
الوجه الخفي للتعاطف
بقلم الكاتبة/ يسرا النوبي

هل كنت تعلم أن هناك وجه خفي و مؤذي للتعاطف من قبل؟
هل رأيته؟ أم صادفك في أي علاقة مررت بها في أي وقت؟
ذلك التعاطف الذي يولد بداخلك تجاه شخص آخر تراه في موقف صعب، تنجذب له و ترغب في مساعدته بشدة فتحاول بكل جهدك أن تخرجه من محنته العالق بها، و هنا الكثير منا لا يكتفي بمحاولة المساعدة فقط بل تنقلب مشاعر التعاطف بداخله تجاه الشخص الآخر وتوهمه بالحب فيبحر في بحر من العطاء الذي لا ينتهي و هو يلعب دور المحارب في حروب و صراعات كثيرة لم يكن له دور بها من الأساس لعله ينقذ حبه من القتل ، صراع يقتحم حياته دون أن يدري تبعاته، ودور منقذ لغريق لم يبحث عن طوق نجاته بيده، هو فقط عالق بمن يحاول المساعدة، فتسقط أنت فريسة في شرك علاقة تستنفذ بها طاقتك من العطاء لعلك تنقذه، و لكن ماذا لو أوشك مخزون طاقتك على النفاذ؟ و ماذا لو وجد الغريق طوق نجاة آخر أقرب إليه منك؟ هنا يجب أن تسأل نفسك هل سيختارك منقذه؟ هل سيكمل حروبه خلف ذراعك يحتمي بك؟ هل سيتمسك بك محارباً و حامياً له؟ أم سينسحب نحو اتجاه أفضل؟
و هنا يظهر الوجه الآخر من التعاطف، وجه يخبرك بحقيقة استغلالهم لك لكي ينجو و ما أنت بالنسبة لهم سوى مرحلة للتالي، ودرجة من درجات سلم النجاة، سيبتلعوا قواك إلى أن تخور و يتركوك في منتصف طريق لا عودة منه بمفردك خائب الرجاء ليصعدوا سلم آخر يوصلهم لأهدافهم، لذلك حين يزورك التعاطف تجاه شخص ما لا تدع مشاعرك توهمك بالحب و التعلق، و لا تلعب دور البطولة في حرب لم تخلق لك من البداية، قدم فقط المساعدة بالقدر الذي لا يستنفذ قواك فتترك على قارعة الطريق بلا مأوى و لا طاقة، فكن حذراً حين يصادفك التعاطف حتى لا تهرس تحت الرحى.