عودة مدينة كانوب للحياة (٢) : تمثال نيلوس
بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور –
كبير باحثين بدرجة مدير عام – وزارة السياحة و الآثار- مصر
15/11/2024
في صباح أحد الأيام من شهر أكتوبر عام ٢٠٠١ رست سفينة الأبحاث برنسيس دودا في خليج أبى قير بالإسكندرية لكي تنقب عن تاريخ الإسكندرية الغارق في تلك المنطقة. وفى هذا اليوم وأثناء عمل البعثة الفرنسية و معهم شباب إدارة الآثار الغارقة كانوا على موعد مع أحد أهم اكتشافات أطلال مدينة كانوب ، حيث عثروا على أثر عظيم ظل قابعًا تحت مياه خليج أبى قير البحرى أكثر من ٢٠٠٠عام . كان الغواصون المصريون و الأجانب يستعدون للبحث عن الآثار الغارقة في هذا الموقع وأسفل السفينة مباشرة ، و قد عثروا بالفعل على أحد التماثيل النادرة الشكل ومادةالصنع وكان مكسوًا بالكامل بطبقة من التكلسات الملحية البحرية وصلت إلى أكثر من متر. ولكن مع إصرار الباحثين على الكشف عن هوية التمثال، كانت المفاجأة أنه تمثال للمعبود نيلوس لا مثيل له في العالم ، و هو من الحجر الكاريوك الزيتي اللون ، و يعبر وجوده عن مرحلة تاريخية مهمة التقت فيها الحضارة المصرية القديمة مع الحضارة اليونانية و تمازجت الأديان.
فهو يمثل عند المصريين المعبود حابى إله النيل ، و يمثل عند الإغريق المعبود نيلوس ، و هو من بين التماثيل المعلقة على الحوائط نظرًأ لوجود ثقب في الخلف للتعليق . و جاء على هيئة رجل كثيف اللحية ، يحمل على كتفه الأيسر قرن الخيرات.