مسجد سيدي المنير

صورة واتساب بتاريخ 1447 02 14 في 00.52.09 0c3e3dd1

مسجد سيدي المنير

بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور- كبير باحثين بدرجة مدير عام- وزارة السياحة والآثار- مصر 

صورة واتساب بتاريخ 1446 11 03 في 16.23.05 d4164373


تزخر مدينة الإسكندرية بالعديد من المساجد والأضرحة التاريخية، التي تُعدّ وجهة يومية للزوار. وعلى الرغم من شهرة معظم هذه المعالم، إلا أن هناك أضرحة ومساجد أخرى لا تحظى بالقدر الكافي من التعريف، مثل ضريح سيدي المنير الواقع في منطقة سوق الجمعة.


من هو سيدي المنير؟


هو القاضي أبو العباس أحمد بن أبي القاسم ناصر الدين بن المنير، وُلد في الإسكندرية عام 620 هـ، وتوفي عام 683 هـ (1285م). لُقّب بـ”نائب الإسكندرية”، واشتهر بعلمه في الفقه والتدريس. كان فقيهاً مالكياً، وتلقى العلم عن والده وعن أستاذه سيدي أبي القاسم القباري.


نشأته ومسيرته


نشأ الإمام المنير في أسرة علمية مرموقة، كان من أبرز أفرادها أخوه زين الدين الفقيه، وابن أخيه الشيخ عبد الوهاب الواحد بن المنير. تولّى منصب قاضي الإسكندرية، ودرّس في جامع القباري، كما شغل منصب نيابة الحكم في الثغر، مما أكسبه لقب “النائب”. وقد جمع بين القضاء والفقه والإمامة والتدريس والخطابة، وكان ناظراً على الأوقاف والمساجد.


مؤلفاته البارزة


للإمام المنير عدد من المؤلفات القيمة، من أبرزها:


– البحر الكبير في نخب التفسير: وهو تفسير للقرآن الكريم.

– الضياء المتلألئ في تعقّب الأحياء للغزالي: وهو رد علمي على الإمام الغزالي في كتابه “إحياء علوم الدين”.

– مقامات القباري: وهو كتاب في سيرة أستاذه أبي القاسم القباري.


وقد أشاد به الإمام عز الدين بن عبد السلام قائلاً:

“تفتخر ديار مصر برجلين في طرفيها: ابن المنير في الإسكندرية، وابن دقيق العيد في قوص.”


مسجد سيدي المنير


يُعدّ مسجد سيدي المنير من أقدم وأجمل مساجد الإسكندرية، ويتميّز بمساحته الواسعة وتصميمه الداخلي الفريد. يضم المسجد أعمدة منسّقة، ورخاماً مميزاً، وجدراناً تحتوي على صفّين من الشبابيك: الصف الأول شبابيك خشبية مستطيلة الشكل، يعلو كل منها عقد مفصص، وتنتهي الجدران بعدد من “الشراريف” أو “العرائس” كما يُطلق عليها، وهي تمثّل هيئة المصلين في صلاتهم.


يطل المسجد على شارع المنير، وله باب آخر مصمّم على الطراز القديم، يعلوه عقد مفصص، ويُغلق بمزاليق خشبية. وعلى جانبي الباب الرئيسي توجد “مكسلتان” مخصصة لجلوس المصلين عند خروجهم من المسجد. كما يضم المسجد مئذنة على الطراز العثماني، وقبة نصف دائرية تضفي عليه طابعاً معمارياً مميزاً.


-في كل زاوية من زوايا الإسكندرية، قصة لا تنتهي، وحكاية تتجدد، ومسجد سيدي المنير خير شاهد على عمق تاريخ المدينة وثراء حضارتها.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *