النيل والإسكندرية البطلمية

النيل والإسكندرية البطلمية

بقلم الأستاذة/يسرية الغندور- كبير باحثين بدرجة مدير عام بوزارة السياحة والآثار-مصر 


 

 نهر النيل أحد أطول الأنهار في أفريقيا و العالم حيث يبلغ طوله حوالى ٦٥٠٠كم ، و هو أحد أقدم الأنهار على وجه الأرض.  ينبع النيل  من الجبال البركانية في أفريقيا الاستوائية، وهي منطقة برية شاسعة مهجورة ظلت لفترة طويلة غير قابلة للعبور، وبالتالي لم يتم استكشافها والبحث عن منابع النيل فيها لآلاف السنين ، حتى أن الرومان كانوا يعتبرون البحث عن منابع النيل مهمة مستحيلة مليئة بالمخاطر. ولم يتمكن المستكشفون من الوصول إلى المنابع ورسم خرائطها إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في عهد أسرة محمد علي باشا.

 

و  ما يفقده النيل بسبب التبخر في ظل الحرارة الشديدة في شمال شرق أفريقيا، يعوضه باستمرار روافده العديدة، خاصة الروافد من مرتفعات إثيوبيا، والتي تزود النيل بالطمى الخصيب، مما يجعله في غاية الأهمية. وكما قال هيرودوت، الذي حضر إلى مصر في القرن الخامس قبل الميلاد، “مصر هبة النيل”. فالمصريون الذين يعيشون على ضفافه وبدون هذه المياه، لأصبح الوادي في هلاك لا قدر الله. ولذلك ليس من المستغرب أن يتحول تبجيل النيل في نهاية المطاف إلى دين وعقيدة.

 

نهر النيل يسير في الوادي ليصل إلى الدلتا في الشمال ليتفرع منه سبعة أفرع، من أقصى الشرق الفرع البلوزي إلى أقصى الغرب الفرع الكانوبى شرق الإسكندرية، والذي أقيمت عليه مدينة كانوب الغارقة. 

 

قامت الحياة في كانوب وأُنشأت مستوطنات يونانية في كانوب وهيراكليون، حيث كانت الحبوب تشحن عن طريق نهر النيل على متن السفن لتنقل إلى الصوامع ومخازن الإسكندرية تمهيدًا لتصديرها إلى أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط.

 

 كان النيل يعبد باعتباره الإله الذي يجلب للمصريين الأرض المليئة بالطمى والخير ذات اللون الأسود، لذلك سُميت مصر “كيمت” عند المصري القديم أي الأرض السوداء، وعلى النقيض من الأرض الحمراء في الصحراء، وهو ما يفسر لنا كيف حصل البحر الأحمر على اسمه. لذلك عندما جاء الإسكندر الأكبر إلى مصر عام ٣٣١ق.م يرجع الفضل له في اختياره لموقع مدينته الإسكندرية .

 

لم تكن المكتبة العظيمة، كما أطلق عليها، أقل شهرة من منارة الإسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة. وظلت مصر وعاصمتها الإسكندرية تحت حكم البطالمة المقدونيين ثلاثمائة عام. 

أسس بطليموس الأول الكثير من المباني والمرافق في الإسكندرية، منها المكتبة القديمة، والتي كانت قبلة أعظم العلماء، حيث وضعت أسس علم الهندسة والرياضيات والطب في العالم القديم. كانت المكتبة تضم بين جنابتها أكثر من نصف مليون مخطوطة.

 

مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

1 فكرة عن “النيل والإسكندرية البطلمية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *