ليلتنا عنب
بقلم الأستاذة/ هناء سليمان
في زمن ما ..قبل الألوميتال والمكيفات والموبايلات والعنب الصيني، كان أغسطس يعني زوجين يجلسان في الشرفة عصرا بعد القيلولة التي تلت لمّة الأسرة على الغداء.
هو بفانلته الحمالات البيضاء المخرّمة،هي بفستان البيت القطني؛ قطننا المصري طويل التيلة، بينهما مقعد خشبي مستدير – كرسي الحمام – عليه طبق من العنب البناتي الكهرماني وراديو ترانزيستور يعلن أن الدنيا تمشي بخفة ودلع أو يعلن أن لغتنا العربية يسرٌ لا عسر .
يتضاحكان – رغم الهموم – ويتباسطان، حين تسند خدّها على يدها؛ يبادرها: ” أوعي تحطي إيدك على خدك ولا تشيلي هم طول ما أنا عايش” فتردّ بخفر: حسك في الدنيا”.
لما لمح ابنهما الشاب يرتدي على رأسه شرابا ” فيليه ” ليُنيِّم شعره المنتفخ .. قال :” الواد ده مش حينفع طول ما انتِ مدلّعاه ” فترد باسمة : ” ياخويا ..ربنا يخليك لنا وتدلعنا كلنا “.
فيضحك من قلبه متسائلا: “وانتِ بقى حتدلعينا بإيه جنب الشاي؟”
كم شيئًا في هذا المشهد تفتقده الأسرة المصرية اليوم ؟