قراءة تحليلية نقدية لرواية ماريو وأبو العباس للكاتبة ريم بسيوني..
بقلم الأستاذة/ شروق مجدي
7/11/2024
إهداء إلى التي حيرت رقتها كل القلوب، كلامها كالشهد، تبعث رسالة تقول:
” عيشوا في سلام لا فتن لا صراع لا حروب، تعلموا، لا تبكوا على اللبن المسكوب، لا تجرحوا القلوب فهي مثل الشمس تشرق في ليلة غروب”..
تأخذك كلماتها لعالم آخر تندمج مع صوت البحر، هذه هي ابنة مصر بنت الإسكندرية التي أبدعت في أعمالها وصورت تاريخ بلدها حديث وقديم: ريم بسيوني.
تسمع هدير البحر تقرأ الرواية تتأمل منظر المراكب تتخيل ماريو يقترب منك بطل بحار يخطف قلبك.
كانت ريم تحلم، وليتها لم تستيقظ من الحلم، لكن هنا السؤال، كانت ابنة كيريستين تتهم أمها بأنها تكلم الاشباح لماذا؟ ولو فكرنا في الإجابة فمن المحتمل لأنها كثيرًا ما كانت تتعبد في الكنيسة وتتواصل مع الله وتتواصل روحانيًا مع ماريو.
أجادت الكاتبة تصوير علاقة ماريو بأبو العباس في إطار جميل يمثل التعايش والود والعلاقة الحميمة. كما أنها صورت حب أبو العباس لمصر بوجه عام والإسكندرية بوجه خاص، وصبره وتحمله لكل الصعوبات والشقاء.
ذكرتني الأحداث بفيلم المصير باختلاف الأحداث نوعًا ما واختلاف النهاية. ولكن استوقفني سؤال: حكى ماريو مع صديق أبو العباس محمد البوصيري وسأل عبدالبارئ فلماذا لم يسأل الخضري عن سبب كرهه لأبو العباس؟وكيف يراه من وجهة نظره؟
وكما ذكرت سابقًا كان ماريو مجتهدًا، مثابرًا ،طموحًا، مكافحًا، نال أعلى المناصب وقد نجحت الكاتبة بجدارة في كشف أسرار الحكام وألاعيبهم الفاسدة، فنرى هذا حينما طلب الحاكم من ماريو الخرس والصمت التام. كما أبدعت في تصوير الصراع بين الأفكار بين التنوير والجهل وكإنها تريد أن تقول ما قاله الدكتور اسامة الشاذلي” إن التاريخ يعيد نفسه و نحن ننسى ولا نتعلم”، ولكن هنا نرى الناس لديهم استعداد للتغيير حتى الصبي الصغير الذي كان يطالبه جده بقتل أبو العباس حينما يكبر تحولت العلاقة بينهما إلى صداقة وأصبخ يحضر دروسه بالمسجد ويتعلم منه.
وهنا أجد الكاتبة ريم بسيوني قلبها ينبض بحب مصر كما يغلب عليها التأثر بالكتب التي قرئتها, وما درسته بالشعبة الأدبية منذ أن كانت طالبة بالثانوية العامة لكنها تميزت في هذا المجال من الكتابة.
من أهم المآخذ التي نأخدها عليها هو الإسهاب فلم لم تقسم الرواية لعدة فصول؟ لكني شعرت أني أشاهد عملًا دراميًا، فلم لا توضع تلك الروايات التاريخية المثيرة في مناهج الدراسة؛ كي يستفيد منها طلاب المدارس؟
في النهاية أقول إن قلمك كالنهر فياضًا كريمًا، تحياتي لكِ حبيبتي وحبيبة الاسكندرية دكتورة ريم.