
خان السحر: حكاية كاتبة أسست مركزًا للإبداع الثقافي
تقديم الأستاذة/ سحر السلاموني

أنا مواطنة سكندرية من أصل سوهاجي. حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة المنيا، وبعد التخرج عملت كمصممة أزياء في إحدى الشركات الخاصة.
التحقتُ بمعهد الكونسرفاتوار، وحصلت على دبلومة في الغناء، وتدرّبت على يد المايسترو القدير الراحل الأستاذ صلاح عرام.
تم تعييني بعقد في وزارة الثقافة تحت قيادة الوزير الفنان عبد الغفار عودة.
شاركت بالغناء في بعض الأعمال المسرحية عن طريق “بلاي باك”، وقد عُرضت هذه المسرحيات على مسارح مختلفة.
لاحقًا، تركت المجال الفني والتحقتُ بالعمل في مجال العلاقات العامة، ثم تطوّعتُ في إحدى المؤسسات، حيث شاركت في أداء الدوبلاج الصوتي لبعض أفلام الأطفال.
بعد ثورة يناير، تطوّعتُ في مجال محو الأمية بإحدى المؤسسات الكبرى، وتمكنتُ خلال ثلاث سنوات من تعليم ما يقرب من ألفي أُمي، كما أشرفت على تعليم أكثر من عشرة آلاف آخرين.
ثم حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال، وعملت كمدير عام في إحدى المؤسسات الخيرية، ثم مساعدًا لمدير إدارة الموارد البشرية في شركة متعددة الجنسيات، ثم مديرًا لنفس القسم في شركة أخرى.
خلال هذه الفترة، حصلت على الدبلوم العالي في الصحة النفسية والإرشاد الأسري، ثم ماجستير في العلاج بالفن، وأنا الآن باحثة دكتوراه في نفس ذات المجال.
وأخيرًا، عدت إلى النشاط الفني، ولكن من خلال بيع اللوحات الفنية لصالح زملائي الفنانين.
و الآن دعوني أحكي لكم كيف تبادر إلى ذهني فكرة تأسيس “خان السحر”، ذلك المركز الثقافي الذي أشرف بإدارته في الإسكندرية.
كان من الضروري إنشاء قاعة لعرض اللوحات الفنية وإقامة المعارض، ومن هنا بدأت الفكرة، وبدأنا النشاط في مايو عام ٢٠١٦.
أما عن الأنشطة التي يقدمها “خان السحر”، في البداية، كان التركيز على الفن التشكيلي، سواء من خلال المعارض أو الورش الفنية، وكذلك معارض الأشغال اليدوية.
أما الآن، وبعد مرور تسع سنوات على الافتتاح، أصبح لدينا العديد من الصالونات الثقافية المتنوعة، ومكتبة لبيع واستعارة الكتب، وورش لتعليم الآلات الموسيقية، وورش للفنون البصرية، وحفلات موسيقية، وورش للكتابة الإبداعية، وورش للتمثيل، ومجموعة دعم نفسي، بالإضافة إلى مبادرات إنسانية.
أما عن أبرز الفعاليات التي أقامها “خان السحر”، فقد شهد معرض فن تشكيلي للفنانة الألمانية كلوديا أونس ، كما أنه لدينا بروتوكول تعاون مع نقابة الفنانين في العراق، أسفر عن إقامة معارض لبعض فنانيها المشاهير.
و كذلك شهد معرضًا للكتاب للإصدار الأول، بمشاركة إحدى دور النشر في الإسكندرية ، و كذلك اليوم المفتوح لرسم البورتريه ، واليوم المفتوح للغة الإنجليزية، وورشة علاج بالفن بعنوان “افهم ابنك”. كما تمت استضافة عددًا من رموز المجتمع الذين برز نشاطهم في خدمة المجتمع، مع الإشادة بجهودهم وتكريمهم. و كذلك شهد مبادرة “فرّحهم تفرح”، الخاصة بذوي الهمم، وهي مستمرة منذ عام ٢٠١٧ حتى الآن.
و فيما يتعلق بأبرز التحديات التي واجهتها الأستاذة سحر السلاموني في سبيل إنشاء “خان السحر”، و كذلك تلك التي تواجهها في سبيل استمرار النشاط : لعل الدعم المالي من أبرز التحديات للاستمرار، إذ إن معظم الفعاليات قائمة على الجهود الذاتية، باستثناء بعض المساهمات من الأصدقاء. كما أن عزوف بعض الكُتّاب والمثقفين عن الحضور والمشاركة الفعلية يُعدّ تحديًا، إذ يفضّل البعض أماكن معينة دون غيرها.
أما التحدي الأكبر، فهو الحفاظ على مستوى يليق بالجمهور السكندري.
أما عن رؤية الأستاذة سحر السلاموني المستقبلية لهذا المشروع الثقافي الراقي الطموح فبإذن الله نسعى إلى توسيع النشاط بدمج أنشطة جديدة تليق بالمجتمع، مع تعزيز مشاركة الشباب بصورة أكثر فاعلية.
أما عن أحلام الأستاذة سحر السلاموني وطموحاتها، ورسالة لكل امرأة من قلب مبدعة سكندرية:
ليست مجرد أحلام، بل أهداف أضعها نصب عيني وأسعى إلى تنفيذها.
طموحي أن يصل “خان السحر” إلى العالمية، وأن يكون له فروع، نبدأها من القاهرة ثم نتوسع داخل مصر وخارجها.
رسالتي لكل امرأة:
“أنتِ لستِ بحاجة للاعتماد على أنوثتك، فهي إلى زوال، بل أظهري عقلك وثقافتك، وارتقي بنفسك بالعلم.
اهتمي بالحفاظ على القيم والمبادئ، وتمسّكي بهويتك المصرية، وعلّمي أبناءك التشبث بالهوية الدينية والوطنية.”