في الخامسة من عمري بدأت الكتابة بالقلم الحبر، لن أحكي لكم مدى معاناة والدتي، خاصة أننا كان في زمان ورق النشاف، لم يكن هناك ما يسمى بالكوريكتور، وأنابيب الحبر الديسبوزل. كنت أعود من مدرستي زرقاء اللون أنا وأصابعي وأوراقي ومرليتي الزرقاء- السماوي اللون -ملطخين.. 

مسكينة يا أمي..

ومع مرور السنوات أصبحت علاقتي بالقلم الحبر مميزة، دوما أكتب به و أرفض استعمال الخزعبلات الجديدة المسماة بالقلم الجاف وال uniball وغيرهما

ولكني كنت أحب الحبر الأسود .كنت أحب كثيرا أن أكتب به على أوراقي البيضاء واقرأ ما كتبت بفخر وكأنني كتبت رسالة الدكتوراة..

ومع هجوم التكنولوجيا أصبح الكمبيوتر والكي بورد هو علاقتي الوحيدة بالكتابة

هجرت قلمي الحبر طويلًا، حتى أنني الآن إذا قمت بكتابة بعض السطور البسيطة وجدت أصابعي لا تطاوعني، وكأنها لم تعد صالحة سوى للكتابة على هذا الكيبورد السخيف..

وفجأة تمردت على الكي بورد والكمبيوتر وذهبت إلى أقلامي باحثة عن قلمي الحبر الأسود، و إذا به المسكين يعاني من حالة جفاف ويحتاج إلى عناية فائقة. 

قمت بالذهاب إلى المكتبة لشراء حبر أسود فلم أجد سوى الأزرق فتمردت عليه وصممت على حبر أسود وتوصلت الحمدلله إلى أنابيب حبر أسود..