استطاعت المبدعة العربية أن تسجل اسمها بحروف من نور في مختلف العصور ..وها هي اليوم تقف بكل وهجها محلقة بحرفها في سماوات الجمال والدهشة.
استطاعت المبدعة العربية في الزمن الراهن أن تجمع بين قوة التراث وجمال الحاضر وعبق المستقبل. من خلال ارتكازها على أصالة تاريخ الإبداع العربي ومحاكاة ما يدور حولها بنظرة وفكر تمتد أغصانهما نحو المستقبل.
واستطاعت أيضا أن تجمع بين رقتها وأنوثتها وبين قوتها وعزمها في مواجهة الأزمات والتحديات.
وقدمت ذلك بيد من حرير وبعناية فائقة فوق جنان الشعر وبساتين الإبداع للجمهور العربي.
وستظل المرأة العربية المبدعة شعلة ضوء في تاريخ ومستقبل أمتنا .
قابضةٌ على الضًّــوْءِ
بقلم الأديبة هبة الفقي
لا الرّيـحُ
تَحْمِــلُ لي هَمْسًا
ولا خَبَــرا
ولا أنامِل أمْـــسٍ
تَـــزْرَعُ الْأثَــرا
بِأَضْلُـعِ الْغَيْــبِ
قَدْ جَمَّعْــتُ ذاكِـرَتي
وقُمْــتُ أَرْسُـمُ وَحْدي
لِلْغَـدِ الصُّـوَرا
تَنَفَّــسَ الصُّبْــحُ
مُـذْ قَبَّلْــتُ جَبْهَتَــــهُ
وَراحَ يَرْشُفُ سِحْرًا
مِنْ يَدي انْهَمَـرا
والشَّمْسُ .. مُـذْ غَازَلَتْ
عَيْنـايَ وَجْنَتَـها
تَنَــزَّلَ النّــورُ
مِــنْ أَجْفـانِها زُمَــــرا
حَــوْلي الْجِنــانُ
وكَوْنٌ جـاءَ مُبْتَهِــلًا
غَنّى الْجَمــالَ
فَكُنْــتُ الّلَحْـنَ والْـوَتَرا
بِلَحْظَـةٍ ذابَ جَمْــرُ الْوَقْـتِ
في دَمِـها
رَأَيْــتُ وَجْهَـكَ
في لَـوْنِ النّدى ظَهَرا
تَكــادُ أَنْفـاسُــكَ الْـوَلْــهى
تُـحَـدِّثُنــي
وَأَنْـتَ تَغْفــو
بِحِضْـــنِ الْمُنْتَهى قَمَرا
صَحَـوْتَ تَسْأَلُني
مَـنْ أَنْتِ في شَغَـفٍ
أنا الْأَنيـسُ الّذي
مِـنْ طينِــكَ انْحَـدَرا
حَوّاء ُ.. تَعْرِفُني
مُذْ كُنْتُ مَحْضَ جَوَىً
يَهيــمُ ..
بَيْــنَ عُيــونِ الْحُلْــمِ مُسْتَعِـــرا
قُــمْ .. كَـيْ نُصافِــحَ
كُـلَّ الْأُمْنِياتِ .. فَما
عادَ الْفُؤادُ عَلى الْأَشْواقِ مُصْطَبِـرا
هَـــذا النَّعيــــمُ لَنــا ..
واللهُ قَــــدَّرَهُ
وَمَــدَّ بيْــنَ يَدَيْكَ
الْخَيْــرَ والشَّجَــرا
ناداكَ .. آدَمُ .. كُـلْ ..
مِنْ حَيْثُ شِئْتَ ..
وَلا تَقْــرَب لِواحِــدَةٍ
مِــنْ بَيْنِهــمْ ثَمَــرا
اثْنَيْــنِ كُنّـــا
وَذَنْــبُ الْخُـلْــدِ ثالِثُـنا
فَقُــلْ :
لِماذا أَنا مَنْ أَحْمِلُ الضَّرَرا ؟!
تُفّــاحَـتـي نَـضُـجَــتْ
لكِـنَّـهـا أَبَــدًا
ما خانَتِ الْحُلْمَ
أَوْ عادَتْ بِكَ الْقَدَرا
تِـلْـكَ الْحَيــاةُ
بِنــا تَــزْدادُ بَهْجَتُها
ولا تَطيـــبُ إِذا
لَــمْ نُـدْرِكِ الْعِبَـرا
نَحْنُ اكْتِمالُ الْهَوى
في كُلِّ قافِيَــةٍ
نَحْنُ الّلُغاتُ الّتي
كَمْ أَنْجَبَتْ شُعَرا
لَيْسَ انْتِصـارًا
إذا سُمّيــتَ لي.. رَجُــلا
النَّصْـرُ ..
أنْ تَدْخُـلَ الْوِجْدانَ مُنْتَصِــرا
مــا كُـنْـتُ ناقِصَــةً
إلّا لِأُكْـمِــلَ مـــا
عَنْ عَيْنِ قَلْبِـكَ يَوْمًـا
غـابَ واسْتَتَـرا
فَكُـــلُّ أُنْـثــى
حَـبــاهــا اللهُ مَـنْـزِلَــةً
النَّقْصُ .. في أَنْفُسٍ
لا تُحْسِنُ النَّظَرا
كَــمْ حَمَّلــوني
ذُنــوبَ النّاسِ أَجْمَعِها
وَصِــرْتُ مَـنْ نَزَلَتْ
كَيْ تَفْتِـنَ الْبَشَـرا
سَلْ .. كُلَّ مَنْ عَجَــزوا
عَنْ فَهْمِ واحِـدَةٍ
مَنْ عَلَّمَ الزَّرْعَ
سِـرَّ الْمـاءِ مُنْذُ جَرَى ؟
أَنا الّتي
تَنْبُتُ النَّجْماتُ في يَـدِهـا
هَزَزْتُ جِــذْعَ الــدُّنا
فاسّاقَطَتْ دُرَرا
كُــلُّ الْمَـعــاني
إلى عَيْنَــيّ مُبْحِــرَةٌ
والشِّعْــرُ يَخْــرُجُ
مِنْ كَفَّــيَّ مُبْتَكَــرا
راوَدْتُ بَسْمَةَ هَذي الأَرْضِ
فابْتَسَمَتْ
كُلُّ الْجِهاتِ ..
وما كانَ الْمَدى حَذِرا
بي أنْهُرُ الضَّوْءِ ..
بي تاريخُ مَمْلَكَةٍ
مِنَ الْبَهاءِ
وفَجْـرٌ مِنْ دَمــي عَبَــرا
حَمَلْـتُ دَمْــعَ نِساءِ الْكَوْنِ
مُنْــذُ بَـكَــتْ
عَـيْـــنُ الْجَمـــالِ
وَقَلْـبُ الرَّحْمَةِ انْفَطَرا
لا أُنْكِـرُ الْفَضْــلَ
بَـلْ حاوَلْــتُ مُنْصِفَــةً
أُلْقي على الْغَـــثِّ
مِـنْ أَفْكارِكُـمْ حَجَـرا
نــونُ الْأُنــوثَةِ
في جَنْبَيَّ مُشْـرِقَـــةٌ
مَـنْ يَسْتَطيـعُ إِذَنْ
أنْ يُطْفِـئَ الشَّــرَرا ؟