
حينما تتجلى الإسكندرية بطلًا رئيسًا في الأعمال الأدبية ..
للكاتبة : نهى عاصم

“إسكندرية أحسن ناس
عالبحر ماشيه تتمختر
من سيدي بشر لأبو العباس
أيوه يا عالم عالمنظر
أييوه يا عالم ع المينا
والشوق بيتمرجح بينا
وتولتوميت الف سفينة
ع البحر ماشية بتزمر
يا نقرزان حى الجدعان
حى العرايس و العرسان
محروسة م الإنس و م الجان
يا حلوه يا أم التوب الأخضر “
هكذا شدت داليدا عن الإسكندرية بإحدى عبقريات صلاح جاهين: “أحسن ناس”
كما غني لها العديد أغنيات حنين وحب مثل أغنية بين شطين وميه لمحمد قنديل، وكتب عنها كثير من الأدباء والأديبات المصريين مثل نجيب محفوظ أديب نوبل والذي كان يعشق قضاء الصيف بأكمله فيها وكتب عنها روايته الشهيرة ميرامار، وغيرها.
قال نجيب محفوظ عنها:
“الإسكندرية أخيرًا. الإسكندرية قطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع. العمارة الضخمة الشاهقة تطالعك كوجه قديم، يستقر في ذاكرتك فأنت تعرفه ولكنه ينظر إلى لا شيء في لا مبالاة فلا يعرفك، كلحت الجدران المقشرة من طول ما استكنت بها الرطوبة”.
كما كتب عنها الرائع إبراهيم عبد المجيد ثلاثية لا أحد ينام في الإسكندرية متذكرًا سؤالاً وجه إليه مرة وهو يقف على حافة مدينة تطل على المحيط الأطلنطي عن الفرق بينها وبين الإسكندرية، فقال للسائل “إن الفرق كبير فالإسكندرية مدينة مليئة بالثقة كونها على البحر المتوسط الغني بالحضارات والثقافات، بينما مدن المحيط يلفها الغموض”.
وكتب عنها الأديب اليوناني هاري تزالاس والذي ولد ونشأ فيها فيقول عن بحرها:
“إذ يقول عن بحر الإسكندرية بصورة رومانسية حالمة:
”لكن البحر لم يزل على حاله، لم يزل كما كان آنذاك؛ لذا فإني أعشق البحر؛ فهو لا يتغير أبدًا؛ تتلألأ أمواجه الآتية من الشمال عندما تلمس الصخور الأثيلة، وتجيء وتغدو على الدوام- على نحو ما كانت تفعل حين كنت أرمقها في صغري- ولن تبرح أن تفعل الشيء ذاته غدًا”..
سبعة أيام في فندق سيسل ترجمة غادة جاد
كما كتبت اليونانية چولي هيل والتي ولدت أيضًا ونشأت في الإسكندرية، تقول:
“أن الأسكندرية لم تكن قط بوتقة إنصهار على نحو ما حدث في أمريكا، بل ظلت لوحة فسيفساء من البشر”.
في شمس الأصيل: إسكندريتي
لنفس المترجمة
كذلك كان للإسكندرية نصيبًا في جعبة الشعراء فها هو داريل يكتب رباعيته عنها وها هو أمير الشعراء أحمد شوقي يكتب عن تاريخ الإسكندرية العريق، وكيف أنها على طول تاريخها مدينة الأدباء والفنانين ومقصد الشعراء والمبدعين، فيقول:شــــاد (إســـــكندر) لمصـــــر بنــــــــاءً لم تشـــــده المــــــــلوك والأمـــــــــــراءبلــــــــــد يرحـــــــــــل الأنــــــــــام إليــــــــــــه ويحـــــــج الطــــــــــــلاب والحكمـــــــــــــاء
وللإسكندرية أماكنها الجميلة ومزارتها السياحية بداية من أبي قير وانتهاء بقلعة قايتباي وما بينهما من عدة أماكن عشنا فيها أجمل لحظات العمر مثل شاطئ ستانلي والكبائن التي كانت مصيفًا لنا لعدة عقود قديمًا
وبالحديث عن ستانلي لابد وأن نعود إلى مسرواية عمرو عافية
“بعد أن يسدل الستار”
والتي دارت أغلب أحداثها، على بيت على الجانب الرملي من ستانلي كما يقول الكاتب حيث تعي أسرة عاكف صاحب الفرقة المسرحية المسماة باسمه..
شاطيء تجلى للقاريء كبطل رئيسي من أبطال الرواية مثلما تجلت الإسكندرية لدى الكاتب وغيره من الكتاب..
مع الأسرة عشت أحداث الحكاية حتى أنني سألت عمرو عدة مرات عن مكان هذا البيت، وتخيلته كثيرًا على شاطىء ستانلي، ويتجلى عشق عمرو لاسكندريتنا الحبيبة على لسان أحد أبطاله حينما يقول:
إذن هذه هي الإسكندرية التي وصفوها بالمدينة التي بجوار مصر.. ألستِ في أرضنا أيتها المريبة؟ يقصونك عنا كما أقصاكِ عمر بن الخطاب؟”
أو وهو يقول:
“وما أن دخلت السيارة حتى طلبت الاتجاه إلى كورنيش البحر كأي سكندري عريق وقت الضيق”.. شكرًا لكم