كنوز مدينة كانوب من المصوغات و الحُلي
بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور-كبير باحثين بدرجة مدير عام بوزارة السياحة والآثار-مصر
نقترب اليوم أكثر من الحياة اليومية لسكان مدينة كانوب الأثرية، لنرى جانبًا من جوانب حياتهم اليومية . و سنسلط الضوء على جانب مهم كان يتميز به سكان مدينه كانوب ألا وهو صياغة الذهب . تعود مدينة كانوب إلى القرن السابع قبل الميلاد أي عهد الأسرة السادسة والعشرين ومؤسسها بسماتيتك الأول. و قد عرف القدماءالمصريون معدن الذهب والتزين بالحلي منذ قديم الأزل، لذلك أسفرت الاكتشافات في كانوب عن قطع من الحلي والمصوغات الذهبية تتمثل في مجموعة من الخواتم والسلاسل بمختلف الأشكال والأحجام وبكميات كبيرة مما يؤكد وجود ورش لصناعة المصوغات والمشغولات الذهبية. و لم يقتصر التزين بالذهب على النساء فقط بل كان يتزين به الرجال والأطفال أيضًا.
وسوف نعطى أمثلة من اللقى الأثرية الذهبية التى عثر عليها بداخل مدينه كانوب ومنها علي سبيل المثال:
الأوجت أى العين الحارسة حيث كان يعتقد المصري القديم بأن عين الإله تحرسه من شرور الحياة عندما يلبس ويعلق هذا الأوجت (تميمة) ولايزال هذا المعتقد سائدًا حتى يومنا هذا فيما يسمى لدينا في مصر “ماشا الله”.
كما عثر على خواتم قد يظُن من الوهلة الأولى و من طريقة صناعتها بأنها تصميمات حديثة لأرقي بيوت صناعة الذهب في العالم، حيث أنها فائقة الدقة و مصنوعة من أسلاك ذهبيه دقيقة للغاية ، كما استخدمت أشكال على هيئة رؤوس حيوانات و أدخلت الأحجار الكريمة في صناعة المشغولات الذهبية ، واستمر استخدام المصوغات الذهبية وتطورت عندما دخل اليونان إلى كانوب و اندمجت الحضارتان المصرية والإغريقة وكذلك الفترة البيزنطيه المسيحية مما نتج عنه ظهور تفوق لا مثيل له في هذه الصناعة الرائعة.