
يا آباء أمتي.. احترسوا هذا العدو الصامت في أحضان أطفالكم..
بقلم الكاتبة/ نهى عاصم

تغيرت الطفلة ذات السبع سنوات كثيرًا منذ اشترى لها والدها آي باد بعد ولادة الأم وانشغالها بطفل لا ينام ليلًا أو نهارًا..
كانت الأم تدخل للاطمئنان عليها لتجدها محتضنة الجهاز وهي نائمة، تبتسم وتنزعه من أحضانها وتخرج ولا تفكر أن تنظر فيم تلعبه هذه الطفلة..
كان يعود الأب مهمومًا من العمل يحمل أعباءه المالية معه إلى المنزل ويعمل أونلاين في فترة ما بعد العمل، وكلما حاولت الطفلة الجلوس في حضنه مثلما اعتادت يطلب منها الجلوس هادئة بجهازها إلى جواره، وأيضًا لم يحاول مرة واحدة أن ينظر على ألعابها الإليكترونية..
وفي خلال أسابيع قليلة قليلة بدأت الطفلة في الابتعاد عن والدها، ورفض الجلوس معه في أي مكان، بل وأصبحت تلزم غرفة الأم والطفل وتبكي كلما حاولوا إخراجها من الغرفة..
اعتقدت الأم أن هذه مشاعر غيرة من الطفلة وحاولت الاهتمام بها أكثر، ولكن الطفلة الهادئة تحولت إلى طفلة عصبية كثيرة الصراخ قليلة النوم، تتجنب والدها كلما حاول للاهتمام بها بل وتبكي بفزع كلما اقترب منها..
حتى جاء يوم المفاجأة حينما أجبرها والدها على الجلوس إلى جواره، جرت لتختبىء خلف والدها متهمة إياه أنه سيتزوج بعمو علي صديقه ويطردها في الشارع هي وأمها والطفل الجديد..
صدم الأب وأخذت الأم في البكاء ومحاولة فهم الحكاية، لتعترف الطفلة أن والدها سيفعل مثلما ترى في إعلان لعبها الإليكترونية، وإن الأب الشرير في اللعبة يشبه والدها كثيرًا ولابد أنه سيفعل مثله ويطردهم ليعانوا ويلات الشوارع..
بهت الأب حينما شاهد الإعلان لم فيه من مشاهد للشذوذ الجنسي والعنف الأسري، وشعر بأنه سبب رئيس فينا حدث بسبب هذا الجهاز الملعون..
هل انتهت القصة هنا؟ للأسف بدأت طفلة في السابعة في جلسات علاج نفسيي هي والأسرة من أجل اقناعها أن الشر الموجود بلوح إليكتروني لن يصيب أسرتها، وعليها الابتعاد عنه وممارسة الأنشطة الجماعية من رياضة ورسم وغيرهما..
يا أباء بلادنا العربية.. احترسوا نحن ندمر أطفالنا وجيل بأسره بألعاب تلهيهم عنا وبتعريفهم على مشاهد ومصطلحات بعيدة عن تعاليم ديننا..