مسجد الشيخ إبراهيم باشا
بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور- كبير باحثين بدرجة مدير عام بوزارة السياحة والآثار- مصر
بعد ما عشنا أيام في غاية البهجة الروحية داخل ميدان المساجد بالإسكندرية، وأنتم ماشيين رايحيين ناحية شارع النصر تالت شارع بعد شارع السبع بنات على شمالك في منطقة الباب الأخضر حاتلاقوا شارع اسمه طلبة العلم ندخل فيه نعدي أول شارع يمين وعلى ناصية تاني شارع يمين إللي هو شارع “سوق المنجدين حاتلاقي مسجد هو ده مسجد الشيخ إبراهيم وده غير مسجد القائد إبراهيم اللى في محطة الرمل بمدينة الإسكندرية المصرية. اللي بنى المسجد ده شيخ من أصل مغربى وهو الشيخ إبراهيم باشا في عهد والي مصر محمد علي باشا سنة 1824م وبناه عشان يكون جامعة لعلوم الدين ، زي الأزهر في القاهرة
(والكلام ده نقلا عن السيد علي مبارك في كتابه الخطط التوفيقية).
تصميم المسجد على الطرازالعثماني ومبني على جدار سوق المغاربةالقديم.
والمسجد متكون من دورين وكان ملحق بيه 33 محل كانوا عبارة عن دكاكين تجارية حمام تركي مكان لتحفيظ القرآن الكريم وصهريج ميه (خزان ميه) ، وعيادة لعلاج المرضى ده غير سكن الطلبة المغتربين إللي كانوا بييجوا من كل الدنيا عشان يدرسوا فيه.
والشيخ إبراهيم باشا كان له قصة كده حصلت مع الوالي محمد علي باشا وهي إنه كان أفتى فتوى كانت سبب في غضب محمد علي باشا عليه والفتوى كانت إنه حرم على المسلمين إنهم ياكلوا من دبايح اليهود و المسيحيين وكان نتيجة غضب محمد علي باشا إنه حكم على الشيخ إبراهيم إنه يحول جزء من أملاكه في منطقة المنشية لأراضي يتبني عليها كنائس للجاليات الأجنبية والطوائف المسيحية واللي معروفة دلوقتي بميدان سانت كاترين المنشية الصغيرة واللي اتبنى فيها أكثر من 10 كنائس للطوائف المسيحية
الموقع =====
يقع المسجد بحي المنشية بمدينة الإسكندرية حيث تقع الجهة القبلية على شارع طلبة العلم ، والجهة البحرية على شارع جامع الشيخ ، والشرقية على سوق المنجدين ، الغربية على حارة المغاربة ، بناة الشيخ ابراهيم عام ١٢٤٠ هجرى ١٨٢٤ ميلادى ويعتبر من المساجد التي لا أضرحة بها ، دروس العلم لا تنقطع فهو فى الإسكندرية كالازهر في القاهرة ، وكان معهد ديني يدرس فية المذاهب الأربعة حتى عام ١٩٦٥ ميلادية انضم الى وزارة الاوقاف عام ١٩٦٠ ، وكان يسمى بالمعهد الأنور.
والشيخ إبراهيم أصله مغربي كان مدفون في جامع العمري ثم نقل جثمانه منذ سنوات إلى مقابر العمود بمنطقه كرموز هو وباقى اسرتة
وكانت بة مكتبة قيمة من كتب التراث نقلت الى مكتبة أبي العباس منذ حوالي عشر سنوات وقد شيد الشيخ ابراهيم مساجد أخرى مثل مسجدی اولاد الشيخ القديم والجديد في منطقة محرم بك وكذلك مسجد القروى الواقع على يمين مسجدنا هذا بمقدار ٥٠ متر في حارة المغاربة
تخطيط المسجد :-
يعتبر مسجد ابراهيم الشيخ من المساجد المعلقة حيث يقوم على عدد هائل من الدكاكين والمسجد بالدور الثاني المسجد بوجة عام مستطيل الشكل لة مباني ملحقة بة مثل المدرسة ، مساكن الطلبة المغتربين مكون من بيت الصلاة ، المجنبتان ، مؤخرة المسجد ، الصحن .
بيت الصلاة :-
مستطيل الشكل مكون من ثمان اعمدة من الرخام الأبيض الغليظ قوامة ، ذات قاعدة رخامية ، القاعدة تمثل أكثر من ثلث العمود نفسة وليس لة تاج بل تحمل الاعمدة العقود مباشرا ، العقود من الوع المدبب وبذلك ينقسم بيت الصلاة إلى ثلاثة اروقة عمودية على جدار القبلة ، الرواق الأوسط أكبر من الآخرين وخمسة اروقة موازية لجدار القبلة والرواق الاخير تعلوة سقيفة النساء وخصص هذا الجزء لصلاة النساء ويمكن الدخول اليها عن طريق مدخل على يسار الداخل يت الصلاة بمؤخرة المسجد
والسقيفة لها سياج من الخشب الخرط نفذ بطريقة العاشق والمعشوق ولبيت الصلاة ثلاث مداخل محورية ، مدخل يؤدى الى مؤخرة المسجد وثاني يؤدى الى المجنبة الشرقية والثالث على المجنبة الغربية كلاهما مفتوحان بالرواق الرابع ، وجدران بيت الصلاة تنقسم إلى جزءين السفلى من الرخام ويفتح بة عدد ستة نوافذ موزعة على الجدران الثلاثة والجزء العلوى من الرخام ايضا محلى بمسامير نحاسية ويبدو انة كان مزخرف ببلاطات من القاشاني والتي اندثرت بمرور الزمن
يتبقى منها سوى بعض البلاطات التي زخرف بها الضلعان الطويلان المستطيل بيت الصلاة بكلمة (الله)، وحجم الكتابة فيها لا يتعدى سوى ربع الجدار .
النوافذ :-
وفتحت بأعلى هذا الجدار نوافذ بسيطة وصغيرة اربعة نوافذ في كل ضلع من اضلاعة لبيت الصلاة .
السقف :-
غطى سقف المسجد كلة ببراطيم خشبية ، كالتي شوهدت بمسجدى الشوربجي وتربانة ولكن خلية من الزخارف والتي رأينا مثال لها في جامع تربانة
مؤخرة المسجد :-
يمكن الوصول إليه عن طريق مدخل بمؤخرة بيت الصلاة وهو مكون من اربعة اروقة موازية لجدار القبلة غير منتطم الاتساع ، وخمسة اروقة عمودية علية ، وبة أربعة عشر عامود من الرخام الأبيض الذي يقوم على قواعد مرتفعة تحمل عقود نصف دائرية فتحت نجمات سداسية مفرغة ، الرواق الرابع والأخير من مؤخر المسجد يطل على فناء عن طريق ثلاثة اعمدة تحمل عقدان مديبان ، والفناء مستطيل الشكل مكشوف ، ويوجد مخل اخر في مؤخر المسجد على يمين من نهاية الرواق الثالث وهي فتحة المدخل الرئيسية وعلى يسار الداخل بمؤخر المسجد وفي الرواق الأول بالتحديد توجد فتحة مدخل تؤدى الى المجنبة اليمني الجناح القبلة
المجنبة الجنوبية :-
تقع على الجدار الجنوبي الغربي عبارة عن رواقين عموديين على جدار القبلة ، يوجد صف مكون من خمسة اعمدة رخامية تحمل ستة عقود مدببة موازية لجدار القبلة ، اما الرواق الثالث جهة جارة المغاربة والعمودى على جدار القبلة ايضا والقائم فيما بين جدارين مصمتين عبارة عن دورين منها الدور الأول الذي كان يشغلة العلماء.
المجنبة الشمالية الشرقية :-
انفصلت عن المسجد تماما حيث اصبحت الآن مستوصف خيرى يخدم اهالي المنطقة ويمكن الوصول الية عن طريق مدخل يقع في منتصف المجنبة وعمودى عليها لة فتحتان ، واحدة من شارع سوق المنجدين والاخر لمؤخر المسجد وفي نهاية ممر هذة المجنبة توجد حجرة خصصت لرئيس المستوصف وامام المسجد لها مدخل يؤدى إلى الرواق الثاني من بيت الصلاة جهة القبلة
المدخل الرئيسي :-
المدخل مستطيل الشكل بداخلة عقد مدائني يقوم على عمود الرشيقان ومضلعان من الرخام ذات قواعد وتييجان ، ويزخرف فيما بين العقد والاطار المستطيل من اعلى زخرفة نباتية عبارة عن وردة تشبة عباد الشمس تقوم على ارضية من فروع نباتية وبداخل هذا العقد ، عقد آخر يعلوة فتحة المدخل تماما من النوع النصف دائرئ ولكن يكاد ان يكون مسطح يقوم على عمودان يشبها تلك السابقان بداخلة نافذة
مستطيلة وفيما بين العقد والمستطيل الذى يحيط بة توجد زخرفة من نوع الفسيفساء من الرخام تأخذ الالوان الاسود والوردى والرمادى ويحيط بالمدخل اطار رخامي مستطيل فتحت بأعلاها نوافذ بسيطة في شكلها ..
ملحقات المسجد :
المدرسة ، الميضأة ، الحمام )
تقع المدرسة والميضأة في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد وهي ملتصقة بجدار
المجنبة الجنوبية الغربية
وللمدرسة والميضأة مدخل واحد على شارع حارة المغاربة يسلم مشترك حيث يفصل بين المدرسة والميضأة ثم ينفصل الى سلمين مستقلين ينتهيان بفتحتان تؤديان الى المجنبة الجنوبية الغربية لتصل كلاهما المدرسة ، الميضأة ) بالمسجد السهولة قيام الاساتذة والطلبة بأداء فرائض الصلاة ، وعلى الرغم من انفصال السلم المشترك بينهما الا انة يبدو للرائى ان هذا المدخل بني خصيصا لخدمة المدرسة
المدرسة :-
تبلغ مساحتها ۷۰ متر مربع ، تخطيطها بسيط عبارة عن فناء مكشوف كبير محاط حديثا بسياج من صاج ، وثلاثة ممرات ضيقة فتحت بها حجرات للتدريس والمخازن وتخطيط المدرسة يشبه حرف ( U ) وسقف المدرسة كلة مغطى ببراطيم خشبية ومن خلال ممرلت المدرسة يمكن أن تطل على ميضأة المسجد
الميضأة:-
تبدو لنا صغيرة في مساحتها ، ولان المسجد من المعلقات فلقد قام البناء بتخطيط بة لمحة ذكاء الاتساع الميضأة استغل نصف المساحة الامامية المخصصة لملحقات المسجد ليكون بداية الميضأة والمساحة الخلفية للمدرسة بحيث يطل فناء المدرسة المكشوف على الميضأة .
المحراب :-
العناصر المعمارية
عبارة عن مستطيل بداخلة عقدان مديبان أحداهما بارز عن الآخر وهو الخارجي المحمول على عمودان من الرخام وحنية المحراب مقسمة الى ثلاثة اجزاء ، الجزء السفلى به تجديدات عبارة عن مضلع بة حلية زخرفية عبارة عن اعمدة بقواعد وتيجان تقوم على ارضية قديمة من البلاطات خزفية لزهرة تحيط بها اربعة افرع نباتية بداخلها زهور صغيرة الحجم والوان هذه البلاطات تشمل البرتقالي ، الأخضر الزيتوني وكلها تقوم على أرضيات بيضاء والجزء الأوسط مضلعات رخامية تطيلة ليست بارزة عبارة عن تسعة مضلعات ، يعلو ذلك جوفة المحراب وهي خشبي يصعد من خلالة الى اعلى المنبر عن طريق مصراعين خشبيين عليهم زخارف هندسية من تجمعات أطباق نجمية هندسية ، ودرجات المنبر سبعة ، واجهة المنبر العليا فوق المراعين عبارة عن ثلاثة أجزاء ، السفلى بها ثلاثة جامات اثنين صغيرين وبينهما جامة مستطيلة مكتوب عليهم كتابات تتضمن اسم صانعة ، سنة الصنع ، وبعض العبارات الدينية ، اما الاجنلب عبارة عن تجميعات خشبية من أطباق نجمية مطعمة بالصدف وتعشيقات خشبية بطريقة المفروكة وهي التي تزخرف سياج المنبر .
الأعمدة :-
اعمدة المسجد كلها من الرخام الأبيض لها قواعد رخامية ارتفاعها أكثر من ثلث العمود نفسة فليس لها تاج بل تحمل العقود على الاعمدة مباشرا وكل اعمدة المسجد المستخدمة في الاغراض الهندسية متشابهة اما الاعمدة المستخدمة في الأغراض الزخرفية فهي تتميز برشاقتها كما انها مضلعة ولونها الغالب في هذا المسجد هو اللون البني اما التيجان فهي بسيطة للغاية ولها قواعد من كتلة واحدة كبيرة بحيث تتناسب مع شكل الاعمدة الرشيقة ، والعقود المعمارية من النوع المدبب اما العقود الزخرفية فهي من النوع المدائني ثلاثي الفصوص
المداخل :-
وهما مدخلان رئيسيان ، احداهم يؤدى الى المدرسة ويفتح بالجهة القبلة للمسجد اما الثاني عبارة عن فتحة المدخل الرئيسية وهذ مكونة من (٢٤) درجة سلم وواجهة المدخل عبارة عن مستطيل بة مكسلتان مرتفعتان وفتحة المدخل مكونة من مصراعين من الخشب ثم يعلوها عقد مدائني محمول على عمودان رشيقان زخرفيان مضلعان يحصران بينهما عقد نصف دائرى محمول على عمودان يشبهان السابقان ، يعلو العقد المدائني جامة دائرية في منتصفها دروة مفصصة دقيقة الصنع من خمسة فصوص ثم يعلوذلك واجهة من البيلون ثم يعلو اطار من الشرافات وعلى المدخل لوحة تأسيسية نقش عليها اللاتي :-
مسجد المرحوم العلامة الشيخ ابراهيم .
باشا أقيمت فية الصلاة في اوائل محرم .
سنة ١٢٤٠ هجرى.
وهي لوحة من الرخام نفذت بأسلوب الحفر الغائر .
الأبواب الداخلية :-
يوجد ببيت الصلاة ثلاثة مداخل رئيسية ، مدخل على المجنبة الجنوبية ومدخل على المجنبة الشمالية الشرقية ومدخل اخر بمؤخرة بيت الصلاة الذي يقع على محور قبلة والمدخل يشبة من حيث الشكل مدخل مسجدى الشوربجي وتربانة ، تماما حيث مدخل مستطيل الشكل بداخلة عقد مدائني يقوم على عمودان رشيقان ومضلعان من الرخام تيجانهم بسيطة ولكن لهم قواعد من كتلة واحدة كبيرة بحيث تتناسب مع شكل الاعمدة الرشيقة ويزخرف فيما بين العقد والاطار المستطيل من أعلى زخرفة نباتية عبرة عن وردة تشبة عباد الشمس تقوم على ارضية من فروع نباتية وبداخل هذا العقد ،، عقد آخر نصف دائرى يقوم على عمودان يشبهان تلك السابقان بداخله فتحة نافذة مستطيلة وفيما بين العقد والمستطيل الذى يحيط بة توجد زخرفة من نوع فسيفساء الرخام يأخذ الوان الاسود ، ، الوردي ، ، الرمادي ، ، وفتحة المدخل لها اطار رخامي ابيض مستطيل فتحت بأعلاها نوافذ بسيطة في شكلها
المئذنة :-
تقع فوق سلم المدخل الرئيسي من الجهة الشمالية الشرقية وهي مكونة من أربعة طوابق ثم جوسق (المبخرة ).
والمئذنة كلها مغطاة بالجص وعليها حليات زخرفية عبارة عن أنصاف أعمدة أسطوانة وهي ضخمة.
وهكذا أخذنا جولة بهذا الصرح الديني التجاري الطبي السكني الاجتماعي والدراسى فى آن واحد لنستمتع بالإسكندرية الجميلة التى لا يعرفها إلا عاشقيها المخلصين ولكم منى المزيد إن شاء الله فى عشق الإسكندرية
