عابرة
بقلم الكاتبة/ هاجر مصطفى
15/11/2024
تتغيب دوما عن الحضور عمدا، فلا شيء يغريها في عنوان” مناقشة…. كتاب أو ديوان أو رواية… ” كل ما في الأمر أنه إثم ثقافي مطبوع لأغراض هي أبعد ما تكون عن الأدب يبرأ منها الوعي و يصفق لها اللاوعي و تقف الهوية منها على مسافة آمنة كي لا تتشوه …
لكن لأن المناقش أستاذها الذي تعلم ذائقته أملت أن ترى الصفع الجميل بالكلمات لا الصفح الجميل …. ما لم تتخيله أنها تسير نحو فخها … نعم …فالشاعر الذي تحب كان من بين الحضور ، تعمد مراسلتها مرات عبر وسائل التواصل و لطالما صدته رغم إعجابها الشديد ، فليست هي من تتعرف على رجل من وسائل هي للتزييف و التنكير أقرب من التعريف و التعرف …بادرها : قد يجمع الله الشتيتين بعدما ” تعزمين كل العزم ” ألا تلاقيا .
فلا تهربي .
لا شيء يغري في الرجال كالذكاء و خفة الظل ، من جمعهما كان ككأس خمر تدغدغ ثلجها وتوشوشه فتغري كل مار بشهوة الارتواء.
نفت أنها تهرب …وكلاهما يعلم كذبها الغير مُتقن .
قرأ قصيدة بصوت تعاني أحباله من إرهاق أجبرها على أن تدعو بدوامه ليظل هذا الصوت منغما هكذا … أعقب القصيدة بأنه فيها كتبها .
تبسمت بخبث : نوعان من الرجال لا يؤخذ كلامهما على محمل الجد، الشعراء و تجار الدين .
قال : قولي كلمة لأرتجل على وزنها قصيدة كبرهان صدقي .
كانت ستقول ” عاشقة ” ، لكن غرورها حرّفها فنُطِقَت” عابرة ” .
قال خمسة أبيات مقطوفة من جهنم أشعلت القلب و بريق العينين …
مذ يومها وهي تلعن غرورها الذي يرفض البوح بالعشق و يتركها لتكون أنثاه العابرة .
* البيت الأصلي لقيس بن الملوح : ” وَقَد يَجمَعِ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَ مايَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَلّا تَلاقِيا”