لفتة إنسانية رائعة من بنت الموصل
بقلم الكاتبة الأستاذة/ نهى عاصم
في لفتة إنسانية رائعة، تفننت الخطاطة العراقية الموصلية جنة عدنان أحمد عزت والمقيمة في نيوزيلندا بلوحة كتبت فيها بخط يدها الآية الكريمة: “إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” على شكل خريطة السودان.
ولاقى هذا العمل استحسانًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، إذ قاموا بمشاركة الصورة على صفحاتهم تعبيرًا عن شكرهم لتعاطفها، وهذا إن دل فهو يدب على مدى وحدتنا العربية التي تعيش في وجدان الشعوب من العراق إلى موريتانيا..
وفي الرسالة التي وضعتها الخطاطة على الفيس بوك قالت:
جمهوري العزيز، السلام عليكم. الحمد لله بمشئته و عونهِ اولا، و مؤآزرتكم المتواصله لي، اعلن لكم أني قد انتهيت و اتممت مشروعيَ الكبير: خرائط الدول العربية. أرفق لكم آخر لوحة و هي خريطة السودان. بعد استشارتكم بالبداية لشكل الخريطة، و استلام عدّة مقترحات، توصلت أخيرا الى نقل الخريطة كاملة لتلك البقعة من العالم بما يتخللها من تباين سياسي يعكس من ضمنه جنوب السودان. انا كفنانة هدفي أن أنقل الموضوع و الحالة بكل صدقٍ و أمانة و بتجرد عن أي توجه فكري او سياسي. اختكم الخطاطة الموصلية جنة عدنان احمد عزت من المهجر نيوزلندا.
ولدت جنة عدنان احمد عزت في العراق – الموصل ـ1965ـ تعلمت الخط وهي في سن مبكرة جدا ً. برعاية خاصة من
والدها الأديب والشاعر عدنان احمد عزت. حتى أنها تكتب بكلتا يديها بنفس الاحترافية..
حصلت المبدعة على الإجازة في الخط من لدن الخطاط المصري عميد الخط العربي سيد إبراهيم. كما منحها الإجازة ذاتها الخطاط التركي العظيم حامد الامدي أيضا.ـ منحت العضوية الفخرية من قبل إدارة جمعية الخطاطين العراقيين عام 1975.. وكان عمرها، آنذاك،عشر سنوات.
أقامت معرضا ً شخصيا لأعمالها الفنية في دولة الإمارات العربية .. وشاركت في معارض أخرى منها معرض اسطنبول عام 1986.
صممت العديد من الطوابع وحصلت على المراكز الأولى في تصاميمها.
إنها حقًّا لفتة رائعة صادقة من فكر فنانة متفردة، فكَّ الله كرب أهل السودان الحبيب.
وجميل من المبدعة نهى عاصم أن تلفتنا لهذا الجمال.