
قصتي مع الحج: عطايا الله الجميلة تأتي فجأة
بقلم الأستاذة/ هبة عمران

قبل يوم عرفة العظيم بأيام معدودات ..
كانت الساعة واحدة بعد منتصف الليل، وأثناء حديثي مع أهلي هاتفيًا ،حيث كنت أعمل معلمة لغة إنجليزية في دولة قطر، وفجأة،دقت إحدى الوصيفات بابي!
قالت لي:
“الشيخة مريم كانت طالبة عندك في الثانوية العامة، والشيخة مش هتطلع الحج إلا بوجودك معها .”
والله إحساس لا يوصف…
ربنا اصطفاني! من غير ترتيب، من غير نقود، ومن غير أي مجهود مني. عرفت وقتها إني جئت إلى قطر لأن رب العزة أراد لي أن أكون في ضيافته.
حدث كل شيء بسرعة فائقة لم يستوعبها عقلي.
صوروني، أعطوني التطعيمات اللازمة، أعطوني تأشيرة الحج على جواز السفر في لحظات!
لم أصدق ما يحدث من حولي.. بكيت بكاءً شديدًا، وسجدت شكرًا لله.
“دي كانت أعظم هدية من ربنا “… وكنت بكلم أمي – الله يرحمها – وقتها، فقالت لي:
“إيه الدوشة اللي عندك؟!”
قلت لها:
“باركي لي يا ماما، أنا طالعة الحج!”
زميلاتي لما عرفوا، قعدوا يزغّردوا لي… وأنا لسه مش مصدقة إن ده بيحصل!”
سافرت في رحلة الحج مع سعادة الشيخ عبدالله الثاني – وزير الداخلية في قطر آنذاك – من مطاره الخاص، وركبنا طيارة خاصة، ونزلنا في مطار كبار الزوار في المملكة العربية السعودية.
كان هناك استقبال مهيب…
الكثير من الضباط والجنود افسحوا لنا الطريق للدخول إلى صحن الكعبة.
يسر لنا الله الطواف حول الكعبة المشرفة، سبحان الله العظيم.
أول ما رأيت الكعبة، بكيت من مهابة المنظر و روعة الاستقبال ، وقلت لحبيبي العلي القدير :
“ألهذه الدرجة تحبني؟ ألهذه الدرجة عاوزني عندك؟”
بكيت… وسجدت… وحمدت ربنا من قلبي ، فقد عوضني ربي ، وفتح لي باب رحمة فياضة لم يكن ليروادني حتى في أحلامي.
كنت أكد و أخلص العمل و النية بما يرضي الله، فرزقني الله بأعظم مكافأة من عنده.
اللهم عودة…
اللهم عودة…
اللهم لا تحرم مشتاقًا من زيارة بيتك الحرام.