
قارئة الفنجان
بقلم الكاتبة/ سلاف حسيب

جلست تتأمل فنجانها تتوهم أنه يكشف لها ماضيها وينبؤها عن مستقبلها، كله في هذا الفنجان تتامله تقلبه لترى أيامها القادمة مستقبلها، نصيبها، أعداءها، أصحابها، من يحقد عليها من يحسدها ومن يدعو لها إنها تصدق ما يقول!!؟؟ إن لم يكن كلّه بل جُلّهُ،
قالت لها صديقتها انها فتحت فالها عند إحداهن (العرافة) وهي تكذب عليها الكثير، عفوا، أقصد هي تقول لها الكثير والكثير من الأخبار والتوقعات في فنجانها ولا تأخذ منها الكثير من المال، مبلغ زهيد مائة درهم أو يزيد، وقد حدث معها ما توقعته لها من فنجانها ؟؟
قالت لها: اذن نذهب إليها رفقة ، ذهبا إلى العرافة رفقة، قالت لها لاتسمعي إلى فنجاني إنها اسرار !؟….. غريبة!؟ في تفكيرها مع انها متعلمة ومثقفة جدا وتصلي! كيف لها أن تترك تلك المعصية؟ تتساءل أمها، التقت بالعرافة سارت اليها مسافة طويلة قالت لها العرافة الكثير هي تصدق لدرجة أنها تخفي ماقالته لها العرافه عن أقرب الناس، فقط أوحت لها بأنها ستلتقي بنصيبها عريس المستقبل في الطائرة ومن يومها وهي تسافر وتسافر وتسافر لم تترك دولة إلاّ وسافرت إليها علّها تجد ذلك الشاب صاحب النصيب عريس المستقبل في الطائرة وهي بطريقها الى أي دولة وفي اي طائرة، تطورت أمورها، لم تعد تذهب إلى العرافه بل صارت العرافة تاتي إليها وبين يديها كل ما في الأمر أن تنزّل تطبيق يفتح فنجانها في دقائق على الهاتف المحمول (الذكاء الاصطناعي) ما أسهلها من طريقة، البعض منها مأجور والآخر مجاني، كلَّ يوم تشرب قهوتها الصباحية وتقلب فنجانها ثم تصوره وترسله للعرافه الالكترونية، شارفت على الأربعين وبدا الشيب يغزوا راسها ولاتزال كل يوم تقلب فنجانها وتبحث عنه في الفنجان وفي الطائرات وتسافر …. علّها تصادفه يوماً وتلتقي به كما قالت لها العرافة في الطائرة…
ستجدُهُ حتماً، ستجدهُ عندما تبصر أمامها وتتوقف عن البحث في الفنجان وتتوجه إلى الله في دعائها وسجودها، وعندها ستلتقي به ويلتقي بها لأنهُ يقطن خارج الفنجان وليس داخله.
دمتم بعقولٍ متفتحةٍ وقلوب نيرة.