الوقت يصنع الفارق

WhatsApp Image 2025 02 11 at 16.34.19 58037f07

الوقت يصنع الفارق

بقلم الأستاذة/ فاطمة قوجة 

WhatsApp Image 2025 02 11 at 16.34.19 58037f07

 

 من يريد أن يصبح ناجحًا يستطيع  ، لا شيء مستحيل..

نحن من نصنع الوقت، بل نصنع المعجزات..

خلق الانسان ليكون هو محور الكون، فالله لم يخلق عبداً عبثاً، بل جعلهُ في أحسن تقويم

ليعلم بني ادم كم من المعجزات التي أنعمها الله علينا، هي بالحقيقة حياة..

فكل ساعة، ودقيقة، وثانية، هي بمثابة عمر..

سواءاً أدركنا كيف نديرها بالطريقة المطلوبة، أم كنا في لحظة عدم استيعابها بالشكل الصحيح

لنتعلم كيف لنا ان نكون في المسار المطلوب من الإنجازات والطموحات والنجاحات..

لنصنع المستقبل، بل لنصنع حياة..

نحن من نملك الوقت والزمان والمكان

فلتكن إدارتنا حكيمة بل لتكون رشيدة وواعية وسعيدة..

 

كثيراً ما يراودنا سؤال نتردد في كيفية إجابته..

هل الوقت مهم في حياتنا؟

 

نعم…

 أن الوقت وتدبيره من أهم العوامل التي تعمل على آلية نجاحاتنا في هذه الحياة وتحدث فرقاً واضحاً في إنجازاتنا على المستوى حياتنا، “فالفرق بين الناجح والفاشل ليس فرق في العقول ولكن فرق في إدارة الوقت”.

فكانت هذه أول جملة كانت تلاحقني في أمور حياتي، لا أعلم لماذا…!

ولكن كلما رأيتها شعرت كيف يمكن لدقيقة واحدة ان تحدث فرقاً كبيراً في حياة الإنسان.. 

كيف يمكنهُ ان يكون ملك زمنهُ فقط بعملية التحكم.. والتدقيق.. والتنظيم.. والتدبير.. فتتجلى أهمية الوقت أكثر من وجود المال في حياتنا، فديننا الحنيف دعا المسلم إلى ربط أيام العمر بالأعمال الصالحة سواء في الوقت الصعب والسهل، في الجد والهزل، أو في الصحة والسقم، وعدم التفريط في لحظات العمر مهما طالت بما لا يجدي نفعا، وقد ثبت الحث على اغتنام الوقت في وصية النبي ﷺ لأحد الصحابة، حين قال اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.

فلا نخفي وجود الكثير من الضغوطات والمتغيرات في حياتنا، فاليوم ليس كالأمس، اختلفت الحياة واختلفت عمليات الوقت.

 فهل كانت حياتنا واوقاتنا كالسابق؟ 

هذا السؤال يكون له جواب واحداً.. 

(كلا)

لأننا ندرك بأن كُل ثانية لها فارق مختلف، فكيف لثانية بسيطة أحدثت فارقاً كبيراً، جعلتنا نتعلم أهمية الوقت الذي يجعلنا كالأجهزة إلكترونية، مُحكمة في كل خطوة، ودقيقة في كل فكرة.

كيف يمكننا التسلح بالوقت؟

 

البند الأساسي في قانون الحياة أنه لا يوجد شيء يسمى تنظيم وقت…! 

ولكن هناك شيء يسمى” تنظيم اعمال”

فالوقت هو ذاته 24 ساعة لدى الجميع.. فلذلك يتوجب عليك تنظيم الأولويات التي لها أركان ثابتة، حينها ستدرك ما الأركان الأساسية في حياتك. 

فالوقت هو العمر أو كصياغة أخرى هو الاستثمار الناجح في حياتنا، فكل عمر واحدٍ فينا بالنسبة إليه هو الوقت، فضياع الوقت معناه ضياع أعمارنا، فالقرآن الكريم يُنبِّهنا كثيرا عن قيمة الوقت وعن الندامة التي تترتب على تضييع الوقت في الدنيا بدون فائدة… فلا ننسى حين نبهنا الإمام علي رضي الله عنه حين قال: “الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك” شبه الوقت رضي الله عنه كالسيف أي دلالة على أهميته، والحدة في التشبيه عندما قال كالسيف لوجود أثر قوي في حياتنا إن لم ندرك أثره، فطول الوقت وقصره متساوٍ للجميع، لا فرق فيه بين أحد، ولكن يبدو مختلفا بالنسبة لمُستوَى الناس المعيشي ولوضعِهم الحالي، كما حُكي عن شيكسبير الأديب الإنجليزي حين قال: “الساعة بطيئة جداً بالنسبة لأولئك الذين ينتظرون، وسريعة جداً بالنسبة لأولئك الذين يخافون، وطويلة للغاية بالنسبة لأولئك الذين يحزنون، وقصيرة جداً بالنسبة لأولئك الذين يفرحون، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يحبون، فالوقت هو الخلود”.

فالذين يُسيئون استخدامَ وقتهم هم أوَّل من يشكون من ضِيق الوقت، لأنهم غير مُدركين لأهميته واستهتارهم بما لديهم من قيمة لا تقدر بثمن، فبعضنا يتمنى ولو لديه القليل فقط بما لدينا من وقت ومن فراغ مركون، الذي لا نعرف كيف يمكننا أن نديرهُ.. بطريقة سليمة وإيجابية، التي تجعلنا بعدين كُل البعد عن الضغوطات، والمشاكل، فاليومُ عبارة عن 24 ساعة، والساعة تحتوي على 60 دقيقة، وكل دقيقة تشتمل على 60 ثانية، وهكذا يتجزأ الوقت الى وَحَدات مختلفة، وكل هذه الوحدات لها قيمتها ووزنها ولا اعتبار للوقت بدونها.. فالمحظوظ من يسعى أن يرى أن كل تلك الدقائق سلاح يمكنه أن يتعلم منه كيف له أن يصنع المعجزات بطرق لا تخطر على البال.

 

إذاً كيف يمكننا تجنب الضياع؟ أو كما يقال سلاح المرء بوقته، فما الاستثمار الصحيح في تلك العمليات؟ 

 

أولاً: اكتساب مهارات جديدة تتصف بالمرونة لتحديد الاولويات المهمة.. 

  فتحديد الأولويات وترتبيها، تجعل لدى المرء الكثير من الاستراتيجيات الجديدة التي تعطي له منظور اخر في إدارة عملية حياته.

 

ثانياً: الابتعاد عن الأماكن المزعجة وعن كل ما يشتت الذهن والانتباه والتركيز..

  الأماكن الهادئة تعطي راحة لنفس ورونق هادئ، مما يجعلنا في هدوء تام وتركيز على تحقيق كل الأمور التي نستعد لتنفيذها، بل أيضاً تجعلنا نبدع في العمل عليها.

 

ثالثاً: كتابة كل الأهداف والمهام.. فالكتابة سر النجاح، حتى ذكر ذلك في القران الكريم في سورة القلم حين قال سبحانه: “ن ۚوَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ”.

 

رابعاً: تنفيذ خطط قابلة لتغير والتعديل..

  تواجد خطط بديلة، تساعد على تنظيم الوقت وتوفير الكثير من الجهد لتخطيط للمستقيل. 

 

خامساً: الاستفادة من التكنولوجيا في إدارة الوقت..

  التقنيات الحديثة إحدى العوامل المساعدة لأمور حياتنا في إدارة الوقت، كالحاسب الآلي والإنترنت تجعل لنا إمكانية فعالة من الاستفادة لتلك التقنيات.

 

 

سادساً: اختيار الوقت المناسب مع البيئة المناسبة..

  لتحقيق الإنجاز يجب اختيار البيئة المناسبة للعمل، وذلك لتوفير الوقت وزياد إنتاجية النجاح.

 

سابعاً: التخلص من المثالية..

  معظم الأشخاص يريدون أن يعملوا أعمال كثيرة وفعالة، ولكن يجب محاولة التخلي عن المثالية، لأنه لا يوجد شخص مثالي، فدائمًا لا يكون لدى الأشخاص الوقت الكافي لإكمال العديد من المهام في يوم واحد.

 

ثامناً: الالتزام والتخطيط بالتنفيذ…

  أفضل طريقة للالتزام بالمخطط هي ترك مجال للأخطاء مع الاستمرار في المحاولة، لأنه سيصبح أسهل ويكون هناك قدرة على تبسيط العمل بطرق أسلس وأحسن.

 

تاسعاً: تنفيذ المهام الصعبة ثم القيام بالأعمال السهلة التي تتطلب جهد أقل..

  أكمل أصعب المهام أولاً، فذلك يجعلك تكون في عقل صافٍ ولديك مزيد من الطاقة، لأنك لم تغرق في المهام الأخرى التي تستنزف طاقتك، في حين أنه قد يكون من السهل ترك المهام البسيطة في النهاية.

 

عاشراً: أخذ استراحة..

  العقل السليم بالجسم السليم، الراحة واخذ الوقت الكافي للاسترخاء تجعل لدينا إمكانية جيدة لتخطيط والتفكير والعمل بشكل سليم ودقيق.

 

 

تلك الأسلحة تخلق فرص ثمينة وإيجابيات في حياتنا فما دورها…؟

 

الإنجاز وتحقيق الأحلام في الوقت المطلوب والمرغوب.

إتاحة فرص جديدة للتفكير وبطرق مريحة. وجود وقت كافي لتفرد بالذات وتطويرها، لجعل وجود فرص لتحقيق جودة أعلى من التنمية.

التقليل من الضغوطات العملية والحياتية.

قضاء وقت كافي مع العائلة، مما يترتب تحقيق وتحسين الحالة النفسية والاجتماعية للحياة.. السرعة في إنجاز الأعمال في شتى المجالات المختلفة.

تقليل بالقدر الممكن من الأخطاء في العمل.. تحقيق النجاح بنسبة أكبر، مما يعود بالنفع على تنفيذ المهام بجهد أكثر، لتحقيق نتائج فعالة أقوى وتدبير الوقت بشكل محكم.

وعلى الرغم من تلقي الإيجابيات في إدارة الوقت، إلا اننا نعلم أن هناك جانب اخر سلبي قد يؤثر علينا ان لم نستطع التحكم بها. فما الذي يمكن أن يكون؟

 

عدم الشعور بالرضا..

  المشاعر السلبية كالقلق التوتر، ترتبط ارتباطا كلياً بعملية عدم إدارة الوقت. 

 

سوء التوازن بين نظام العمل وبيئة الحياة..

  التخطيط السيئ وعدم الالتزام بالأولويات الثابتة، تجعل جدولة الاعمال في حالة فوضى فتؤدي الى ضياع الوقت.

 

تراكم المهام..

  نواتج سوء تنظيم إدارة الوقت تؤدي إلى إهدار الوقت، وبالتالي عدم الاستفادة من تسليم المهام بالوقت المطلوب وتحقيق الإنجاز.

 

تراجع الحالة الصحية..

  دائماً ما ينتج عن سوء الإدارة، شيئاً ناقصاً، على رغم من أنك قدمت وانجزت الكثير في العمل، ذلك يسبب شعور عدم التوازن والارتباك.

 

عدم تنمية التحمل بالمسؤولية..

  إهدار الوقت يجعل بعض الأشخاص غير مدركين لقيمة الوقت، بالتالي تجنبهم لتحمل المسؤولية وإدراك أهمية الوقت لتخدي الذات وبناء المستقبل.

أدركنا بعد كل تلك النتائج الإيجابية والسلبية أننا بحاجة لفهم أهمية الوقت واستيعابه أكثر، فقد حث الإسلام عليه، ولولا أهميته لما كان الوقت جزء لا يتجزأ من مفهوم الإرشاد في ديننا الحنيف فعلى ماذا حثنا…؟

إن الوقت من أهم النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على العباد، وذلك تقديراً لنعمة الوقت العظمى في الإسلام وذلك حين أقسم الله جل جلاله في كتابه الكريم حيث قال: (وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) حيث أقسم الله بالعصر أي (الدهر)، وذلك لعظمة الوقت الذي يجعلنا ندرك كيف يمكننا جعل الحياة لها فارق في صنع التحديات.

فالوقت هو عمر الإنسان، وجاءت الآيات الكريمة لتدل على عظم هذه النعمة، فقال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمسَ وَالقَمَرَ دائِبَينِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ وَآتاكُم مِن كُلِّ ما سَأَلتُموهُ وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّـهِ لا تُحصوها إِنَّ الإِنسانَ لَظَلومٌ كَفّارٌ).

فنظراً لأهمية الوقت في حياة الإنسان، يجب على الفرد ألا يضيّع حياته ووقته بلا فائدة, فالإنسان العاقل هو الذي يحرص على استغلال الوقت الاستغلال الأمثل بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، وذلك لأن الوقت من أثمن الموارد التي منحها الله تعالى للإنسان ودعاه للمحافظة عليها وجعله من الأمور التي سيسأل الإنسان عنها يوم القيامة كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ).

فمن تعاليم الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم الواضحة..

 حث الإنسان على استثمار الوقت بطريقة مُثلى وكيف يستفيد الفرد بكل دقيقة من حياته، وأن يستثمر الوقت في كل عمل يفيده ومجتمعه.

وتؤكد هذه التوجيهات والإرشادات النبوية الكريمة على ضرورة أن يكون للوقت قيمته في حياة المسلم، فلا يتكاسل عن عمل واجب مفروض عليه، ولا يضيع الوقت في اللهو والعبث ولا يضيع وقت في بيته أو عمله دون عمل وإنتاج ويهدر وقته في أعمال غير مفيدة.

 ويُعلم الإسلام الإنسان أنه لا يمكن أن تستقيم حياته، ولا يمكن أن تُحل المشكلات ولا يمكن أن تنهض المجتمعات والحضارات وتتقدم والإنسان يهدر الوقت فيما لا يفيده وفي اللهو والعبث.

 فالمسلم الحق هو الذي يقوم بتنظيم وقته بين الواجبات الدينية والواجبات الدنيوية..

وهو الذي يعطي كل ذي حق حقه من دون أن يقصّر في جانب على حساب الجوانب الأخرى.

فلا ننسى عندما حثنا عبد الله بن عمرو بن العاص على أهمية الوقت عندما قال: ” اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً”

مشجعاً على العمل واستثمار الوقت وبذل الجهد من أجل تحقيق الأهداف.

وما أهم النصائح الإرشادية التي يجب إتباعها ليتم إدارة الوقت بشكل سليم…؟

 

يقول ربي الجليل: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ).. إن الامر ليس بذلك التعقيد الذي يجعلنا لسنا واثقين بأنفسنا كي نقوم بتدبير ذلك الامر.

إن تحقيق النجاح في الحياة، يتم الاستخدام الأمثل للوقت كما ذكرناه في السابق من خلال تنظيم الوقت وإدارة الوقت.

 وإن الخطوة الأولى التي يجب على كل فرد اتخاذها..

هي معرفة أين يذهب الوقت بالفعل.

 قد يعتقد الفرد أنه يقضي وقتاً قصيراً في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي أو الانخراط في الألعاب الإلكترونية، ولكن في الحقيقة أن هذا أكثر ما يأخذ ويلتهم من وقت الطفل أو الإنسان البالغ، وفي النهاية تجد الإنسان بلا حصيلة فعلية, فعلى كل فرد أن يقوم بتتبع وقته وتحديد أولوياته؛ وهي الأمور التي يجب تنفيذها على نحو عاجل, فيبدأ الإنسان بوضع خطة، يكتب فيها المهام التي يجب عليه القيام بها، ويخصص وقت محدد لإنجاز كل مهمة, ويكتب المهام ذات الأولوية في البداية، ثم ينتقل إلى المهام الأقل في أولوية، ثم تليها تدريجياً المهام الأقل أهمية.

ف الوقت لا يقدر بثمن، فالوقت الذي يمر من عمر الإنسان وحياته لا يمكن استرجاعه ولا يمكن أن يعوضه الإنسان، فيجب الحرص على عدم ضياعه وإهداره حتى لا يندم على ذلك، كما لا يمكن سرقة الوقت أو الاحتفاظ به أو ادخاره، ولا يمكن شراء الوقت أو بيعه.

فلذلك يجب إنجاز المهام في الوقت الذي تم تحديده وتخصيصه لإنجازها وذلك باتباع جداول الروتين اليومي، ومكافأة الشخص لنفسه إذا قام بالانتهاء من المهمة قبل انتهاء الوقت المحدد لها بمساعدة الجداول التحفيزية, ومن المهم جداً معرفة الفرد لقدراته على إنجاز عمل معيّن، حتى لا يحمّل نفسه قدرات فوق طاقته, بالإضافة إلى القيام بعمل واحد في كل مرة، حيث لا ينفع أن يقوم الفرد بمهامه وأعماله دفعة واحدة. 

 

عند القيام بإنجاز المهام والأعمال دفعة واحدة، لن يتمكن من إتمام أي عمل من هذه الأعمال، وسيصل إلى المنتصف في كل عمل أو مهمة، وسيؤدي ذلك إلى تعب ذهنياً وجسدياً كثيراً بسبب الجهد المبذول.

 ولهذا السبب تحديداً، يجب عليك أن تركّز على مهمة واحدة في كل مرة، وتضع كل طاقاتك بها، وبهذا تلاحظ أنك ستتمكن من إتمام كل شيء في الوقت المحدد الذي وضعته مسبقاً وستتمكن من إنجاز مهام أخرى بطريقة أكثر تكاملاً.

 ومع مرور الوقت، سوف تلاحظ أن التنظيم والتركيز على نشاط أو عمل واحد يساعدك على إدارة وتنظيم وقتك بشكل أفضل. 

وإلى جانب أهمية أن تقوم بعمل واحد في كل مرة، يجب أن يكون لديك مناخ عمل منظم وجيد..

 حيث أن ذلك يساعدك كثيراً على إدارة وتنظيم وقتك، وهذا لأن الوقت لا يضيع في مكان منظم وأنت تبحث عن أمر ما يجب القيام به أو شيء يجب استخدامه.

أيضاً إلى وضع الإنسان بعض الوقت للحصول على قسط من الراحة في جدوله اليومي..

 هذا لأن الإنسان ليس آلة تستمر في الإنجاز المتواصل. 

كما يجب وضع أهداف واقعية..

 حيث أن من الضروري معرفة ما يحتاج الفرد إلى تحقيقه، والوقت الذي سيستغرقه للوصول إلى ذلك، فمن المهم وضع وتحديد أهداف واقعية حتى يمكن تحقيقها. 

كما أن التنظيم الجيد والتخطيط يساعد على حسن إدارة الوقت..

 ويمكن القيام بذلك من خلال استخدام مفكّرة وقلم لتدوين الملاحظات المهمة، لأن الفوضى تؤدي إلى إهدار الوقت

 عدم إدارة وتنظيم جيد للوقت، يمكن أن يتأثر عملك ورفاهيتك..

فقد يؤدي ذلك إلى إنتاج عمل رديء الجودة وحدوث خلل في التوازن بين العمل والحياة الخاصة بك.

 محاولة التخلص من المشاكل التي يحاط بها الشخص لكيلا يصاب بالإحباط..

 وبالتالي لن يتمكن من القيام بأي عمل نهائياً، فبالتأكيد لا أحد يريد أن يفني وقته بما لا يفيد، لأن هناك الكثير من المعروضات تكون حقاً مضيعة للوقت، خاصة إذا كان وقتك لا يسمح بذلك. 

 

إذاً ما أهمية إدارة الوقت بعد كل تلك الخطوات…؟

 

من أهمية تنظيم الوقت الحصول على رضى الله سبحانه وتعالى لأن الله قد خلق الإنسان لكي ينظم الأمور التي لابد من القيام بها والفصل بين بعض من الأمور الضرورية والمؤجلة.

 كما يؤدي تنظيم الوقت إلى التوفيق بين العمل والحياة الشخصية، فعندما يقوم الإنسان بوضع بعض الخطط يتمكن من تحقيق التوازن والفصل بين القيام بالأعمال والمهام وحياته الشخصية. 

بالإضافة إلى أن القيام بتنظيم الوقت يعتبر سبب في إنجاز الأعمال في الوقت المحدد مما يؤدي إلى عدم تراكم الأعمال على الفرد.

 كما أنه يزيد من ثقة الفرد بنفسه، حيث يرفع من معنوياته نتيجة نجاح إدارته للوقت.

 فعندما يقوم الفرد بإنجاز الأعمال والمهام ضمن الفترة الزمنية التي حددها، يجعله ذلك متميزاً بين زملائه وفي مكان عمله. 

وتساعد إدارة الوقت في تحقيق النجاح للفرد والاستمرار فيه، كما أن إدارة الوقت الناجحة تعمل على زيادة إنتاجية الفرد، فكلما تمكن الفرد من إدارة وقته بكفاءة عالية، كلما زاد إنتاجه.

بعد كل تلك النتائج والاستطلاعات، لماذا حث الإسلام على أهمية إدارة الوقت…؟

 

تربية النفس على علو الهمة :

 فلابد أن يقوم المرء بأفضل الأعمال، والتخلي عن سفاسف الأمور وادنها.

 

القيام بالعديد من الأعمال المتنوعة بين الأمور الدينية والأمور الدنيوية :

 حتى لا يملّ الإنسان بواسطة التنوع فيما يتم استغلال الوقت في عمله، من خلال كيفية استغلال واغتنام الوقت وإدارته.

 

 ذكر الله تعالى من أعظم السبل لاغتنام الوقت: 

 وهي أيسر عبادة يستطيع المسلم ملازمتها في كل وقت، يقول الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}.

 

 قراءة القرآن الكريم والتسبيح والتهليل :

وإنه من أفضل الذكر وأنفع السبل لاستثمار الوقت.

 

 صلة الرحم : 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه.

 

العمل دنيوي والسعي من أجل العلم والرزق: 

أحد أسباب الرزق أن يكون لديك القدرة على الانتفاع بالعلم والرزق والسعي في عمليات إدارة الوقت في حياتك.

 

السعي لاكتساب العلم النافع :

فمن استثمر وقته بالعلم النافع، اغتنم أمور الحياة كلها.

 

 

 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

 وهو أن يحذر الإنسان من تضييع الوقت في فعل المنكرات والفواحش وسماع الكلام غير النافع.

 

وما أهم النصائح لاستثمار الوقت بشكل فعال يناسب جيلنا الحالي…؟

 

لن ننسى أبداً أن هذا الجيل هو جيل التكنولوجيا او ما يسمى بجيل العصر، ورغم تقدم كل وسائل الحياة الا اننا نفتقد الالتزام بماهية حقيقة الأولويات وحقيقة ما هي أهم الحاجات التي تبني مستقبلنا، ولعل اهم ما نريده هو فقظ تنسيق مبادئنا على أساس أهمياتها من الواجبات التي تستلزم تنفذيها.

إذاً ما الخطة الواضحة لجعل الخطوات تتناسب مع عقلية وفكر جيل الشباب اليوم وجعلهم يتعلموا ان اغتنام الوقت كإغتنام الفرص في هذه الحياة..

 

لا تؤجل عمل اليوم: 

كنا دائماً نسمع مقولة: “لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد”، هذه المقولة دقيقة جدا لوصفها، لأنك ان أردت النجاح فأفعلها بالوقت ذاته لكيلا يتم تراكم الأعمال لديك مما يجعلك تحقق الاستفادة من الوقت.

 

 قاوم الكسل : 

من هو عدو النجاح؟ لو بحثنا عن العدو الحقيقي للنجاح لوجدناه أنه الكسل، جتى تكون إنسان ناجح استثمر الوقت واعمل لتنجح وتحقق ما تريد من أحلام.

 

جدول زمني :  

 

من أنجح الخطط التي تجعلك منظم وموفر للوقت هو كتابة الخطط وإنشاء جدول زمني، بتالي تجعل أعمالك واضحة أكثر، لأن ذلك يساعدك في أن تصبح إنساناً ناجحاً بجدارة.

وما رأي الكاتب عن الوقت وإدارته وما رؤيته؟

 

يقال: “الوقت هو أكثر ما نريده، ولكنه أسوأ ما نستخدمه.”.

الله سبحانه خلق كل شيء بمقدار، حبيبي عالم بكل ذرة لا يخفى عليه شيء، ولولا حبه لعباده لما حثهم على التركيز بالأشياء التي تصنع فارق وتصنع الإفادة لكل شخص منا..

وانا ككاتبة أكتب لكم بمنظوري الشخصي، بما أشهده من الواقع الحالي، ومن تجاربي الشخصية..

  أرى ان من أهم عوامل النجاح هو التخطيط المسبق فهي من أحدث التقنيات التي تجعلنا نحدد أهدافنا وخططنا المستقبلية بطريقة واضحة جداً، فذلك يجعلنا نرى الأشياء بوضوح أكثر فبتالي يتم توفير الكثير والكثير من الوقت لإنجاز المهما فيما نريد.

 

  هناك جملة جداً تستهويني وأتمثلها في حياتي الشخصية، وهي مثل انجليزي يقول أعمل بذكاء ولكن ليس باجتهاد Work hard not smart، اعمل على الأشياء بطريقة ذكية، حيث تجعلك تتقين كيف يمكننا رفض كل الأشياء عديمة الأهمية والتي تأخذ حيز مجهود بلا فائدة، لذلك من الضروري اتضاح فكرة العمل على المتطلبات ذات غاية واهمية وبطريقة ذكية.

 

  من اهم الاشياء التي ساعدتني على توفير الكثير من الوقت وهي، العزم على إتمام المهام بشكل فوري وسريع، بحيث عدم المماطلة بتنفيذ كل الأمور او تأجيلها، لان ذلك يأخذ من وقتي الكثير وفي بعض أحيان يراكم الأمور فوق بعضها، لذلك من أفضل تمام امر بشكر سريع.

 

  أخذ مكافأة أو ما يمكن تسميتها “استراحة محارب”، هي تجعلني أستمر بلا توقف بل تعطيني طاقة إيجابية لاستغلال كل دقيقة لتنفيذ ما أريد، ذلك دائماً يمنحني الكثير من التنظيم والدافع لأعمل الكثير بل أبدع بكل خطوة أقوم بها.

 

  السعي والمثابرة وعدم التوقف، لان ذلك يجعلك تبحث عن وقت لتعمل ولكي تقوم بالإنجازات والابداعات والتعلم من الأخطاء بالتالي تحقيق النجاح وتحقيق الأهداف. 

في نهاية الأمر …

 

نبينا الحبيب وأشرف خلق العالمين ﷺ يقول: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ.

 

أخي في الإنسانية.. من خلال التجربة العميقة التي عايشتها على مدى سنين عمري..

أهديك هذه الأفكار عسى أن يكون لك عوناً فيها، حتى تعيش حياتك التي وهبها الله لك في أفضل حالة ممكنة، وحتى تكون قد أديت الأمانة على خير ما يرام..

أولاً..

 كن على ثقة بالله وبنفسك وبقدراتك التي كرمك الله ومنحك إياها وهو القائل: (ولقد كرمنا بني آدم). 

ثانياً..

حدد أهدافك وطموحاتك في هذه الحياة واجعلها أخلاقية نبيلة دائماً.. أنظر حولك وتعرف على كل ماهو متاح لك أن تستفيد منه وتستثمره في الاتجاه الذي يتوافق مع رغباتك العليا، ومن ثم وظف هذه القدرات 

والإمكانات في الوقت الصحيح والمناسب، وفي الموضع الملائم.

ثالثاً..

 اعتمد على التنظيم والتنسيق، لتسخر الوقت لصالح خططك القريبة والاستراتيجية المتوسطة والبعيدة. 

رابعاً..

“اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا … واعمل لآخرتك كأنك ستموت غدا”

كن قوياً، كافح، وناضل، وابذل أقصى جهودك، ولا تعجز، لا تتوانَ ابداً فالحياة لا تكترث بالضعفاء والمتقاعدين والمحبطين والكسالى، فإياك أن تكون من ضمن هؤلاء الذين يتهاون مصيرهم، مع أول رياحٍ تواجههم سقطوا.

الوقت يصنع الفارق..

يصنع الكثير من الاحلام والطموحات

يصنع الآمال والاحلام

يعطي لنا رؤية الغد المشرق

فعندما ننظر الى سنوات السابقة، نرى كيف لدقيقة واحدة قادرة على ان تغير الكثير، فما بالك بالسنوات والشهور والأيام…!

نعم أنه العمر بل انه الوقت.. الذي يعلمنا أننا نحن من نملك الخيار

نكون أو لا نكون..

فالخيار بين أيدينا فهنيئاً لمن قام باستغلال الزمان ليجعل له حكاية من عمره

وياااه أسفاً على من أضاع العمر بأشياء لا نعلم مدارها…!

اصنع الفرق لترى المستحيل يحدث

ثابر وتعلم وقم بتدبير حياتك..

لتتيقن أنك أنت الماضي والحاضر

والبداية والنهاية..

 

مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ar Arabic