ذاكرة عين

صورة واتساب بتاريخ 1446 11 23 في 19.06.51 531d2820

ذاكرة عين

بقلم الكاتبة/ لينة مصطفى 

صورة واتساب بتاريخ 1446 11 23 في 19.06.33 61c60702

جلس رامي في الاجتماع بتركيز، يتأمل ما حوله بكثير من الرضا. يعمل في هذه الشركة منذ فترة ولم يتخيل أن يشعر بالامتنان لحضور اجتماعات طالما اعتبرها مملة. أرجع الكرسي إلى الخلف قليلا وأغمض عينيه لحظة. فتح عينيه، وإذا به يقف في أرض واسعة، والخراب في كل مكان. الحرارة خانقة وبعض الأشجار البعيدة تحترق. أصاب رامي الرعب، فأغلق عينيه بقوة وفتحهما فوجد أنه في الاجتماع؛ شعر بالحيرة وظن أنه ربما قد غفا. تأكد أنه لم يغف عندما نظر إلى

ساعته. أحلام يقظة أو خيالات، “ربما” قال لنفسه.

انتهى الاجتماع وعاد الجميع لمتابعة العمل. في آخر اليوم اتصل أصدقاء رامي يدعونه لقضاء الوقت معا، فطلب رامي أن يلتقوا في مكان مفتوح قريب من البحر، طالما كان البحر مكانه المفضل. وهكذا اجتمعوا يستمتعون بنسمات الخريف اللطيفة ويسمعون أمواج البحر بوضوح. ومن حين لآخر يتحدث رامي عن شيء وكأنه يراه للمرة الأولى، أشياء نراها كل يوم بالكاد نلاحظها، كابتسامة طفلة جميلة، زهور زكية الرائحة مرتبة بتناسق، لوحة مبهجة ألوانها. اعتاد رفاق رامي على هذه العادة الجديدة وإن لم يمنعهم هذا من التهكم عليه من حين لآخر. تناولوا الطعام وأمضوا وقتا طيبًا ثم عادوا إلى منازلهم.

عاد رامي إلى المنزل لوحدته بعد وفاة والديه، واستعد للنوم. ينبغي أن يحافظ على نشاطه فغدا يوم جديد.

استيقظ رامي من النوم على إحساس خانق بالحرارة. فتح عينيه، لقد عاد لذلك المكان ثانية. أرض واسعة، حرارة شديدة، وأشجار تحترق. تلفت حوله فرأى منزلا بدا له مألوفا. اقترب ببطء غير متأكد مما يحدث. دخل المنزل، فوجد طفلين صغيرين ساكنين يستندان إلى بعضهما البعض. شيء ما يقول له أنه يعرفهما. انقبض قلبه وهو يقترب حيث بدا الطفلان شاحبين. تراجع رامي في ذعر حين سقط أحد الطفلين بغتة، فاصطدم بحائط وسقط أرضا. انتفض رامي مذعورا وفتح عينيه، فإذا به راقد في سريره يتصبب عرقًا.

هدأ قليلا وقال لنفسه: لقد كان حلم ًما! لكنه بدا حقيقيا جدا. تُرى ما هذا المكان؟ ومن هؤلاء الأطفال؟ قام ليشرب الماء ويتفقد الوقت. إنها الواحدة بعد منتصف الليل. عاد للسرير يبحث عن النوم مجددًا لكنه ظل مشغولًا بهذا الحلم الغريب! كان حقيقيًا جدًا، ومليئًا بمشاعر قوية. كيف يعرف مكانًا ما وهو لم يره من قبل! ومن هؤلاء الأطفال وكيف بدوا مألوفين له!

أمضى وقتًا حتى عاوده النوم واستيقظ بصعوبة في الصباح، لكنه نفض الكسل وقام يمارس عاداته بهمة.

أسرع إلى العمل يحاول أن ينسى الأحلام الغريبة التي راودته. مضى اليوم بهدوء، ومن بعده عدة أيام عادية أخرى، حتى جاءت إجازة نهاية الأسبوع. قرر رامي ورفاقه الخروج في رحلة صيد للسمك. استأجروا قاربًا وخرجوا إلى البحر يطلبون صيدًا ومرحًا. مضى معظم النهار. استلقى رامي على ظهر المركب يطلب الراحة، أغمض عينيه، ثم تعجب أنه يسمع صوت تلفاز ففتح عينيه، وإذا به في ذلك البيت ثانية! كان الطفلان هذه المرة مستيقظين يلهوان، وهو يشاهد التلفاز.

وفجأة انقطع البث لتظهر مذيعة الأخبار، يعلو وجهها آثار الخوف. وقبل أن يفكر مليا وجد نفسه يسمع:

“في آخر تطورات النيزك يتوقع العلماء الاصطدام خلال 24 ساعة، حيث لم يتوصلوا حتى هذه اللحظة إلى طريقة لتغيير مساره وتفادي الاصطدام. وتشير التوقعات لدمار كبير سيحدث في بقاع متعددة نتيجة تحطم النيزك. نرجو من الجميع اللجوء إلى مناطق تحت الأرض فربما ساعد ذلك على النجاة”.

انتهت المذيعة من الخبر لتتم إعادته ثانية. قام رامي وأمسك الطفل الكبير وسأله:

– عذرًا، أين أنا؟ أجاب الطفل:

– أبي!  (تراجع رامي مندهشا):


– أبوك؟! ابتسم الطفل:

– هل هذه لعبة جديدة تلعبها معنا؟ وأخذ يضحك هو وأخته. جاءت امرأة من الداخل وقالت في توتر:

– ماذا سنفعل الآن؟ 24 ساعة على الاصطدام!! هل لديك خطة؟

في حيرة قال:

– ماذا سنفعل في ماذا؟ قالت:

– ما بك؟ ألم تسمع؟ ألا تصدق ما سيحدث؟ لا أريد أن نموت في هذا الاصطدام. عليك ان تجد حلًا ما. في صمت وحيرة ينظر للمرأة. استفزها صمته فصرخت:

– سيتدمر كل شيء وسنموت! ما هذا الهدوء أمام هذه المصيبة؟ يا إلهي ماذا سنفعل.

 انهارت أرضا بينما أغلق رامي عينيه يحاول استيعاب ما يحدث. فتح عينيه على صوت وائل يوقظه:

– ما بك يا رامي تبدو شاحبا، هل انت بخير؟ الآن عاد إلى المركب مرة أخرى! 

رامي:

– هناك حلم يراودني منذ عدة أيام، كأنه مشاهد فيلم بغير ترتيب، لا أعرف ما هذا! إنه ُحلم مزعج للغاية. وائل:

– ربما تحتاج لمزيد من الراحة والنوم بعمق. قال رامي وهو ينظر للبحر:

– ربما!

في الأيام التالية تكررت مشاهد مختلفة من (الحلم)، وفهم منها أنه زوج تلك المرأة ووالد الطفلين. تتعرض الأرض لحرارة عالية وبسببها تحترق بعض المنازل والمزارع، والتي يسببها اقتراب النيزك الذي يكاد أن يصطدم بهم! وعليه أن يحمي عائلته. العجيب أنه يُفيق من الحلم بمشاعر حقيقية تجاه ما يحدث! هذان طفلاه وهذه زوجته، يشعر بالخطر يقترب،

وبالدافع لحماية نفسه وأسرته! هل فقدت عقلي! يتساءل رامي بعدما أخبر صديقه عن أحلامه. وائل:

– لماذا لا تستشير طبيب المخ والأعصاب؟ ربما هناك شيء سببه ذلك الحادث يؤثر على أحلامك ! سكت قليلا، ثم تحمس وأمسك الهاتف، “نعم” سأذهب للطبيب ربما يساعدني.

عندما ذهب رامي للطبيب وحكى له عن أحلامه، طلب الطبيب عمل أشعات على المخ ليطمئن على استقرار أموره. بعد الأشعات قال الطبيب:

– كل الأشعات جيدة، تبدو بصحة ممتازة يا أستاذ رامي. رامي:

– والأحلام يا دكتور؟ – ربما عقلك الباطن يصور لك أمورا خطيرة شبيهة المشاعر بما مررت به في الحادث، أو ربما هي رغبتك في

وجود أسرة وونس، الحقيقة لا أعلم، لا أحد تمكن من سبر أغوار مخ الانسان كاملا حتى يومنا هذا. قد تنتهي هذه الأحلام مع الوقت.

شكر الطبيب وصافحه واتجه إلى الباب. ناداه الطبيب قبل أن يُغلق الباب: – أستاذ رامي، اذهب لطبيب العيون للاطمئنان، بالتوفيق.

رامي: – بالطبع سأفعل، أشكرك.

مضى رامي متأرجحًا بين مشاعر الراحة أن عقله سليم، وبين هذه الأحلام التي تقض مضجعه كلما جاءت، وهي لا تأتي في وقت

 أو أيام بعينها، لكنها تأتي في أي وقت وأي يوم، كأنها ذكريات تهبط فجأة .

ذهب رامي كما نصحه طبيب المخ والأعصاب لزيارة طبيب العيون، وهناك طمأنه الطبيب أن عينيه سليمتان تعملان بكفاءة.

الطبيب: – وكأنهما عيناك لا اختلاف عنهما

رامي:

– الحمد لله، منذ ذلك الحادث المريع وأنا أحافظ على صحتي وآخذ الأمر على محمل الجد، والحقيقة أيها الطبيب فإنني أقدر حقا تلك الزراعة الناجحة التي أعادت لي نعمة البصر. صحيح أنها كانت مدة قصيرة بين الحادث وعملية زراعة عيني المتبرع لي؛ إلا أنها مدة كافية حتى أشعر بنعمة البصر. الحمد لله وشكرا لكل ما قدمته لي.

– هذا واجبي يا رامي، أنا طبيب وكذلك صديق لوالدك فأنت ابني بطريقة ما، وإن لم أساعدك فقد خنت مهنتي وأبوتي.

فجأة وبدون تفكير سأل رامي: – هل تعرف من تبرع لي بعينيه يا دكتور؟ هل له أسرة أستطيع أن أشكرها؟

قال الطبيب بعد فترة صمت قصيرة:

– لا أدري إن كان له أقارب يا رامي ولكن هي فكرة غير مستحبة، أن تذهب لأقاربه تشكرهم على موته! – هل بإمكانك أن تُعطيني اسمه على أي حال؟

أعطاه الطبيب اسم المتبرع وطلب منه ألا يفكر في الأمر كثيرا، إذ أن وفاة المتبرع كانت طبيعية وقد طلب التبرع بأي جزء سليم من جسده وكان نصيبك عيناه. احمد الله وادع لهذا الرجل وكفى.

رأى رامي أن كلام الطبيب صحيح. حتى لو عرف العنوان هل سيذهب ليطرق الباب فتفتح له زوجته أو أبناؤه فيقول لهم شكرا لموت والدكم لأنني أخذت عينيه! مع هذا بحث عن الرجل، وظل يطلب أي معلومات تدل عليه، حتى اهتدى إلى عنوانه. وضع العنوان فوق المكتب ينظر إليه من حين لآخر، مرت عدة أيام وهو ينظر إلى العنوان كلما جلس إلى المكتب أو مر به، لا يعرف أيذهب أم لا.

في الصباح جلس يفطر، قام من الطاولة يفتح الميكرويف، التفت ليعود إلى مكانه فإذا به يعود إلى ذلك المنزل، الطفلان ُملقيان على الأرض وقد فارقا الحياة.

زوجته منهارة بجانب الطفلين تبكي وتصرخ: – كنا سنرحل اليوم، كنا سنرحل اليوم لماذا تتركونني وحدي يا صغاري لماذا لماذاااا؟!

ورغم حزنه وألمه على رحيل صغاره وجد نفسه ينحني باتجاه زوجته ويقول لها: – هيا بنا، لم يعد هناك وقت، لنرحل من هنا قبل أن نموت أيضا!

قالت زوجته بانهيار: – وماذا سنفعل إن رحلنا ونجونا؟! كيف سنعيش بعد رحيلهما؟ وكيف سأتابع حياتي من دونهما؟!

ثم شرعت في البكاء والصراخ مرة أخرى. ساعدها رامي على الوقوف وسارع بها خارج المنزل وتابع المشي وهي تصرخ باسمي طفليهما دون انقطاع، وفجأة

دوى صوت انفجار فسقطا أرضًا.

بدرت صرخة ألم ومفاجأة من رامي الذي أوقع بعض القهوة الساخنة على يديه فاحترقتا. لقد عاد إلى واقعه، إلى مطبخه، واقفا أمام طاولة الإفطار كما كان، الاختلاف هو الدموع التي تبلل وجهه، مسح الدموع، ثم قام ليأخذ حماما دافئا لتهدأ أعصابه وتستقر بعد هذا الحلم المؤلم! لقد مات طفلاه في الحلم، لكنه يتألم حقا. بعد أن انتهى، اتصل بالمكتب وطلب عطلة

لليوم فلم يكن يشعر أنه على ما يرام.

جلس في المنزل قلي ًلا، محاو ًلا النوم بلا جدوى، جلس على المكتب فرأى عنوان المتبرع، قام مرة أخرى لتأدية بعض الأعمال في المنزل ثم حاول النوم ثانيًة، وفي نهاية الأمر خرج وقد قرر الذهاب إلى منطقة سكن الرجل وهناك سيقرر الخطوة التالية.

وصل إلى المكان، منطقة متوسطة غير بعيدة عن منزله، ودخل العمارة بتردد فوجد رجل الأمن جالسا على الكرسي، فسأله عن الرجل أو أحد من عائلته؟

أجابه رجل الأمن:

– الأستاذ توفي منذ ما يقارب السنة، وزوجته ماتت قبله بعدة سنوات. سننتظر شهرا آخر ثم نقوم بإلقاء أغراضه حتى نعرض الشقة للإيجار مرة أخرى. لماذا تسأل عنه؟

كذب رامي قائلَا:

– إنه من أقارب والدتي، وقد مررت بالمنطقة ففكرت أن أسأل عنه، هل بإمكاني مشاهدة المنزل ربما احتفظت بذكرى منه قبل أن تتخلصوا من حاجياته؟

نظر له رجل الأمن وهو يفكر ثم قال: – حسنًا في جميع الأحوال ستُلقى هذه الأشياء في الشارع قريبًا، فلا يضر إن أردت الاحتفاظ بذكرى من الفقيد.

اصطحبه إلى شقة بالدور الرابع وفتح له الباب ثم تركه ليتابع مهامه. دخل رامي البيت، بدأ يتجول فيه. منزل متواضع الأثاث وإن بدا مرتبًا. غرفتان إحداهما مؤثثة والأخرى فارغة، منزل عادي للغاية.

وجد بعض الصور معلقة على الثلاجة فاقترب منها ليرى الرجل الذي تبرع له بعينيه. وكانت صدمته أن تعرف على وجه الزوجة! إنها نفس المرأة! زوجته في الحلم! كيف؟ كيف يراها بهذا الوضوح وهذه التفاصيل وهو لم يرها من قبل!

ابتعد رامي عن الصور في ضيق وبدا له أن زيارة منزل المتبرع كانت فكرة سيئة للغاية. اتجه نحو الباب للخروج. لفت انتباهه مكتب صغير فاقترب منه يتفحصه. أخذ يفتح الأدراج بسرعة حتى يرحل. في الدرج الأول وجد مفتاحا استخدمه ليفتح الدرج الأخير. كان الدرج خاليا إلا من رسالة مكتوب فيها “يفتح بعد موتي”.

بدون تفكير أخذ رامي الرسالة وعاد إلى الثلاجة فأخذ الصور ودسها في جيبه وغادر. طلب من الأمن أن يُبلغه قبل أن يتخلصوا من الأغراض، ثم أغدق عليه بالمال لقاء مساعدته.

عاد رامي إلى المنزل سريعا، فتح الظرف ووجد بداخله رسالة وصورا مختلفة للرجل وزوجته وطفليه. إذن هذان هما الطفلان، وها هي الزوجة التي يراهما في الحلم.

أمسك بالرسالة، فتحها وبدأ يقرأ .. عزيزي قارئ الرسالة،

لا أعرف من سيقرأ كلماتي، ولكني أشكرك للقراءة.

ماتت زوجتي منذ سنوات، وقبلها طفلاي.

لقد عشت في نعم كثيرة ومررت بمحن كثيرة، أصعبها أن أودع صغيري، ومنزلي، وكوكبنا الصغير!

نعم أنا وزوجتي لسنا من كوكب الأرض. هناك عدد قليل منا نحن الناجين من الكوكب الصغير بعد كارثة تحطم النيزك وما عانيناه قبل الاصطدام.

الكثير لم يحتملوا الحرارة العالية فاستسلموا للموت، وكان منهم طفلاي الجميلان اللذان فجعت في وفاتهما. أخيرا عدت إلى منزلي ومعي خطة النجاة، حجز تذاكر في سفينة فضاء ضمن عدة سفن مغادرة إلى كوكب الأرض القريب منا والشبيه بظروف العيش هنا على كوكبنا.

دخلت المنزل وإذا بزوجتي منهارة لرحيل الصغيرين. لم أترك نفسي للحزن وأخذتها بسرعة لأنجو بما تبقى من أسرتنا! هل كان قرار الرحيل حكيما أم كان علي أن أستسلم لنلقى حتفنا مع صغيرينا؟! حتى يوم وفاتي، لن تفارقني صورتهما، لن يفارقني الحزن على تركهما. ودعنا حياتنا ورأينا الكوكب يتلاشى وقلة ناجية تتجه نحو المجهول، تفرق الجمع القليل الذي نجا في أنحاء الأرض ولم

نبق على اتصال. ربما أردنا الاندماج والنسيان لنتمكن من البدء من جديد.

كانت الأرض وطنا ثانيا لنا. أمضينا سنين صعبة حتى استقرت حياتنا وبدأت تمر علينا بعض الذكريات السعيدة.

لم أستطع أن أفكر في شكر أكبر من أن أتبرع بالسليم من أعضائي حتى يستفيد بها شخص غيري. رحلت الآن لأنضم إلى زوجتي وطفلي.

شكرا لقراءتك رسالتي أ ًيا كنت وأتمنى لك حياة سعيدة. المخلص لكوكب الأرض.

أعاد الرسالة إلى الظرف ومعها الصور ثم همس قائلا:

الآن ظهرت حقيقة الأحلام التي تراودني، وفهمت لماذا هي حقيقية. عيناي الجديدتان تبصران حياة صاحبها، تنقلني إلى بعض المشاهد من حياته، ربما اللحظات الأكثر إيلاما التي لم يتخطها المتبرع قط.

نم قريرا يا سيدي وسأعتني بعينيك، وأقدر نعمة الحياة كما قدرتها أنت.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *