية، ولكن في الحقيقة، الفشل هو نقطة البداية لكل شخص قرر أن ينهض من جديد فلا يُقاس بعدد المرات التي نسقط فيها، بل بعدد المرات التي نرفض فيها أن نستسلم، كل عثرة نمر بها هي فرصة لنتعلم، لنتأمل، لنراجع أنفسنا، ولنتطور.

كم من شخصية عظيمة عرفها التاريخ بدأت مشوارها بفشلٍ ذريع؟ توماس إديسون فشل آلاف المرات قبل أن يخترع المصباح الكهربائي، وكان يقول: “أنا لم أفشل، بل وجدت عشرة آلاف طريقة لا تعمل”. هذا هو المعنى الحقيقي للفشل؛ أن تتعلم منه، لا أن تهرب منه. أن تواجهه بشجاعة، لا أن تختبئ خلفه.

الناجحون لا يخافون من الفشل، بل يعتبرونه جزءًا من رحلتهم، يعلمون أن الطريق إلى القمة مليء بالعثرات، وأن الانتصار لا يُولد من الراحة بل من التعب والإصرار، فهو يعلمك الصبر، ويقوي إرادتك، ويدفعك للبحث عن طرق جديدة.

لا تجعله سجناً تعيش فيه، بل اجعله سلّماً تصعد عليه، لا تترك صوت اليأس يهمس في أذنك أنك لا تصلح، بل قف، قل لنفسك: ‘أنا أستطيع’… وابدأ من جديد، لا بأس إن تعثّرت، المهم ألا تبقى حيث سقطت.

تذكّر دائمًا: لا أحد يصل إلى النجاح الحقيقي دون أن يتجاوز محطات الفشل، ولا أحد يحقق أحلامه دون أن يمر بلحظات شك وخوف.

 فلتكن كل خيبة أمل بداية لحلم جديد… وكل نهاية صفحة لبداية فصل أقوى من ذي قبل.


نتحدث عن النجاح لأنه بكل بساطة لا يولد من رحم الفشل، بل يُولد من صلابة الروح حين ترفض أن تموت في عتمة السقوط.


ليس كل من سقط نهض، وليس كل من فشل صار عظيمًا، فالفشل ليس سحرًا، ولا بوابةً سرية نحو المجد. هو مجرد عثرة، مجرد صفحة في كتاب الحياة، لا تكتسب قيمتها إلا بما نكتب بعدها، الفشل لا يصنع الرجال، بل يكشفهم. يُسقط الأقنعة، ويعرّي النوايا، ويترك الإنسان في مواجهة حقيقته. هناك، في تلك اللحظة، يُولَد النجاح… أو يُدفن.

النجاح لا يشبه الفشل، لا في الطريق، ولا في المذاق. النجاح لا يأتي مكافأة على السقوط، بل على الإصرار. على من وقف في قلب العاصفة، ورفض أن ينكسر. على من أُغلقت في وجهه الأبواب، فبحث عن مفاتيح جديدة، لا عن أعذار قديمة.

كم من شخصٍ فشل، فجلس يبكي عند أعتاب الخيبة، وظل عمره يروي القصة ذاتها، متوهّمًا أن الفشل قصة بطولة! لا يا صديقي… البطولة ليست في السقوط، بل في النهوض. ليست في عدد المرات التي ضاعت فيها الطريق، بل في قوة البصيرة حين يُعاد رسم الطريق.

الفشل، إن لم يحرك فيك شيئًا، لا يستحق أن يُذكَر. أما إن أشعل فيك نار الرفض، وأيقظ فيك غريزة المقاومة، وساقك لا للهروب بل للتحدي… فحينها فقط، يصبح الفشل مرحلةً تُروى، لا مقامًا يُقيم فيه.

النجاح الحقيقي لا يُقاس بعدد السقطات، بل بقدرتك على النهوض بكبرياء لا يعرف التبرير، بإرادة لا تعرف التوقف، بحلمٍ ينمو كلما ظنّه الآخرون قد مات.

 هو أن تمرّ على الرماد، وتمشي فوق الحطام، وتبني بيدك جسرًا من الحصى المتناثر، وتمضي… لأنك قررت ألا تكون نسخة من أحد، ولا تابعًا لما مضى.


“السقوط الثالث”

سقطت أول مرة، فقالوا: مبتدئ.

سقطت ثانية، فقالوا: لم يُخلق لهذا الطريق.

سقطت ثالثة، ولم أقل شيئًا.

أغمضتُ عيني، وتذكّرت:

السماء لا تبرّر المطر، لكنها تمنحه.

والأرض لا تعتذر حين نتعثر، لكنها تحتملنا.

قمتُ لا لأن السقوط منحني دروسًا، بل لأنني رفضتُ أن يكون نهايةً.

ومن يومها… لم أنجُ من الفشل، بل تجاوزته.


“ظلُّ الجدار”


في حيٍّ بسيط، حيث البيوت تشبه بعضها، والطرق ترابٌ يعانق الغبار، عاش شخصٌ لا يُذكر اسمه كثيرًا، لكن أحلامه كانت أوضح من أن تُخفى.

