
النجمة مالت عالقمر
الأستاذة/ نهى عاصم

في طفولتي وفي الصيف، كنت أقضي الليالي على ظهر سفينة حيث يعمل والدي..
كان يعلمنا الكثير عن البحر، وعن موقع السفينة ليلا، والاسترشاد بالنجوم
كان يشير لمجموعة من النجوم قائلًا: هذه مجموعة الدب الكذا وهذه النجمة كذا..
كنت أتعلم كل هذا و أنا أراقب السماء والقمر والنجوم..
وفي يوم استمعت لأغنية عبد الحليم: “النجمة مالت عالقمر”
فذهبت إلى الشرفة يملؤني الفضول..
فإذا بي أجد دومًا نجمة جميلة الملامح تقف إلى جوار القمر لا تفارقه..
وكبرت الطفلة لتصبح مراهقة تقص أسرارها لنجمة وقمر
وأخذت بخيالي الواسع أتخيل حكايات وحكايات متبادلة فيما بينهما: صداقة حينًا،حبًا من طرف واحد حينًا آخر..
حتى أنني اقتنعت أنها نجمة حزينة لأنها تهوى القمر
أما القمر فله قصة عشق طويلة لشمس يقابلها دومًا لقاءات عابره عند الشروق والغروب..
ومرت الأعوام وأصبحت امرأة تشكو وتبث أحزانها و أفراحها لهما معًا، حينما تعتريني مشاعر الفقد والشوق إلى الحبيب أجدهم ينظرون لي بوجوه تواسيني، وحينما أكون سعيدة أجدني أقف في حضورهما راقصة فيشاركوني ضحكاتي ويصفقون لرقصاتي..
ما أجمل أن يكون للمرء أصدقاء كهذه النجمة وحبيبها القمر..