حبيب العمر
بقلم الكاتبة و الناقدة / فاتن محمد علي
7/11/2024

حبيبي و عمري و تاريخي حتى نلتقي…
لن اقول كنت أبدا، لأنك باقٍ فىّ، حبك يسرى فى دمى وسيظل مدى حياتى.. وكيف لا وأنت معلمي الذي ربيتني، رغم فارق السن البسيط بيننا «عام وثمانية شهور»» ولكنك أخذت بيدى يوم كنت مراهقة بسيطة التفكير، ضحلة الخبرة، عرّفْتنى الحياة التى لم أكن أعرف ابجدياتها.. أخذتنى لعالم من الرحابة والثقافة.. ورأيتك المثل الاعلى.
أشعر بخواء وفراغ لم أتوقعه أبدًا، وكيف لا وأنت كل دنيتى وحياتى وعمرى وتاريخى..
العام القادم يتم ميلاد حبنا خمسين عامًا، نصف قرن «تاريخ شعوب» وليس افراد.. فأنت الشعب والمُعلم.. خمسون عاما من الحب والسعادة.. تلك السعادة التى كانت تغنينى عن العالم بأسره، كلما تعثرنا تذكرنا حبنا وسعادتنا التى تمثل لنا ثراءً لا حدود له.. نستغنى بهذا الثراء الذى لا يقيّم بكنوز الدنيا ،عما سواه.
حبنا كنز لا يفنى سيظل معى، وأعرف إنك ذهبت به، فلن أنسى أبدا هذا الحب والعواطف التى أغدقتها علىّ طوال حياتى ، ومازادت عن الحد قبل رحيلك بأقل من شهرين، وكأنك تعطينى خزينا يكفينا باقى العمر ، ولكن ألا تدرى كم من الحب والحنان الذى أذبته لى فى كؤوس من سعادة.
سلاما لك حبيبى فى مرقدك، وسلاما لك فى الجنة التى وعدها الله المتقين، المؤمنين والصابرين، وأنت كل هؤلاء يا حبيبي وتاريخى وتراثى. وإلى أن نلتقى إليك عصارة قلبى دعوات وتوسلات لله أن نلتقى عما قريب.
اللهم رحمة واسعة وغفرانا لأعز من وضعته فى قلبى الى يوم الدين.