كان يخرج كل صباحٍ حاملاً في يده شيئًا للبيع، وفي قلبه شيئًا أكبر: إرادة لا تهزم.

أول تجربة دراسية كانت خيبة.

ورقة ممزقة بالدرجات الحمراء، ونظرات شفقة، وأصوات تهمس:

“واضح أنك ما راح توصل.”

لكن الردّ لم يكن بكلمات، بل بنظرة صامتة نحو جدار المدرسة، كأنه يقول:

“هذا الجدار لن يكون نهاية قصتي.”

مرت الأيام، وتوالت السقطات.

مرّ عام، ثم آخر. فشلٌ في امتحان، تأخّر في مشروع، نظرات شك من الأقرباء.

لكن في كل ليلة، كان يجلس قرب جدارٍ قديم، نفس الجدار، يدوّن على دفتره الممزق:

“سأسقط، نعم… لكني لن أبقى في الأرض.”

لم يأتِ النجاح في لحظة.

بل جاء ببطء، بعرقٍ على الجبين، بسهرٍ طويل، بعملٍ لا يراه أحد، وبإيمانٍ لا يحتاج تصفيقًا.

مرت السنوات، وانتهت الدراسة.

بعض من تفوقوا رحلوا مع الألقاب… أما هذا الشخص، فبقي يسير، بصمت، لكن بثبات.

وبعد أعوامٍ، افتُتح مركز كبير في المدينة، لافتته منقوشة بحروف واضحة:

“مركز الأبحاث – الجدار كان ظلاً، لا نهاية.”

وسأل أحدهم:

“هل كان الفشل هو من دفعك إلى هذا؟”

فجاء الجواب هادئًا، واثقًا:

“الفشل لم يدفعني، ولم يمنحني شيئًا. أنا من اخترت ألا أقف. أنا من صنعت من الصمت طريقًا، ومن الألم وقودًا… الفشل لا يصنع شيئًا… من لا يستسلم هو الذي يصنع كل شيء.”

الناجحون ليسوا أبناء الحظ، ولا ضحايا الفشل… بل صُنّاع أنفسهم في أحلك اللحظات.

توماس إديسون – النور الذي وُلِد من الإصرار وليس من الفشل

عندما سُئل توماس إديسون عن آلاف المحاولات الفاشلة لصنع المصباح الكهربائي، قال:

“أنا لم أفشل، بل وجدت 10,000 طريقة لا تعمل.” إديسون لم يعتبر الفشل طريقًا إلى النجاح، بل اعتبره نتيجة لعملية بحث وتجريب. النجاح لم يأتِ لأن الفشل علّمه، بل لأنه استمر في التعلم رغم الفشل، ورفض أن يوقفه.

 

ستيف جوبز – الطرد من شركته لم يكن سر النجاح

ستيف جوبز طُرد من شركته الخاصة “آبل” في منتصف الثمانينات. هل هذا الفشل هو ما جعله عظيمًا؟ لا. ما فعله بعد ذلك هو المهم. أسّس شركة “NeXT”، واشترى “Pixar”، وواصل بناء أفكاره. وعندما عاد إلى “آبل”، لم يكن الفشل هو ما صنع عبقرياته، بل تصميمه على ألا يختزل نفسه بلحظة واحدة من الخسارة.

 

عبد الرحمن السميط – النجاح في العمل الإنساني لم يأتِ رغم الصعوبات، بل بسبب الهدف

الدكتور عبد الرحمن السميط، الطبيب والداعية الكويتي المعروف، واجه فقرًا ومرضًا وحروبًا وقلة إمكانيات في أفريقيا. لكنه لم يرَ الفشل في ضعف الموارد، بل ركّز على رسالته. لم يكن نجاحه في إنقاذ ملايين الأرواح نتيجة التعثّر، بل نتيجة وعيه العميق بالغاية، واستمراره رغم كل ما واجهه من إحباطات.

 

أوبرا وينفري – من طفولة قاسية إلى واحدة من أقوى نساء الإعلام

أوبرا تعرّضت للاعتداء، عاشت في فقر مدقع، وفُصلت من أول عمل لها كمذيعة. لم يكن هذا الفشل ما صنعها، بل ردّ فعلها تجاهه. اختارت أن تعيد بناء صورتها، وأن تكون الصوت الذي لم تجده في طفولتها. نجاحها ليس نتيجة الفشل، بل نتيجة القوة التي رفضت أن تنكسر.

 

خلاصة الأمثلة:

كل هؤلاء مرّوا بلحظات فشل، لكن لم يكن الفشل هو “السبب” في نجاحهم، بل “استجابتهم” له. كان من الممكن أن يتوقفوا، أن يتراجعوا، أن يستسلموا. لكنهم فعلوا العكس تمامًا. هذه القصص لا تمجّد الفشل، بل تمجّد الإرادة، والإصرار، والنضج، والوعي.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *