
كي لا تتحول الخلافات الزوجية إلى مصدر دائم للاضطراب النفسي والعقلي
بقلم الدكتورة/ رضوى إبراهيم- استشاري نفسي

لا ينبغي أن نشعر بالانزعاج الدائم من وجود بعض الخلافات الزوجية، إذ إن إفصاح أحد طرفي العلاقة عن شكوى أو عن وجود خلافات أسرية لا يُعد مؤشرًا حتميًا على وجود خلل أو تصدع في الأسرة. بل على العكس، قد تُسهم شكوى أحد الطرفين في كثير من الأحيان في خلق مناخ أسري صحي يساعد على التغيير والتطور السليم داخل الأسرة، خاصة إذا كانت الشكوى تتعلق بأمر محدد أو عندما يشعر أحد الطرفين بانتهاك حقوقه أو المساس بها.
وقد تكون الشكوى أفضل من الصمت، فقد لوحظ أن التعبير عن الغضب أو عدم الاتفاق في اتخاذ قرار مشترك قد يُسهم في نجاح الحياة الزوجية، وبالتالي في ضبط ودرء التوترات التي قد تنشأ إذا التزمنا الصمت ووافقنا على الأخطاء واستمرارها.
كما أن الشكوى قد تمثل فرصة لبناء علاقات أسرية ناجحة في المستقبل، عندما تساعدنا على استكشاف الأسباب الحقيقية لتعارض وجهات النظر، والسعي لحل الخلافات بطرق بنّاءة.
وبعبارة أخرى، فإن الشكوى من توتر العلاقة الزوجية لا تُعد بحد ذاتها دلالة على اضطراب الحياة الزوجية أو انهيارها.
فالواقع أن هناك مؤشرات أخرى أكثر خطورة وأهمية للتنبؤ بالاختلال الأسري. وعندما يحدث هذا الاختلال، تزداد العلاقة بين الطرفين توترًا، ويمكن حينها التنبؤ بتزايد الخلافات الزوجية التي ثبت أنها تلعب دورًا أكثر خطورة من أي عامل آخر في إثارة الاضطرابات النفسية والعقلية.
وسيكون لنا حديث موسّع عن علامات الخطر في الحياة الزوجية في المقالة القادمة ضمن العدد المقبل من مبدعات عربيات .