الترشح لجائزة عالمية بقيمة مليون دولار : المعلمة السعودية زكية اللحياني
بقلم الدكتورة / هيفاء إبراهيم فقيه
فازت بنت مكة المعلمة / زكية بنت سهل اللحياني بجائزة فاركي العالمية ٢٠٢٥ ضمن أفضل ٥٠ معلمًا على مستوى العالم، ضمن فعاليات التأهل للفوز بأكبر جائزة عالمية في مجال التربية و التعليم بقيمة مليون دولار ، بإشراف منظمة اليونسكو .
و قد أُختيرت زكية اللحياني من بين أكثر من خمسة آلاف مرشحًا من ٨٩ دولة للفوز بجائزة المعلم العالمية GEMS Education Global Teacher Prize.
و تُعد جائزة “Global Teacher Prize” البالغ قيمتها مليون دولاًر أكبر جائزة من نوعها في مجال التربية و التعليم.
تهدف الجائزة لتكريم المعلم الاستثنائي الذي يقدم مساهمة بارزة في مجال التربية و التعليم و تهدف كذلك إلى تسليط الضوء على الدور المهم الذي يلعبه المعلمون في المجتمع. منذ إطلاق جائزة “Global Teacher Prize” ، تقدم للفوز بها أكثر من مئة ألف معلم من جميع أنحاء العالم.
تعمل زكية اللحياني معلمة للغة الإنجليزية بإحدى المدارس الابتدائية بمكة المكرمة. و قد كرست ٢٤ عامًا من حياتها لتعزيز الإبداع والتفكير النقدي و التربية بين طلابها. مسترشدةً برؤية 2030، ترتكز فلسفتها التعليمية على إعداد قادة المستقبل من خلال ممارسات تعليمية و ثقافية مبتكرة يؤكد التزامها بالتأثير الإيجابي في المجتمع. امتلكت زكية خبرة واسعة ببرامج مايكروسوفت، و كانت زكية رائدة في مبادرات تجمع بين التكنولوجيا والإبداع . بدأت عملها في مكافحة التطرف من خلال التعليم في عام ٢٠٠٦، وأسفرت جهودها عن بعض المشاريع التعليمية المثمرة مثل قناة يوتيوب ثنائية اللغة تروج للتسامح و كذلك تطبيق “أنا وطني” الحائز على جوائز لنظام أندرويد.
تحرص زكية على الحفاظ على التراث السعودي وتكرست جهودها لتأليف كتبًا وأغانٍ للأطفال تحتفل بهذا التراث، مثل قصة “القصر الأحمر”. كما قامت بتصنيع دمى تعليمية ذات طابع تراثي سعودي وكتبت كتبُا للأطفال تركز على قيم التسامح والتفكير النقدي، و من ثم استحقت الفوز بجائزة الاعتدال عام ٢٠١٧.
من خلال مبادرات مثل “التسامح يوحدنا” التي فازت بجائزة الحوار الوطني لعام ٢٠٢٣، حيث تسعى زكية إلى تعزيز قيم التسامح و الإخاء و الاعتدال بين طلابها.
واصلت زكية نشر القيم الإيجابية والاجتهاد، مما جعلها ليست فقط قدوة لأجيال من الطلاب، ولكن أيضًا مثالاً يُحتذى به في كيفية دمج التعليم بالتنمية الاجتماعية والدولية. و أدت ورش العمل التدريبية التي قدمتها للاختبارات الوطنية إلى تحسين ملحوظ في درجات مدرستها في عام ٢٠٢٤، بينما تفوق طلابها في مسابقات مثل أولمبياد اللغة الإنجليزية ومسابقة الثقافة السعودية. نالت مسرحياتها الإبداعية وأغانيها التعليمية استحساناً واسعاً، بما في ذلك مؤلفاتها الشهيرة عن التسامح، التي حصدت أكثر من ٤٣ ألف مشاهدة على يوتيوب.
إلى جانب التدريس، تحرص زكية بشكل كبير على الخدمة المجتمعية، حيث تسعى مبادرتها “عائلتي تقرأ” إلى تعزيز القراءة ومشاركة المعرفة داخل العائلات، بينما تعلّم برامجها البيئية، مثل “الفصل الأخضر”، الاستدامة وإعادة التدوير. و في كتابها ” كن مثل منيرة وسعود “، قدمت زكية للأطفال مفهوم الوعي البيئي، وربطت أفعالهم بالأهداف العالمية مثل “الحياة تحت الماء” و”الحياة على الأرض”.
تقول ستيفانيا جيانيني، مساعدة المدير العام للتعليم في اليونسكو عن هذه الجائزة العالمية :
“تفخر اليونسكو بدعم جائزة المعلم العالمية التي تكرم تفاني المعلمين وتأثيرهم في جميع أنحاء العالم. في وقت يعاني فيه العالم من نقص في عدد المعلمين وظروف تعليمية صعبة ، يعد الاعتراف بالمعلمين والاستثمار فيهم أمرًا أساسيًا لبناء مستقبل عادل وشامل ومستدام. للمعلمين أهمية بالغة، إذ إنهم يشكلون ليس فقط الجيل القادم بل أيضًا مستقبل مجتمعاتنا.”
و تقول زكية اللحياني، المرشحة ضمن أفضل خمسين معلم لجائزة “GEMS Education Global Teacher Prize” العالمية :
” بكل تواضع أتشرف بأن أكون ضمن قائمة الخمسين الأوائل لجائزة المعلم العالمية. و يشرفني أن يتم ترشيحي بجانب الكثير من المعلمين الملهمين من جميع أنحاء العالم. شكرًا لمؤسسة فاركي، وجي إي إم إس للتعليم، واليونسكو على اعترافهم بالدور الحيوي الذي يلعبه المعلمون في المجتمع. كل معلم يلعب دورًا في إلهام الفضول، وتعزيز الإبداع، وتمكين الطلاب من تحقيق أقصى ما بوسعهم .”