جائزة نوبل للآداب : الحدث الأدبي الأبرز على الساحة العالمية

صورة واتساب بتاريخ 1447 04 18 في 00.41.20 9b81b4b3

جائزة نوبل للآداب : الحدث الأدبي الأبرز على الساحة العالمية

بقلم / غادة جاد

 

WhatsApp Image 2025 03 04 at 16.04.13 d786384d

رغم كل الجدل المثار حولها ، تظل جائزة نوبل للآداب أهم وسيلة لتسليط الضوء العالمي على الإنجازات الأدبية الاستثنائية، فمن خلال تكريمها للرواية والشعر والمسرحية والنثر، تذكرنا الجائزة بأن الأدب يبقى أحد أبرز أدوات القوى الناعمة لتسجيل تاريخنا العاطفي والفكري، وبناء جسور من الفهم بين البشر. 

ولم تخل مسيرة الجائزة من لحظات مثيرة للجدل،فالطالما انتقدت بسبب تحيزها الأوروبي ولتهميشها أدباء من خارج العالم الغربي لفترات طويلة، فضلا عن اتهامات بتسييس الجائزة، سواء باختيار كتاب يمثلون تيارات معينة، أو بتجنب كتاب آخرین بسبب ضغوط سياسية.

 ومن اللافت استبعاد أدباء عظماء من قائمة الفائزين رغم تأثيرهم الهائل في مسيرة الإبداع الإنساني، مثل: ليو تولستوي، مارسيل بروست،و فرانز كافكا ،وجيمس جويس.


و كما ذكرنا فقد هيمن الأدباء الأوروبيون عليها في فترة البدايات منذ عام ١٩٠١حتى ١٩٤٠ مما أكد المركزية الأوروبية في ذلك الوقت، و كان من أوائل الفائزين روديارد كبلينغ ١٩٠٧ من بريطانيا ،ورا بندرانات طاغور ١٩١٣ من الهند، وهو أول فائز غير أوروبي، مما أضاف بعدًا عالميا مبكرًا للجائزة،رغم الاتهام بالتحيز الأوروبي بشكل عام.  

وفي الفترة من ١٩٤١حتى ١٩٨٠، توسعت آفاق الجائزة لتشمل تيارات أدبية جديدة مثل الوجودية والواقعية السحرية،حيث برز خلال هذه الفترة كتاب غيروا خريطة الأدب العالمي، مثل: ألبير كامو ١٩٥٧ الفرنسي الذي عبر عن الوجودية والعبث في أعماله، وجان بول سارتر ١٩٦٤ الذي رفض الجائزة بشكل مثير للجدل، معتبرًا أن الكاتب يجب ألا يتحول إلى مؤسسة ، ونیرودا ١٩٧١ الشاعر التشيلي الذي جسد صوت أمريكا اللاتينية ونضالاتها.

وتحديدا منذ عام ١٩٨١ و حتى الآن،  أصبحت الجائزة أكثر تنوعًا من الناحية الجغرافية واللغوية، حيث كُرم کُتاب من إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط،كما بدأت الأكاديمية في تكريم كتابات تبحث في القضايا الإنسانية العالمية مثل الهوية، والمنفى،والوجود.


و كان نجيب محفوظ المصري ، الذي فاز بها عام ١٩٨٨، العربي الأول والوحيد الحائز على الجائزة ،حيث صور بمهارة فائقة وعمق، وواقعية حياة المجتمع المصري. 

 

ولكن ماذا عن الفائز بالجائزة لعامنا هذا ٢٠٢٥ ؟ إنه المجري لازلو كراسناهوركاي . وُلد كراسناهوركاي عام ١٩٥٤ في جيولا بالمجر، وبدأ مسيرته الأدبية برواية “تانجو الشيطان ” عام ١٩٨٥ ، التي تناولت حياة قرويين فقراء في فترة ما قبل انهيار الشيوعية.

تتسم أعماله، مثل “كآبة المقاومة” و”حرب وحرب”، بنهج ملحمي يتأثر بالكتابات الأوروبية الوسطى. وصفته الناقدة سوزان سونتاغ بأنه “سيد نهاية العالم”. كما تأثرت كتاباته برحلاته إلى الصين واليابان، مما أثرى تجربته الأدبية.

حصد كراسناهوركاي جوائز عديدة، بما في ذلك جائزة مان بوكر الدولية عام ٢٠١٥، وهو ثاني كاتب مجري يحصل على جائزة نوبل بعد إيمري كيرتيس. تمكنت أعمال كراسناهوركاي من إلقاء الضوء على التحديات الإنسانية الراهنة، مما جعله شخصية محورية في الأدب الحديث. يشهد فوزه بجائزة نوبل على تأثيره في سرد الرؤى القاتمة والمعقدة للعالم اليوم.

هكذا تبقى جائزة نوبل في الآداب ذروة التكريم للأدباء والمفكرين حول العالم،و الحدث الأدبي الأبرز على الساحة العالمية، وهي ليست مجرد وسام شرف بل شهادة على قدرة الكلمة المكتوبة على تشكيل الوعي الإنساني وتوثيق تعقيدات الحياة.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *