السعادة علمٌ يُتعلَّم
بقلم الكاتبة / سوزان جويلي
في زمن تتزاحم فيه النظريات الحديثة حول العلاقات الإنسانية وتكثر فيه الوصفات الجاهزة لإصلاح الأسرة، يأتي كتاب «الأربعون الأصولية في حل المشكلات الأسرية» ليعيد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح، مستندًا إلى منهجٍ أخلاقي أصيل، يوازن بين الفهم الشرعي والواقعي للحياة الزوجية.
منذ النظرة الأولى إلى الغلاف، يلفت القارئ اللون الهادئ المتدرج بين الأزرق والبيج، وكأنه يعكس سكينة البيت عندما يسكنه الوعي، ويجمع بين صفاء الفهم ودفء المودة. أما العنوان، فقد جاء واضحًا ومباشرًا، يشي بعمقٍ علميٍّ ومنهجٍ منضبط يقدّم حلولًا من داخل المنظومة الإسلامية، لا من خارجها.
الكتاب يطرح رؤية متكاملة لمفهوم السعادة الأسرية، مستندًا إلى أربعين قاعدة أصولية مستمدة من مقاصد الشريعة ومواقف السلف وتجارب الواقع. وهو بذلك لا يقدم مجرد “نصائح أسرية”، بل يؤسس فكرا يعيد للأسرة مكانتها باعتبارها اللبنة الأولى في بناء الإنسان والمجتمع.
وما يميز هذا العمل أنه لا يكتفي بعرض المشكلة، بل يفتح للقارئ باب التأمل في جذورها، ويقوده إلى الحل بروحٍ تربوية راقية، تجعل الحوار والرحمة والتغافل أسسًا لأية علاقة ناجحة. كما يذكّرنا بأنّ كثيرًا من الخلافات ليست ناتجة عن غياب الحب، بل عن ضعف الفهم، وأنّ المعرفة هي أول الطريق نحو الطمأنينة الزوجية.
إن كتاب «الأربعون الأصولية في حل المشكلات الأسرية» عملٌ رصين يعيد للأسرة مكانتها، وللعلاقة الزوجية قدسيتها، في زمنٍ ازدادت فيه التحديات وضاعت فيه القيم الإنسانية. إنه دعوة للعودة إلى الجذور، إلى الأصول التي تصنع السعادة عن وعيٍ وبصيرة، وتذكيرٌ بأنّ السعادة ليست هدية الحياة، بل ثمرة الفهم الصحيح لفقهها.
