
رزق من حصتهم
بقلم الكاتبة: يسرا النوبي

اتعجب من هؤلاء البشر الذين ينظرون لرزق من حولهم و كأنهم يستقطعونها من حصتهم الخاصة، يضمرون في نفوسهم الكثير من الحقد و الحسد ما إن رأوا نعمة بأيد أحدهم، لا يدرون بأي جهد و بأي ثمن حصل هذا الشخص عليها، كيف سعى و جاهد من أجلها و بأي سلاح خاض حربه و بكم ندبة خرج منها، و هل من الأساس تلك النعمة التي أنعم العاطي عليه بها تناسبهم أم لا، و لما لا؟ هذا سؤالهم دون أدني دراية و كأنه سرق من حصتهم في الرزق، و اختلس ماليس له حق فيه، هم فقط يريدون ما بيده ناسبهم أم لم يناسبهم، فكم من كوارث أحدثتها تلك النوعية من البشر و كم من نفوس مريضة تحاوطنا في كل جهة و هي تضمر في صدرها شعور باستحقاقية ما نملكه و أنه ليس من العدل أن نمتلكه بل من الأحرى أن يذهب إليهم، هم المستحقين الحقيقين لكل نعمة في الكون، و لكل خير يمن الله علينا به.
أما الباقي فتوجب عليه دوما أن يتقبل حياته بدون نعم لأنه أقل من أن يتساوى بتلك الفئة العليا ذوات النعم.
لياتي في النهاية السؤال هنا متى استقطع رزقك جزء من رزقهم؟!!!