فلسطين حاضرة في ملتقى الطفل والميديا الرقمية

صورة واتساب بتاريخ 1446 12 16 في 12.50.09 7b72f187

فلسطين حاضرة في ملتقى الطفل والميديا الرقمية

بقلم الأديبة/  وفاء داري – ممثلة دولة فلسطين في الملتقى العلمي الدولي بجامعة باتنة – الجزائر

 

صورة واتساب بتاريخ 1446 12 16 في 12.53.58 7f286988

 

 

 

مثّلت الكاتبة والباحثة الفلسطينية وفاء داري دولة فلسطين في الملتقى العلمي الدولي الأول الموسوم بـ “الطفل العربي وتحديات الميديا الرقمية: الواقع والفرص المستقبلية”، الذي نظمته جامعة باتنة 1 – الجزائر ممثلة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم علوم الإعلام والاتصال، يوم السبت 1 جوان/يونيو 2025، عبر تقنية التحاضر عن بُعد (زووم).

 

قدّمت داري مداخلة علمية افتتاحية  بعنوان:

“ الطفل العربي وتحديات الميديا الرقمية بين التهديدات التربوية والتحولات الثقافية ”، وهي دراسة بحثية موسعة نُشرت في العدد الحادي عشر من مجلة “الأصالة” المحكمة دوليًا، الصادرة عن الجمعية الليبية للعلوم التربوية والإنسانية.

تناولت الدراسة أثر الوسائط الرقمية على الطفل العربي من زاوية ثقافية، اجتماعية وتربوية، مع طرح مقاربات جديدة لفهم التفاعل بين الطفل والميديا في عصر التحولات السريعة.

 

قراءة نقدية في التحولات الرقمية: الطفل في قلب المشهد

 

استعرضت المداخلة واقع الطفل العربي في بيئة إعلامية رقمية مفتوحة، تتقاطع فيها المعرفة بالترفيه، وتتنازع فيها القيم الثقافية المحلية مع محتوى رقمي عالمي متنوع.

وأكدت د. داري أن الميديا لم تعد مجرّد أدوات، بل أصبحت فاعلًا ثقافيًا يُعيد تشكيل وعي الطفل ولغته وهويته، وسط تراجع الإنتاج الأدبي العربي المخصص للطفل، وهيمنة المحتوى الرقمي الأجنبي بلغة وثقافة مغايرة.

 

سؤال جوهري: هل يعزز أدب الطفل العربي الهوية الرقمية؟

 

انطلقت الدراسة من إشكالية محورية:

 

إلى أي مدى يمكن لأدب الطفل العربي أن يُسهم في ترسيخ الهوية اللغوية والثقافية وتعزيز الخيال والإبداع، في ظل التحديات التقنية والهيمنة الرقمية؟

 

وشخصت الباحثة قصور منظومة الإنتاج الأدبي المحلي عن مواكبة متطلبات العصر الرقمي، ما يُضعف الأثر الثقافي للمحتوى العربي الموجّه للأطفال.

 

ثلاثية التحليل: تحديات، فرص، واستراتيجيات

 

قسمت داري دراستها إلى ثلاث محاور متكاملة:

1. تحليل التحولات الرقمية من منظور اجتماعي وثقافي وتربوي.

2. تشخيص التحديات، مثل غياب التشريعات، فقر المحتوى، ضعف التوجيه الأسري، واتساع الفجوة الرقمية.

3. اقتراح استراتيجيات لبناء سياسات داعمة للطفل في الفضاء الرقمي، عبر تمكينه من أدوات التفاعل النقدي، وتعزيز المحتوى التربوي العربي.

 

من التنظير إلى التوصية: نحو فعل مؤثر

 

خلصت الدراسة إلى أن الطفل العربي بات جزءًا لا يتجزأ من بيئة رقمية مركّبة، لكنها لا توفر له الحماية الكافية. ومن أبرز توصياتها:

• سنّ تشريعات عربية موحّدة لحماية الطفل في البيئة الرقمية.

• دمج التربية الإعلامية والرقمية في المناهج الدراسية.

• تحفيز شراكات فاعلة بين الإعلام، والتربية، والتكنولوجيا.

• تمكين الطفل من المشاركة في تقييم المحتوى الرقمي الموجّه إليه.

• دعم البحث العلمي في قضايا الطفولة والإعلام الرقمي.

 

مشاركة فلسطينية لافتة في محفل علمي رفيع

 

تميّزت مشاركة  الأديبة وفاء داري ليس فقط بمكانتها كصوت فلسطيني أكاديمي، بل بطرحها لرؤية تجمع بين المنهج البحثي والتحليل الأدبي الثقافي، ما نال تقدير المشاركين من مختلف الدول العربية.

 

ختامًا

 

تُبرز هذه المشاركة أهمية إعادة التفكير في العلاقة بين الطفل العربي والميديا الرقمية، بما يضمن التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وصون الهوية الثقافية واللغوية. فالميديا، كما أكدت الباحثة، ليست مجرّد وسيلة ترفيه، بل وسيط ثقافي وتربوي قادر على تمكين الطفل من فهم ذاته وعالمه، وصقل وعيه، وتعزيز انتمائه في عالم سريع التحول.

 

مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *