إيزيس وأوزوريس

WhatsApp Image 2025 01 09 at 14.07.00 700599cc 1

إيزيس وأوزوريس

بقلم الأستاذة/ يسرية الغندور- 

كبير باحثين بدرجة مدير عام بوزارة السياحة والآثار-مصر 

WhatsApp Image 2025 01 09 at 14.07.00 700599cc 1
WhatsApp Image 2025 01 09 at 14.06.59 ff4657eb
WhatsApp Image 2025 01 02 at 16.10.36 919997dd


قصة أوزوريس هي واحدة من أشهر الأساطير القديمة في تاريخ مصر القديمة، ولها أكثر من مصدر وتفاصيل، ولكن أحداثها الرئيسية وشخصياتها متشابهة، وهي تتحدث عن قوى الخير والشر، وعلاقات الحب الحقيقي والغيرة وتوابعها الشنيعة. أهم شخصيات هذه الأسطورة هي أوزوريس، وزوجته إيزيس، وابنهما حورس (حربوقراط)، وأخاه ست، وزوجته نفتيس.


كان أوزوريس ملكًا عادلًا يحكم مصر، وكان شعبه يحبه كثيرًا لأنه كان محبًا للخير، ولأنه علم شعبه الزراعة وحب الخير، ونشر العدل والعيش الكريم في فترة حكمه، وكان مقره في الوجه البحري. هذا الأمر أثار غيرة أخيه ست، وزرع حقدًا في قلبه، وأشعل رغبة التخلص منه بأي طريقة ليترأس الحكم مكانه. لذا فكر بمؤامرة لقتل أخيه وأخذ عرش حكم مصر.


جهز ست تابوتًا ذهبيًا مرصعًا بالألماس على مقاس أوزوريس تمامًا، وجهز وليمة كبيرة دعا فيها أشخاصًا كثيرين، وأوهمهم أنه جهز هذا التابوت ليهديه لأي شخص يناسب مقاسه. جرب الجميع التابوت بالتناوب حتى جاء دور أوزوريس، فنام في التابوت الذي صنع خصيصًا له. أغلق ست التابوت بمساعدة أعوانه، وربطه، ورماه في نهر النيل، فمات أوزوريس غرقًا، وتولى ست الحكم مكانه.


لم ترضَ زوجة أوزوريس إيزيس بمصير زوجها، ولم تقف مكتوفة الأيدي لتترك زوجها يغرق. بل بحثت عن التابوت الذهبي حتى عثرت عليه في جبل بيبلوس. ولكن ست وجد جثة زوجها قبلها، وقطعها إلى اثنين وأربعين قطعة، ووضع كل قطعة في مكان حتى لا تتمكن إيزيس من إيجادها. لكنها تمكنت من تجميع كل قطع وأشلاء زوجها، واستعانت بالسحر لإعادة الروح إلى زوجها لفترة وجيزة، وحملت منه بابنها حورس بالاستعانة بالسحر كذلك. لكن كان من الصعب على أوزوريس أن يعيش كحياته السابقة، لذا عاش كملك على مملكة الأموات.


اختبأت إيزيس في أحراش الدلتا وبقيت بعيدة عن الأعين حتى انتهت فترة حملها ووضعت ابنها حورس، وربته في السر حتى كبر وأصبح رجلًا قويًا. عادت بعدها إلى الوادي عند الحاكم (ست) للمطالبة بإعادة عرش أوزوريس الذي أصبح من حق ابنه حورس الشرعي. حصلت العديد من المعارك بين حورس وست للاستيلاء على العرش، وانتهت بانتصار حورس بمساعدة القوى السحرية.


انتهت الأسطورة بمحاكمة ست، وإدانته على أفعاله الدنيئة، ومنح عرش الحكم للوريث الشرعي حورس، بينما أصبح ست حاكمًا على الصحراء، وبقي أوزوريس حاكمًا في مملكة الموتى لرفضه العودة إلى الأرض بسبب انتشار الشر عليها.


وقد عثر في مدينة كانوب الغارقة على تماثيل لإيزيس في أوضاع مختلفة، منها إيزيس الأم وهي ترضع ابنها حورس، وكذلك تمثال لأوزوريس في الوضع الأوزيري (وضع المومياء). كانت للمعبودة إيزيس مكانة كبيرة ليس فقط داخل مصر بل على مستوى العالم القديم، وبلغ تأثيرها في العصرين البطلمي والروماني أوجه. بالمقارنة مع قصص القرآن يتضح لنا أنها مطابقة لقصة قابيل وهابيل التي ذكرت في القرآن الكريم، حيث قدم كلا منهما قربانًا فتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل من قابيل، فغار منه وأعد له هذه المؤامرة. ظلت هذه القصة حتى الآن رمزًا للصراع القائم بين قوى الخير والشر.


مقالات أخرى

رحلة معرفة وعلم وعمل

بقلم الأستاذة الدكتورة/ رضوى إبراهيم

تفاهاتي

بقلم الأديبة المصرية/ هناء سليمان

علاقة مميزة

بقلم الأديبة المصرية/ نهى عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *