
عض قلبي ولا تعض كتابي
بقلم الكاتبة/ نهى عاصم

زمان وفي القرن الماض كان جدي رحمه الله لازم يقرأ الجريدة قبل أي فرد من أولاده وكان يسلمها لهم كما جاءت سليمة وورقها مهندم، أول ما يمسكوها ولمجرد ثوان وتصبح فوضى جريدة، ومع الأسف الجين داه بالذات أخدته منه ولربما مراقبته وحبي الجم له هو ما فعل بي عذا، ومرت السنوات وأضفت لهذا الجين، جين الكتب، إذا ما أعرت كتاب ما لصديقة ما أجدها تسألني هل قرأته؟ لأنه كما لو كان جديدًا ومن المكتبة.. وإن عاد لي وبه ثنيات أو علامات في الداخل أو كتابات، أقوم بإهدائه لمكتبة النادي أو مكتبة بيت الكتب لوضعه في قسم الإعارة، إذ لن اتحمل وجوده على أرفف مكتبتي..
أما إذا ما استعرت كتاب من أحد الزملاء، ووجدت الكتاب مزركشًا بكل الألوان الفسفورية وهوامشه بها الكثير والكثير من الملاحظات، فهذا يجعلني أقوم باغلاقه بدون أن اقرأه نهائيًا إذ أن عقلي يصاب بالهلع، أما قلبي فيصرخ بصوت يوسف بك وهبي قائلًا: “ياللهول”..
ومع مرور السنوات لم أتنازل عن هذا الجين أبدًا، ولكنني ونظرًا لمشاكل رقبتي أصبحت أقرأ نسخ الكتب الإليكترونية على تطبيق أبجد الرائع وأحمد الله تعالى أن هذه الكتب مصانة محمية من عبث العابثين وشخبطة الشخابيط على رأي الست الحلوة نانسي عجرم..
ملحوظة ومزحة: اختياري للصورة لم يأتِ عن عمد فهذا ما فتحه موقع جوجل للصور حينما طالبته بالبحث عن كتاب به علامات بداخله بخط اليد وبالألوان..
وعلى الأزواج أن يغفروا لي وإن أراد بعضهم التعبير عن رأيه غضبًا فعليه الابلاغ عن الكاتب أو عن الموقع..