ملك و ملكة من مدينة كانوب
بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور – كبير باحثين بدرجة مدير عام بوزارة السياحة والآثار- مصر
فى صيف عام ٢٠٠١، وعلى بعد ٧ كيلو من شاطىء أبى قير بالإسكندرية ، وعلى عمق ستة أمتار تقريبًا، كانت المفاجأة الكبرى عندما عثرت بعثة المعهد الأوروبي للآثار البحرية بمدينة كانوب الغارقة على تمثالين من الجرانيت الأحمر لملك وملكة من العصر البطلمى، حيث يبلغ التمثالين خمسة أمتار تقريبًا . هذين التمثالين نحتا فى وضعية الوقفة الفرعونية حيث تتقدم القدم اليسرى الى الإمام وتمثال الملك يرتدى التاج الملكى المزدوج الذى يدل على حكمه للوجهين البحرى والقبلى والجزء العلوى من تمثال الملك عاري بينما الجزء السفلى يرتدى قماش الخصر التقليدى ورأسه مزين بعقدة على شكل ثعبان الكبرى على الجبهة. أما تمثال الملكة تظهر فترتدى التاج الحتحورى وهو عبارة عن قرص الشمس تحيط به قرون الثور وجسم الملكة بالكامل مغطى بثوب شفاف ضيق يكشف تفاصيل الجسم و يتميز هذان التمثالان بالرشاقة وهما من بين التماثيل النادرة التى عثر عليها فى مصر حيث أنهما يمثلان الطراز البطلمي المتأثر بالطراز الفرعوني القديم وهما قد شهدا الزلزال الشديد الذى تعرضت له مدينة كانوب مما أسفر عن سقوطهما أرضا وتهشمت الأجزاء الى ثلاث قطع لكل تمثال وبفضل، اعمال الترميم تم تجميعهم . وقد تم اختيارهم للعرض فى معارض خارجية فى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليابان وأمريكا وهما الآن يعرضان فى القاعه الكبرى بالمتحف المصرى الكبير.