رسالة حب

صورة واتساب بتاريخ 1447 02 20 في 16.00.41 f8d7bc9b

رسالة حب

بقلم الأستاذ/ بشار سوالمة- الأردن

WhatsApp Image 2024 08 31 at 15.20.03 ddca8fe7


لم أتخيّل يومًا أن أسير نحو شخص كما أفعل معك، لكن السر يكمن في ماهية ذلك الشخص الذي تحملني إليه قدماي. لم أتردد لحظة، رغم اشتداد المرض، في الحضور إلى موعدنا. خشيت أن أتغيب، فيظن قلبك أني تخلّيت للحظة، وهذا سبب كافٍ، أما باقي الأسباب فتأتي تباعًا. مهما اشتد المرض، تبقى ضحكتك أفضل دواء، ورؤية وجهك البهي خير شفاء.


اليوم، ورغم جدية الحديث الذي خضناه، ضحكنا وتأملنا بعضنا. لا أخفيك أني أحفظ كل دقيقة معك، فربما بهذه اللحظات نعرف بعضنا أكثر. أصبحتِ تعرفين كيف أمزح، كيف أتصرف، كيف أنظر وأفكر، وأنا كذلك بتّ أعرف كيف أمازحك، كيف أضحكك، كيف أهتم بك. حتى وإن كنا نفعل ذلك بالفطرة، وكأننا خُلقنا لبعضنا، لكننا لا نزال نحفظ بعضنا البعض.


مما سأرويه يومًا لأطفالنا أني في الجلسة السادسة مع والدتهم، ألبستها فردة حذائها بعد أن طويت منديلًا في أعلى كعبها، كأنها إحدى الأميرات الهاربات من عالم القصص. وبعد حديث طويل بين ضحكاتنا التي تعالت، لامس كفي كفها، وكأن كل ما فيّ من أعباء قد سقط مع شدة كفها على كفي. ربما كانت تلك أول مرة، لكنها قالت الكثير في نفسي: نحن معًا، وسنكمل الطريق حتى نهايته، وبنفس شدة التمسك.


كم أنتِ حنونة، ورقيقة، ودافئة حد الشفاء من كل عثرات الحياة. أتعلمين؟ حين نلتقي كل أسبوع، أشعر أن هذا اليوم خُلق ليسقط عني كل حمل، فأعود خفيفًا، وكأن الدنيا لا تحملني من فرط سعادتي. كل دقيقة معك هي حياة لا أود نهايتها، كل ضحكة معك جنة، وكل دقيقة بعدٍ نار تأكل من أيامي حتى تستبيح سكينتي، إلى أن ألقاك، فتضعين كفيك على وجنتي، وتنظرين في عيني، فتصبح النار ماءً يروي عطش أيامي.


ممتن لك، لأنك أنت، وممتن لأننا هنا سويًا. ممتن لأن الله اختارك لي، وجعل كل الأسباب تؤدي إلى هذا الحب العظيم الذي وُلد من نظرات خفيفة، وضحكات عفوية، وكثير من الأشياء المشتركة التي نحملها في داخلنا.


قريبًا، وبالدعاء الذي نرسله، وبالسعي الذي نكمله، سنكون كما نريد: اثنين تغلبا على كل شيء، ليبقيا سويًا ويبنيا بيتًا كما يحبّان. لا تتخيلي يومًا أن أقسو عليك، فأنا الذي أخاف عليك من الهواء إذا اشتد قليلًا على وجنتيك، يا جميلة المحيا. سأبقى كما عهدتني: حنونًا عليك، رفيقًا بك، مراعيًا لكل ما فيك. حتى ما قلته عن تقلباتك، سأحبها جميعًا، ولن تجدي مني سوى كل احتواء وحب يغرقك بالدلال.


أعرف كم تضحين، وكم تتحملين من الضغط، لكن هذا كان قرارنا، وهذا ما أردناه. فلنكمل حتى نصل، وأنا أعدك. فقط أريد أن أضمن لك مكانًا أعلى وأفضل، وسأكون على باب بيتك، وهذا أولًا من أجلك، ومن أجل مركزك. لا يهون لي أن يُنظر إليك بقلة، فأنت كريمة، ذات مقام رفيع، وسأحافظ عليه بكل ما أملك.


تقبّلي شكري وحبي الكبيرين، وأنا هنا، سويًا، ومعًا نستطيع أن نصل. وثقي تمامًا أني أحارب من أجلك، كما تفعلين من أجلي.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *