
التغريد خارج السرب: جملة قصيرة كثيرة التداول بين الناس
بقلم الإعلامية و الكاتبة/ دانية السروجي

هل تعكس مدحاً لهذا السلوك أم تتضمن ذماً؟
هل فيها تشجيع للخروج من منطقة الأمان أم تحوي تنبيهاً حول خطورة التجرأ عند التفرد؟
هل من يخرج عن القطيع يكون التألق نصيبه أم أنَّ الشتات مصيره ؟
كل هذه التساؤلات خطرت ببالي بمجرد رؤيتي لهذه اللوحة الفنية الساحرة، التي رسمها الرسام البولندي توماس كوبيرا والمسماة بلوحة الشرود عن القطيع
القطيع في اللوحة هو طابور طويل من البشر على شكل نسخ متطابقة رمادية اللون، باردة التركيب وبدون ملامح
اما الدفىء الوحيد المنبعث من صقيع ما رُسِم، منبثق من ذاك الشخص الذي قرر التحرر والخروج عن مسار هذا الركب الطويل، ليحيى من جديد
إبداع توماس ظهر واضحاً وجلياً حين أثبت لنا من خلال ريشته، أن الخروج عن السرب مؤلم جداً في البداية، لكن معه ارتداد الأكسجين في الرئة مأمون وإحياء الدفء في العروق مضمون.
وما قرار الانسلاخ عن الاستنساخ، إلا خطوة حكيمة تكن فيها أنتَ أنتَ وليس هم
ويبقى فرض حيزك الخاص ضمن مساحات الآخرين، توثيق لنجاحك وإثبات على أن أفكارك تستحق أن تكون تحت الضوء