المرأة الأردنية: تاج العزة وسِنام الرفعة في سُلالة المجد

صورة واتساب بتاريخ 1446 12 22 في 15.38.40 d149960e Copy

المرأة الأردنية: تاج العزة وسِنام الرفعة في سُلالة المجد

بقلم الأستاذة/ ذكرى زيد- الأردن

 

 

صورة واتساب بتاريخ 1446 12 22 في 15.34.45 dfe8d428



في صحراء العزم ومرابع الكرامة، حيث الأرض تنطق بالمجد، والهواء يعبق بعبير الأصالة، تنبثق المرأة الأردنية كنبراسٍ من نور، تحمل على كتفيها إرث الأجداد، وتسير بثبات نحو مستقبل مشرق، لا تنحني لريح، ولا تساوم على مبدأ، فهي ابنة الثورة، وأخت الفارس، وزاد الوطن في محنه.


المرأة الأردنية ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي قلبه النابض وضميره الحي. تجسِّد في ملامحها سمو النخوة وبهاء الإرادة، وتكتب على جبين الدهر تاريخًا من الكبرياء والعلم والثقافة. في عينيها تتجلى صفاء البادية، وفي خطاها تتبعثر رائحة القهوة السمراء، وتتمايل أثواب المطرزات كأنها أسطورة حيّة تخبرنا من نحن.


هي الأم التي تروي حكايات البطولة في ليالي الشتاء، وهي الفتاة التي تزرع الطموح منذ نعومة أظفارها. تجدها في ميادين العلم والعمل، تقرأ وتكتب وتخترع، وتعلو بفكرها فوق التحديات، وتُبقي الأردن في القلب وعلى اللسان، في كل محفل ومجال.


وقد سطعت أسماء أردنيات كثيرات في سماء الوطن، نقشت كل واحدةٍ منهن مجدها في حقلها، ومن بينهن:

1. الملكة رانيا العبدالله – أيقونة الحضور العالمي، تجمع بين الحكمة والرقي، وتدافع عن قضايا التعليم وتمكين المرأة وحقوق الطفل باقتدار مشهود.

2. الأميرة بسمة بنت طلال – عنوان الريادة الإنسانية، ورمز العمل المجتمعي والتنمية المستدامة.

3. الدكتورة نسرين الصبيحات – مشرفة في وزارة التربية والتعليم، وامرأة تُؤمن أن التعليم رسالة، لا وظيفة. تُنير بعلمها دروب الأجيال، وتغرس القيم كما تُغرس أشجار الزيتون، بثبات وصبر.

4. الدكتورة ريم البغدادي – طبيبة أردنية لامعة، جمعت بين الإنسانية والخبرة، وقادت العمل الطبي بتميّزٍ لافت.

5. الدكتورة ليلى نفاع – أديبة وأكاديمية أغنت المكتبة العربية بأبحاثها الرصينة وإسهاماتها الأدبية.

6. هند الفايز – نائبة جريئة، ارتفع صوتها دفاعًا عن الحقوق والعدالة، وسجلت حضورًا وطنيًا لا يُنسى.

7. سميحة خريس – روائية أردنية عظيمة، حيكت رواياتها من تراب الوطن، وروح الإنسان الأردني الأصيل.

8. عبير عيسى – سيدة الدراما الأردنية، وجهٌ أردنيّ تعبق منه رائحة الأرض، وتجلى فيه فنٌ وأصالة.

9. ذكرى زيد – ابنة الأردن البارة، التي لا تحمل منصبًا رسميًا، لكنها تحمل الوطن في قلبها. تكتب وتتكلم وتُعرّف بالأردن كأنها سفيرة الوفاء والانتماء، تُجسّد في كلماتها معنى النخوة والجمال، وتُعطي الحرفَ روحًا أردنية لا تنطفئ.


ولا تقف القائمة هنا، فهناك كثير من الأردنيات المبدعات في مجالات شتى؛ في الطب، والهندسة، والفن، والسياسة، والتعليم، والبحث العلمي، ممن سطّرن المجد بحروفٍ من نور، وما زلن يرفعن راية الوطن في كل مجال.


ويا لسحرهن حين ينطِقن!

في لهجتهن موسيقى الكرامة، وفي كلماتهن أهازيج وطن. لا يتكلمن عبثًا، بل يُلقين الحرف كما يُلقى النشيد في صدر السماء؛ متينًا، معتزًا، واثقًا.

هنّ اللاتي لا يعرفن الهوان، ولا يَهبن المحن، يمضين بثبات النشميات، يرفعن الرأس عاليًا ولو أن الأرض مالت.


في كل قرية من وطنهن حكاية امرأة تروي المجد، من جبال الشمال حتى بادية الجنوب، ومن الأغوار حتى ربى السلط والكرك، يسرن على ترابٍ مشبعٍ بالعزة، يُصافحن التاريخ كأنهن صانعاته، ويغزلن من عنادهن رايةً لا تنكسر.


تجدهن طبيبات لا يَنمن لأجل مريض، ومعلمات يَغرسن الحرف والكرامة معًا، وجنديات على الحدود، وأديبات يرسمن الوطن بالكلمات.

هنّ في كل موقع، يَكتبن وجودهن بمداد الفخر، ويَقُلن للعالم:

“هنا الأردن… وهنا المرأة الأردنية.”


ومع كل يوم جديد، تُثبت النشمية أن العز ليس صدفة، بل هو صناعة أردنية خالصة، نُسجت من صبرها وقوتها وإيمانها بأن لها في هذا الوطن صوتًا لا يُكتم، ومكانة لا تُهز، وكرامة لا تُساوَم.


تُربّي أبناءها على النخوة، وتُغرس فيهم الانتماء، تُعلّمهم أن الأردن ليس ترابًا فقط، بل هو كرامة وعهد وأمانة، وأن الأم فيه ليست فقط حنانًا، بل هي مدرسة شموخ، وسيف لا يُغمد.


فطوبى لكِ أيتها الأردنية النشمية، يا رمز الكبرياء، ويا زهرة لا تذبل.

لكِ المجد، ولكِ السمو، ولكِ هذا الوطن فخورًا بك، يمشي بك إلى المستقبل مرفوع الرأس، لأنك فيه،

ولأنك أنتِ الوطن… حين يُحب، ويُحمى، ويُعلَّم، ويُبنى.


أنتِ يا أردنية… حكاية لا تنتهي، وقصيدة لا تكتمل، لأن فيكِ كل العزة التي لا تشيخ، وكل الرفعة التي لا تضعف، وكل السمو الذي لا يُضاهى.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

فكرتين عن“المرأة الأردنية: تاج العزة وسِنام الرفعة في سُلالة المجد”

  1. شكرًا لكِ أيتها الكاتبة الأردنية ذكرى شكرًا لقلمكِ الصادق ولسعة عطائكِ الذي أثري بنات الأردن بالفكر والقيم.
    لقد أعجبت كثيرًا بمجموعة هؤلاء النساء الأردنيات العربيات نساء مدهشات يعكسن روعة بلادكم.
    وأنتِي من بين المميزات بحق فبارك الله فيك وإلى القادم الأجمل والأحلى بإذن الله ونسأل الله أن يحفظكم ويحفظ بلاد الأردن وأهلها الكرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *