“كبرياء على حافة الحنين”

صورة واتساب بتاريخ 1447 03 12 في 23.31.13 646e66ca Copy

“كبرياء على حافة الحنين”

بقلم الكاتبة/ ذكرى زيد- الأردن

صورة واتساب بتاريخ 1447 03 12 في 23.32.35 5650e7f8 Copy

علّمت نفسي أن أتماسك، أن أضع للحزن قناع الصمود، وأن أواجه الاشتياق بابتسامةٍ متعالية لا يقرأ خلفها أحدٌ سطوري المنكسرة. لم أُرِد أن أنحني أمام غيابٍ لم يختر لي البقاء، ولا أن أُظهر أنني أفتقد شيئًا مضى وكأنه أخذ جزءًا من روحي معه.

 

أنا التي تُجيد إخفاء الحنين خلف انشغالٍ مصطنع، والتي تتحدث عن الحياة وكأنها لا تنقصها يدٌ كانت تُمسك بها، ولا عينٌ كانت تعيد الطمأنينة لقلبها. كم أبرع في المكابرة! أقول لنفسي: “ما عاد يوجعني الغياب، وما عدت أفتش عن دفءٍ ضاع.” لكن ما إن يهدأ الليل حتى تفضحني رعشة الشوق، ويعلو في داخلي صوتٌ لا يهدأ.

 

أُقنع قلبي كل يوم أن الاشتياق ضعف، وأنني أكبر من أن أُهزم أمام ذكرى أو ملامح، لكنّي أكتشف أن الكبرياء ليس دواءً للحنين، بل غطاء هشٌّ يتشقق مع كل استدعاءٍ لوجهٍ أو صوتٍ أو تفاصيلٍ لم تمت بعد.

 

إنني أقاوم.. أقاوم بشدة أن أنحني أمام هذا الحنين الذي يسكنني كما يسكن المطرُ الغيم. أضع جدارًا بيني وبينه، وأخشى أن أستسلم للحظة وأهدم كل ما بنيته من صمتٍ وتجلّد.

 

لكن ما بين الصمود والانكسار، أظل متأرجحة.. كأنني أمشي على حافةٍ دقيقة، إن ملتُ قليلًا سقطت في هاوية الشوق، وإن تمسكتُ أكثر تألمت من ثقل ما أحمل.

 

أكابر، نعم..

لكنّي في أعماقي أعلم أن الكبرياء لا يُلغي الحنين، بل يجعله أعمق، أكثر خفاءً، وأكثر وجعًا.

 

وهنا، بين ما أُظهره وما أخفيه، تبقى الحكاية مفتوحة..

لا أعلم إن كنت سأنتصر على شوقي يومًا، أم أنني في النهاية سأسقط، وأسلم قلبي لما ظلّ يؤرقني كل هذا الوقت…

 

مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *