
روشن والشريك الأدبي : نحو تنمية أدبية مستدامة
تقديم دكتورة/ هيفاء فقيه


الدكتور المهندس/ محمد طه بن إبراهيم آل فقيه- مالك مقهى روشن بمكة المكرمة

الدكتورة / هيفاء إبراهيم فقيه
ممثلة مقهى روشن لدى الشريك الأدبي

الدكتور سعيد الرحمن من الهند مع الدكتورة هيفاء فقيه في ضيافة روشن و الشريك الأدبي
كان دائم التفكير في تحقيق حلم حياته، و كان شروده محط استفهام أهله بين الحين والآخر، وكانت إجابته دومًا أن سبب شروده سعيه للرد على بعض التساؤلات البريئة في باله، والتي بمعظمها كانت تدور حول ما يلي:
أليس من الجميل أن تحتسي القهوة في مكان يقصده عشاق “الكافيين”؟
ماذا لو ترافق شرب الكوب باستزادة للمعرفة مباشرة من المتخصصين ؟
وما مدى روعة أن يكون الرفاق في هذه الجلسة هم كوكبة من أهل العلم ومن المثقفين؟
هذا الشاب هو الدكتور المهندس / محمد طه بن إبراهيم فقيه مالك مقهى روشن بمكة المكرمة الذي كان أوعى من أترابه حين سعى وراء حلمه.
كان لديه هدف، تساءل وسعى لإيجاد الأجوبة. واستطاع بالعزيمة والإصرار ودعم الأحبة أن يحول إجاباته على تساؤلاته الى حراك اجتماعي أدبي وثقافي يرعاه الشريك الأدبي في حرم مقهى روشن، حيث المحاضرات القيمة تحت سقفه تترك أثرها في مرتاديه والمحادثات البناءة بين رواده تقارب رؤى قاصديه.
في قلب مكة المكرمة، وعلى مقربة من أجواءها الروحانية المطمئنة،ولد مقهى “روشن” فكان مساحة هادئة عصرية تمزج بين الحداثة والروح الحجازية في محاولة لخلق بيئة تشبه البيوت القديمة في طابعها وتخاطب الجيل الجديد في رسالتها. المقهى تميز بتفاصيله الجمالية المستلهمة من العمارة المكية القديمة وبسحر أجوائه الملائمة لاحتساء القهوة وقراءة الكتب في آن.
لكن هذه الفكرة أزهرت وأينعت في صورة نجاح ملهم، بعد شراكة استراتيجية مع الشريك الأدبي”، وكان من تبعاتها أكثر من ٣٥ فعالية في الدورة الثالثة وحوالي ١٢٠ أخرى في الدورة الرابعة … وهذه الفعاليات امتازت بأنها متعددة الأجناس الأدبية ومتنوعة اللغات المحكية وكان الحضور فيها عالمي الهوية.
ونتاج هذا الاندماج الراقي بين “روشن” و “الشريك الأدبي عمل شراكات مجتمعية مع مقاهي ومع مدارس وأكاديميات بجدة. وكان من خلاصة المنتجات الفاخرة لهذه الشراكة مبادرة “أنا كاتب” باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك لتعزيز ثقافة الكتابة من سن مبكر وتعريف طلبة المدارس بأغراض الشريك الأدبي وسياسته البناءة في تحويل المقاهي لمنابر لنشر الأدب بطريقة غير كلاسيكية و بأسلوب فيه احترافية.
كما إن هذه الشراكة جعلت من العالم قرية صغيرة وهذا يتجلى في ازدياد عدد من يتواصلون مع الدكتورة هيفاء إبراهيم فقيه ،ممثلة المقهى للشريك الأدبي من خارج المملكة العربية السعودية وداخلها، بهدف إقامة لقاءات في روشن بناء على السمعة الطيبة للمقهى وبسبب رغبتهم بأن يكونوا أسماء فعالة تنشر المعرفة الأدبية والثقافية تحت مظلة الشعار الأفخم “الشريك الأدبي” وهذا من فضل الله تعالى.
ومع الأيام والله الحمد أنه لم يعد ينظر إلى “روشن” كمجرد مقهى بل بات مؤسسة ثقافية مصغرة، بينت من خلال نجاحها أن الأماكن الصغيرة قادرة على إحداث أثر كبير عندما تدار بشغف وتدعم بشراكات ذكية.
وهاهي تجربة “روشن” مع الشريك الأدبي بانت نموذجا يحتذى به في المدن الأخرى.
وما تحول ” روشن” الى منصة إلهام إلا إثبات عينى على أن “الشريك الأدبي هو فعلياً من المقاهي الى المجتمع، يمهد للأدب طريقاً و يجعل الثقافة أسلوب حياة.
والخلاصة الأدسم من هذه القصة يمكنني اختزالها بأن مقهى “روشن” وخلال شراكته و”الشريك الأدبي”، وعلى امتداد عامي الشراكة، بين لنا بأن الأحلام تتحقق وأن الأهداف تنجز وأن الثقافة حضورها دوماً أخاذ وأن الأدب ينفع أن يكون خير ملاذ.