كتاب خليل المصري المؤرخ الموسيقي و الشاعر و الملحن الكبير
بقلم الأستاذة/ إيمان أحمد يوسف
اكتشفت أجدادي من خلال موقع الزعيم جمال عبد الناصر وأكملت المسيرة في كتاب خليل المصري المؤرخ الموسيقي والشاعر الكبير والملحن. صدر له كتابان: “ليالي المصري” و”ألحان المصري”. ضمن أعماله المميزة ٤ أغنيات من ألحانه عن ثورة ١٩٥٢، غناها كبار المطربين في ذلك الوقت. والكلمات متوفرة على موقع الزعيم على الإنترنت وأيضاً في مكتبة الإسكندرية العريقة. خلال هذه الأيام المباركة، توجد كلمات كل من تغنى بالثورة. وخليل المصري كان أول من أقام صالون أدبي وفني كان يحضره عمالقة الإبداع والفن في الإسكندرية والقاهرة. نصحه الكثيرون بالانتقال إلى القاهرة، وفعلًا انتقل بعد فترة هو وأخيه وأخته وأسرته إلى شارع النيل بحي العجوزة، بينما انتقل أخيه سعيد إلى شارع زكريا أحمد بشارع عماد الدين. ولخليل المصري شارع باسمه في مصطفى كامل برشدي.
أيضاً، ذكرت في الكتاب جدي سعيد المصري، مهندس الصوت المصاحب لسيدة الغناء كوكب الشرق أم كلثوم. كان يعمل في شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وله صور متعددة مع كبار المطربين. وكان أيضًا شريكًا للفنان المبدع محمد فوزي، وأسسوا شركة أسطوانات خاصة ولهما أغنية مشهورة أثارت الجدل بعنوان “مصطفى يا مصطفى”. بعد إذاعتها تم منعها بحجة أنها تتحدث عن مصطفى النحاس، ولاقت الأغنية كلمات جدي سعيد المصري وألحان الفنان القدير محمد فوزي شهرتها بعد ذلك في الأفلام وأصبحت عالمية لأنها ترجمت وغناها مطرب يوناني في ذلك الوقت.
كما كتبت في الكتاب عن جدي علي حسن طه، والد والدتي ، أول من حصل على توكيل شركة فورد للسيارات في مصر، وعن خالي حسن أنيس، مدير بنك القاهرة فرع البيطاش العجمي، الذي كان يعشق الموسيقى بحكم الجينات الوراثية، حيث كان عازفًا للكنترباس والكمان وكون فرقة موسيقية مع أصدقائه. ولكن بعد زواجه وعمله بالبنك، وقته أخذ همه وموهبته، وله كتاب بخط اليد لم يُنشر عن أزجاله وأسرته وموهبته.
وتناولت أيضًا سيرة جدتي وأمي وخالاتي ومهاراتهن في التريكو والتفصيل والطبخ. وكتبت عن جدتي التي كانت فخورة بابن خالتها من الضباط الأحرار في ثورة يوليو المجيدة، قائد أسراب الأستاذ حسن إبراهيم، نائب الرئيس العظيم جمال عبد الناصر. وكانت جدتي تحكي لنا عن الحرب العالمية وبعض المواقف، وعن بيتها العامر بالأهل والأقارب.
وفي الكتاب أيضًا سيرة ذاتية لتلميذ اكتشفه خليل المصري، وهو أستاذي الشاعر الكبير المبدع محمد مكي، الذي نشر في إحدى الصحف قصيدة بعنوان “يا بخت من حج وزارك”، فلحنها له وأذيعت في إذاعة الأغاني بالإذاعة المصرية. ودار يبحث عن صاحب الكلمات حتى وجدته. وكان هذا اللقاء والأغنية فاتحة خير على الشاعر محمد مكي، الذي استقبلني بعد سنوات من وفاة أستاذه بحفاوة في قصر ثقافة الحرية بشارع فؤاد. وكان معه أيضًا الشاعر الكبير المبدع أحمد السمرة، من الأصدقاء المقربين ومن رواد صالون خليل المصري بشارع عرفان بمحرم بك بالإسكندرية.
كان لخليل المصري أيادي بيضاء متعاونة لجميع أصدقائه في القاهرة، حيث فتح لهم أبواب الإذاعة. الحمد لله، سيرة الأجداد عامرة بالخيرات.