
الأسود من الثياب
بقلم الكاتبة/ نهى عاصم

كانت تعشق ارتداء الأسود من الثياب
وارتياد الجنازات وواجب العزاء..
تذهب لتبكي أناسًا
أقاربًا كانوا أو غرباء..
تعجب الكثيرون لأمرها
وكانت ترى الأسئلة
في أعينهم
وتتجاهلها تمامًا
وتجلس في ركن منزوية في هدوء
تبكي وتبكي وترتاح فتسكن..
لتعود إلى بيتها فتجده أمامها
مثال للزوج
المستبد الظالم
ينظر إليها بقلب أسود
لا يرى النور
ويبدأ في الصراخ
وإلقاء الأوامر وتسديد اللكمات
لأجزاء في جسدها
لا يراها الناس..
تنظر إليه بأعين
مليئة بالقهر
وتسأله في صمت:
ألا تموت أبدا؟!
كنت أبكيك اليوم
في جنازة أحدهم
وأبكي عمري
الذي قتلته بيديك..