
عاش رجلًا.. فمات طفلًا
تقديم/ غادة جاد

بعد نحو سبع سنوات على رحيله ، عُثر في أوراقه بالصدفة على إحدى رسائله التي تتضمّن أبيات شعرية كتبها عام ١٩٩٨ ، لتكتشف ابنته أنه كان ينظم الشعر بعذوبة ورقّة وشجن ..
فقررت نشرها، وهي على يقين أن صاحب الرسالة لم يكن ليُمانع لو كان على قيد الحياة.
فسلامٌ على كل روح مرهفة أثّرت فيها الكلمات، وأثّر غيابها في القلوب.
يقول صاحب الرسالة، موجهًا حديثه لشريكة عمره : أخيرًا، إليكِ بعض أشعاري… أو كلمات شعوري.
فأرجو، إن أمكن، الاحتفاظ بها.
عاش رجلًا… فمات طفلًا
“شابَ الليلُ من طول سهري… فظننته الفجرَ
ويومٌ أو بعضُ يومٍ… فقيل: انتهى العمرُ
وطعمُ لبنِ أمي في فمي… وكذا رائحةُ الصدرِ
فما كدتُ أخرجُ من بين فخذيها… حتى التقمني القبرُ
وبين هذا وذاك… قطعوا لي جزءًا من الذكرِ
فهذه كلماتي للتذكّر… إن نفعت الذكرى
فأين الوقتُ لأوفي حقّ والديّ وربّي الشكرَ؟
لقد عاش رجلًا… فمات طفلًا
فألهمنا لفراقه جميلَ صبرٍ…”
محمد جاد – الكويت / الأحمدي
الإثنين ١ / ٦ / ١٩٩٨
رحمه الله علي الوالد
كلماته جميلة موثره لامست قلبي
وان دل نشرها على شيء فيدل علي حبك وتأثرك به شكراً جزيلاً للكاتبه استاذه غاده جاد