*نَبض التراث في قلوب شباب مدرسة المورد*

صورة واتساب بتاريخ 1446 12 29 في 13.28.51 07339b39

نَبض التراث في قلوب شباب مدرسة المورد

بقلم الدكتورة/ بلسم القارح- السودان  

صورة واتساب بتاريخ 1446 11 03 في 19.22.57 4010973f


في صباحٍ مفعمٍ بالحنين والحب للوطن، حلّقت أرواحنا اليوم في سماء الذاكرة خلال فعاليةٍ ساحرة احتضنتها مدرسة المورد بعنوان: “رحلة عبر الزمن: متحفنا في مدرستنا.”

   بحضور دافئ وإبداعٍ نسائي ملهم، أبدعت الكنداكات: إنعام، منجدة، نعيمة، نسيبة، وبلسم، في رسم ملامح التاريخ، حيث قدّمن شرحًا تفصيليًا عن الحضارات السودانية، في عرضٍ حمل عبق الماضي ونبض الحاضر، مزج بين التوثيق والحكاية، وبين المعرفة والدهشة.

  ولإشعال الحماس في عيون الطلاب، تم توزيعهم على خمس مجموعات، فدبت الحياة في أروقة المدرسة، وتحوّلت القاعات إلى ساحات اكتشاف وتفاعل. أما الأستاذة نعمة، فقد أبهرت الجميع بعرضٍ بصري بديع عبر تقنية  PowerPoint، استعرضت فيه جميع الحضارات السودانية والمتاحف، برؤية شاملة ولمسة فنية ناعمة..

  وجاءت اللحظة الأجمل حين طُرحت أسئلة ثقافية على الطلاب، فتدفقت الإجابات كجدول صافٍ يعكس عمق الفهم وروعة التلقي. تفاعلهم لم يكن مجرد ردود، بل كان انغماسًا وجدانيًا في التاريخ، وكأن كل طفل استدعى ذاكرة الأجداد في قلبه.

ثم لحظة حب خالص للتراث… حين طُرح السؤال التفاعلي: “لماذا أحب تراثي؟”  

كتب الأبطال حماّة التراث إجاباتهم الصغيرة على أوراق ملونة، علقوها على لوحة ورقية بيضاء، فتحولت إلى لوحة نابضة بالمحبة… ألوانها كلمات من القلب، ورائحتها عطر الوطن، فكان لكل ورقة بصمة عشق ولون شوق، تتنفس حب السودان..

  وفي مشهد لن يُنسى، اجتمع الحضور — من أساتذة وطالبات وطلاب، وحتى فريقنا الأثري — ليضعوا بصماتهم على لوحة الحب للوطن. تزاحمت الأيادي، وتداخلت الألوان، فصارت البصمات قصيدة مصوّرة عنوانها: “هنا نحب السودان .

  ولأن اللحظات الجميلة تستحق أن تُخلّد، كان التوثيق بعدسة مبدعة التقطت النبض قبل الصورة، والروح قبل المشهد… بعدسة الأستاذ قاسم ناصر، رئيس قسم التصوير بهيئة الآثار والمتاحف، الذي وثّق اليوم بكل شغف، ليبقى شاهدًا على نبض الجمال وانتصار الذاكرة.

  وفي مسك الختام، جاء العرض المسرحي الصغير “التماثيل تتكلم”، من تأليف وإخراج الدكتورة بلسم، وأداء ساحر لطالبات المدرسة. حكي العرض بلغة الرموز وصمت الحجارة عن كنوزنا المنسية، حتى نطقت التماثيل بصوت الأمل، وأحيا المسرح ذاكرتنا.

   واختتم اليوم بنشيد الوطن، ارتفع الصوت واحدًا، واختلطت دموع الفخر بابتسامات الولاء… فغنّى الجميع، كبارًا وصغارًا، للحب الأكبر: السودان..


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *