مسجد إنجي هانم بالإسكندرية

صورة واتساب بتاريخ 1447 02 27 في 23.17.10 126a5d78

مسجد إنجي هانم بالإسكندرية

بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور – كبير باحثين بدرجة مدير عام- وزارة السياحة والآثار- مصر

صورة واتساب بتاريخ 1446 11 03 في 16.23.05 d4164373

يعد مسجد إنجى هانم في منطقة محرم بك محافظة الإسكندرية، من المساجد المهمة التي شُيدت في عهد الأسره العلوية التي حكمت مصر من عام 1805، وتأتي أهمية المسجد التاريخية ذات الطراز العثماني الفريد كأول المساجد التي تم إنشائها على ضفاف ترعة المحمودية.
تاريخ بناء المسجد ينسب إلى إنجي هانم الزوجة الأولى لوالي مصر محمد سعيد باشا 1854-1863، الابن الرابع لمؤسس الدولة المصرية الحديثة محمد علي باشا، وتزوجت من والي مصر عام 1854 قبل توليه الحكم بشهور، بعد وفاة ابن أخيه عباس باشا حلمي ودفنت فى مقابر الأسرة العلوية بمحيط شارع النبي دانيال إلى أن تم نقل رفاتها إلى مسجد الرفاعي بمقابر الأسرة العلوية بداية خمسينيات القرن العشرين.
وكانت إنجي هانم سيدة بر وإحسان، حيث اهتمت بمساعدة المحتاجين والأرامل والأيتام ومنح الأوقاف لعدد من الأهالي في ذاك الوقت، وكانت محبوبة بين جميع أطياف الشعب المصري، ويذكر بعض المؤرخين أنها كانت سيدة لبقة وذكية ومحبوبة بين كل الطبقات وعاصرت الخديو اسماعيل ونجله الخديوي توفيق والثورة العرابية، حتي توفيت في عام 1900.
إنجي هانم: شخصية مؤثرة لها أعمال خيرية
​تعتبر إنجي هانم، الزوجة الأولى لوالي مصر محمد سعيد باشا، في بناء المسجد الذي يُنسب إليها، والذي يعد تحفة معمارية في حي محرم بك بالإسكندرية. تُظهر هذه المبادرة مدى اهتمامها بالأعمال الخيرية، وهو ما يتوافق مع ما ذكرته من أنها كانت دائمة الإحسان إلى المحتاجين ومساعدة الأرامل والأيتام.
​كونها عاصرت فترة تاريخية حافلة بالأحداث، مثل عهد الخديوي إسماعيل، والخديوي توفيق، والثورة العرابية، يجعل من حياتها مصدرًا ثريًا لدراسة تاريخ مصر الحديث. كما أن دفنها في مقابر الأسرة العلوية، ثم نقل رفاتها إلى مسجد الرفاعي، يؤكد على مكانتها الرفيعة ضمن العائلة المالكة.
​يُظهر حب الشعب المصري لها تقديرًا لدورها الاجتماعي والإنساني، وهذا ما يفسر لماذا ما زال المسجد يُعرف باسمها، رغم أن اسم جشم آفت هانم هو المكتوب عليه.
التصميم المعماري لمسجد إنجي هانم
يُعد مسجد إنجي هانم تحفة معمارية فريدة، ويتميز بتصميمه الذي يجمع بين البساطة والأصالة.
​التخطيط: بُني المسجد على مساحة مستطيلة، وقُسمت مساحته الداخلية إلى أربعة أروقة موازية لجدار المحراب. هذا التخطيط يعكس الطراز المعماري الذي كان سائدًا في تلك الفترة.
​المواد: تم استخدام الحجر الجيري في بناء جدرانه، مما يمنحه متانة وجمالًا طبيعيًا.
​المئذنة: تقع المئذنة في الجهة الشمالية الشرقية، وتتميز بتصميمها المميز المكون من بدن مثمن، تعلوه شرفة خشبية، ثم بدن مثمن آخر ينتهي بشكل مخروطي.
​عناصر أخرى: يضم المسجد منبرًا خشبيًا، ومصلى خاصًا بالسيدات، ومدخلين رئيسيين: أحدهما في شارع عثمان جلال، والآخر في ممر جانبي.
​التراث والأثر
​و المسجد مسجل كأثر مما يؤكد على قيمته التاريخية والمعمارية وجود اللوحتين التأسيسيتين بداخله تعدان من أهم العناصر الأثرية التي توثق تاريخ بنائه. رغم أن المسجد قد خضع للتجديد، إلا أنه لا يزال يحتفظ بعناصره الأصلية التي تحكي قصة بنائه وتاريخه العريق
وللأميرة إنجي هانم مسجد آخر في حى شبرا بالقاهرة في شارع «البكري» بمنطقة «جزيرة بدران» بحي «شبرا». وقد قامت بإنشاء هذا المسجد عام 1282هـ/ 1865م، وأوقفت عليه الكثير من الأوقاف. ولنا عن الإسكندرية حواديت وحواديت

مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *