حقيقتان تبعثان على التفاؤل

صورة واتساب بتاريخ 1447 02 20 في 12.21.05 76db6ec7

حقيقتان تبعثان على التفاؤل

بقلم الدكتورة/ رضوى إبراهيم- استشاري نفسي

صورة واتساب بتاريخ 1447 01 15 في 19.32.08 5e24cc1d


من القواعد النفسية المعروفة أنه يصعب الدخول في علاقة حميمة وناضجة إذا كان أحد الطرفين — أنت أو الطرف الآخر — يعاني من شعور بالخسارة نتيجة لهذه العلاقة. ولهذا، فإن أنجح العلاقات الاجتماعية هي تلك التي تُبنى على أساس المكاسب النفسية والاجتماعية المتبادلة بين الأطراف. والمثير للاهتمام أن هناك حقيقتين، إذا أحسنت استثمارهما، ستعملان لصالحك في تفاعلاتك مع الآخرين.

الحقيقة الأولى:*
بإمكان طرف واحد فقط من أطراف العلاقة الاجتماعية أن يسهم في إنجاحها، وذلك بفضل ما يُعرف بمبدأ “العائد الاجتماعي” أو Social Feedback. يفترض هذا المبدأ أن استجابات الآخرين وسلوكهم تجاهك تتحدد — في الظروف العادية — بناءً على أسلوبك في التواصل معهم. بعبارة أخرى، حب الناس وتقديرهم لك هو في الواقع نتيجة متوقعة لتصرفاتك معهم. وهذا يعني ببساطة أنك مسؤول عن نجاح أو فشل تفاعلك الاجتماعي.

كل ما عليك هو بذل بعض الجهد، وأن تُظهر للناس ما ترغب أن يمنحوه لك. أظهر لهم التقدير والمودة إذا كنت ترغب فعلًا في أن يبادلوك الحب والاحترام. فالناس قادرون على العطاء إذا شعروا بأنك تمنحهم من حبك ووقتك وتقديرك. وستجد أنهم يمنحونك المزيد من الاهتمام والمودة إذا قابلت حبهم بحب، وتقديرهم باهتمام مماثل.

صحيح أن هناك أنماطًا صعبة من البشر، قد يفاجئونك باستجابات متوترة وغير عقلانية، لكن هذه الأنماط قليلة ونادرة، ولها ظروفها ودوافعها الخاصة، وربما يتحرك بعضهم بدافع اضطراب نفسي أو عقلي. وفي كل الأحوال، فإن التواصل — أو عدم التواصل — مع هذه الفئات يتطلب أنماطًا مختلفة من السلوك واستجابات خاصة.

الحقيقة الثانية:*
يمكننا تحديد الخصائص والمهارات الشخصية التي تتيح لنا توجيه العلاقات الاجتماعية نحو الوجهة الإيجابية التي نطمح إليها. وليس هذا فحسب، بل تشير الدراسات إلى أن هذه المهارات قابلة للتعلم والتدريب خلال فترات قصيرة.

وأبرز هذه المهارات هي: حرية التعبير عن المشاعر ، أو ما يُعرف في علم النفس بـ”تأكيد الذات” ( Assertiveness). وهي تعني ببساطة أي سلوك اجتماعي يخلو من السلبية أو العدوانية. الشخص الذي يتمتع بهذه المهارة لا يكتفي بالتعبير عن احتياجاته والدفاع عن حقوقه، بل يتصف أيضًا بقدرة عالية على التعبير عن المشاعر الإيجابية مثل الاستحسان، والتقبل، والحب، والمودة، والمشاركة الوجدانية. أي أن سلوكه يتسم بالتلقائية والحرية في التعبير عن المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

وتُظهر البحوث أن من يمتلك هذه المهارة يمتلك مفاتيح النجاح من حيث الصحة النفسية والفاعلية في العلاقات الاجتماعية.

وعادةً ما يحصل الأشخاص المدربون على هذه المهارة على مكاسب وفوائد اجتماعية ونفسية أكثر من غيرهم. فالشخص الذي يعبر عن مشاعره دون عدوانية أو سلبية، يسهل عليه بناء علاقات دافئة وسهلة مع الآخرين، لما ينشره من طمأنينة وشجاعة في التعبير دون تهور أو اندفاع. وعندما ننجح في التعبير عن مشاعرنا واحتياجاتنا النفسية، تزداد أمامنا فرص التفاعل الإيجابي مع الحياة.

ولأن من يمتلكون مهارة التعبير عن المشاعر يتحدثون أكثر، ويعبرون بحرية داخل الجماعة، فإنهم يمنحون الآخرين فرصًا مماثلة للتعبير عن مشاعرهم. ومن ثم، فإن التعبير الواثق عن المشاعر يخلق جوًا إيجابيًا وسهلًا، ويسهم في تنمية بيئة اجتماعية صحية وتواصل بنّاء.

كل ذلك يجعل من هذه المهارة أحد المتطلبات الأساسية للصحة النفسية، ولمقاومة الآثار السلبية للضغوط النفسية بشكل خاص.

مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *